قوات النظام السوري تنفذ حملة اعتقالات واسعة في ريف درعا

قوات النظام السوري تنفذ حملة اعتقالات واسعة في ريف درعا

26 ابريل 2022
مليشيات مقربة من إيران شنت حملة اعتقالات في أحياء درعا المحطة (Getty)
+ الخط -

نفذت قوات النظام السوري، الإثنين، حملة اعتقالات واسعة طاولت العديد من الشبان في حي درعا المحطة بريف محافظة درعا الأوسط، جنوب سورية، في ظل حملة تفتيش واسعة تشنها مجموعات عسكرية منضوية ضمن فرع "الأمن العسكري" التابع للنظام، في منطقتي المليحة الشرقية والغربية بالريف الشرقي من المحافظة.

وقال عاصم الزعبي، مدير "مكتب توثيق الانتهاكات" في التجمع، لـ"العربي الجديد"، إن "مليشيات بزعامة مصطفى المسالمة الملقب بـ(الكسم) تتبع لفرع الأمن العسكري ومقربة من إيران بالاشتراك مع قوات النظام شنّت حملة اعتقالات، ظهر الإثنين، في أحياء درعا المحطة طاولت العديد من الشبان"، مؤكداً أن "المعتقلين المؤكدين حتى الآن شابان في حي درعا المحطة هما مطلوبان للخدمة الإلزامية في جيش النظام".

وأضاف أنه "في إبريل/نيسان الحالي انتهت مهلة التأجيل للخدمة العسكرية، والتي أُقرت في إبريل من العام الماضي بالقرار رقم 5343 والصادر عن المديرية العامة للتجنيد، والذي جاء حينها كتعزيز لعملية المصالحات والتسويات في درعا، والذي حددت مدته بعام واحد".

وأوضح عضو التجمع أنه "مع مطلع الشهر الحالي، صدر قرار عن اللجنة الأمنية في المحافظة، ينص على البدء  بإجراء عمليات تسوية لأوضاع العسكريين المنشقين أو الفارين حسب تسمية السلطات، يومي الأربعاء والخميس الفائتين".

وتابع: "جاء في نص القرار أنه "نظراً لاقتراب انتهاء المدة الممنوحة وتسهيلاً للإجراءات اللازمة والضرورية بحق العسكريين الفارين من وحداتهم، فإنه سيتم افتتاح مركز لاستقبال العسكريين الفارين والراغبين بتسوية أوضاعهم، وسيتم تزويد العسكريين بقرارات ترك قضائية تصدر عن السيد قاضي الفرد العسكري بدرعا ومنحهم المهمات اللازمة من أجل الالتحاق بوحداتهم خلال مهلة قانونية مدتها 15 يوما من تاريخ الاستلام".

وأشار المتحدث إلى أنه "كان من المتوقع في ظل عدم صدور قرار جديد يمنح مهلة للشبان بالتأجيل للخدمة الإلزامية، أن تبدأ حملات اعتقال في المحافظة، من خلال بعض المداهمات، وعلى الحواجز الأمنية والعسكرية، حيث تم تعميم أسماء المطلوبين للخدمة الإلزامية، والمتخلفين عنها، والمنشقين عن الجيش أو كما يسميهم النظام (الفارين)".

ولفت الزعبي إلى أن "الوضع الأمني في محافظة درعا في الأصل عبارة عن حالة من الفوضى والفلتان، وهذه الفوضى تصبّ في صالح النظام والمليشيات الإيرانية"، مؤكداً أن "أي هدوء دائم يعني توقف كل التجاوزات التي يقومون بها".

ويرى الزعبي أن "الأوضاع من المحتمل أن تسير نحو توتر في المرحلة القادمة، فدرعا لم يعد أبناؤها قادرين على تقبل النظام وانتهاكاته، ولاحظنا ذلك في مدينة جاسم أخيراً، وفي بلدة عتمان قبل عدة أيام"، مرجحاً أن "تنفجر الأوضاع في أي وقت".

وأشار إلى أن "نوايا النظام هي كالعادة الانتقام من أبناء درعا، ومن الملاحظ مثلاً أن المنشقين الذين سلموا أنفسهم بعد التسوية قتل نحو 102 منهم في مراكز الاحتجاز وعلى رأسها سجن صيدنايا وهو عدد كبير جدا".

ولفت عضو التجمع إلى أنه "في ظل الأوضاع الحالية، الداخلية، الإقليمية، والدولية، ليس هناك من حل لدرعا أو سورية، فالغرب غير مكترث أبدا بالقضية السورية حالياً"، مضيفاً: "أما إيران فتحاول استغلال الانشغال الروسي بغزو أوكرانيا للتوسع أكثر والتغلغل، خاصة في الجنوب، لتحويل درعا لضاحية جنوبية ثانية، وليس هناك أي تحرك عربي على الأقل لوقف ما يجري، وهذا ما يجعل الأمور قابلة للانفجار في المرحلة القادمة". 

وبحسب الزعبي، فإن "محافظة درعا شهدت خلال الربع الأول من العام الجاري 88 عملية ومحاولة اغتيال في مناطق متفرقة من المحافظة، أسفرت عن مقتل 68 شخصاً، وإصابة 30 بجروح متفاوتة، ونجاة 13 شخصاً"، في ظل فلتان أمني كبير تشهده المحافظة.

المساهمون