قوات النظام السوري تنسحب من محيط درعا البلد و"تعفش" ممتلكات الأهالي

09 سبتمبر 2021
قوات النظام سرقت ممتلكات الأهالي (جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -

يتواصل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في درعا البلد، مع انسحاب قوات النظام السوري من محيط المناطق المحاصرة في درعا البلد، بالتزامن مع تثبيتها 8 نقاط عسكرية داخل المنطقة، وعودة حذرة من جانب الأهالي لتفقد منازلهم.
وذكر الناشط محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام انسحبت، صباح اليوم الخميس، من عدة مواقع في محيط درعا البلد وحي طريق السد، وذلك تنفيذاً لبنود الاتفاق الذي توصلت إليه مع لجنة التفاوض الممثلة لأهالي درعا برعاية روسية.
وأوضح أن تلك القوات اتجهت إلى ريف درعا الغربي، وتحديداً ضاحية درعا التي تحولت إلى ثكنة عسكرية لقوات النظام، ومكان لتجميع مسروقات عناصر النظام من بيوت وممتلكات الأهالي النازحين عنها.
وحسب موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي، (تجمع لصحافيين وناشطين ينقل أحداث الجنوب السوري)، فإن المجموعات العسكرية التابعة للنظام سرقت ممتلكات الأهالي في كل من منطقة النخلة، الشياح، الخوابي، والقبة، حتى إنهم اقتلعوا بعض أشجار الزيتون من البساتين الزراعية، وحوّلوها إلى حطب، إضافة إلى تخريب الجدران وهدم بعضها.


وأوضح الموقع أن جزءاً من القوات المنسحبة توجّه إلى منطقة الري بين بلدتي اليادودة والمزيريب غرب درعا، والتي تعد ثكنة عسكرية لمليشيات الفرقة الرابعة و"حزب الله" اللبناني.

إلى ذلك، عاودت قوات النظام فتح حاجز السرايا الذي يصل درعا البلد بمركز المحافظة، ظهر اليوم، حيث بدأت عشرات العائلات من درعا البلد وحي طريق السد والمخيمات بالدخول من خلال الحاجز إلى مناطقهم لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، بعدما أغلق النظام المعبر، أمس، عقب خروج رتل "اللواء الثامن" المدعوم من قبل روسيا عبر الحاجز.
وكانت قوات النظام حاصرت أحياء مدينة درعا منذ 79 يوماً، منعت خلالها دخول الأدوية والمواد الغذائية، واستهدفت بشكل ممنهج البنى التحتية والمباني الخدمية، انتقاماً من أهالي المنطقة وبغية الضغط عليهم للقبول بشروط الاتفاق الجديد الذي تضمن تسليم السلاح الخفيف والمتوسط وإقامة النظام 9 نقاط عسكرية داخل درعا البلد وفي محيطها.
 ولاحظ الناشط الشلبي أن قوات النظام لم تنسحب خارج المحافظة، كما لم تكتمل عملية الانسحاب من جميع المواقع التي تتمركز فيها هذه القوات، حيث لا يزال جزء منها في مواقعها حول درعا البلد، خلافاً للاتفاق الأخير الذي يقضي بانسحاب كل القوات من المنطقة.
وأشار إلى أن هذه القوات والمليشيات قامت بتكسير و"تعفيش" الممتلكات في المنازل والمزارع التي كانت تتمركز فيها، خلافاً لما تم الاتفاق عليه بين اللجنة الأمنية واللجان المركزية، حيث كان من المفترض أن تنسحب دون تخريب ممتلكات المواطنين، أو إلحاق ضرر بها.
وعلى صعيد تطبيق الاتفاق، أكدت شبكات محلية أنه تم حتى الآن تنفيذ غالبية بنود الاتفاق بين اللجان المركزية واللجنة الأمنية في مدينة درعا.

وبينت أنه تم إجراء تسويات وتسليم أسلحة لمدة يومين، ثم دخلت قوات عسكرية تابعة للجيش وللأجهزة الأمنية إلى أحياء درعا البلد أمس، ونشرت النقاط العسكرية والأمنية المُتفق عليها، والتي بلغت حتى الآن 8 نقاط من أصل 9، توزعت على أحياء البحار وأطراف المسجد العمري، والعباسية والشلال والقبة والمسلح والشبيبة ومحيط الكازية.
 ويأتي ذلك، بعد دخول قوة عسكرية تابعة للواء الثامن في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا من معبر السرايا إلى حي طريق السد ضمن درعا البلد، وإجراء عمليات تفتيش في مخيم درعا، واستكمالًا لتنفيذ الاتفاق.
وتزامن ذلك مع عودة العديد من العائلات التي كانت في مراكز الإيواء في درعا المحطة إلى منازلهم في درعا البلد.
 ووفق وكالة "سانا"، التابعة للنظام، فقد واصلت قوات النظام "تمشيط المنطقة وإزالة السواتر الترابية، وفتح الطرقات للإسراع بعودة جميع الأهالي إلى منازلهم".
وأضافت أن "وحدات من الجيش دخلت أمس إلى منطقة درعا البلد، وتم رفع العلم الوطني فوق مركز التسوية في حي الأربعين، وذلك في إطار اتفاق التسوية الذي طرحته الدولة، والقاضي بتسوية أوضاع المسلحين وتسليم السلاح للجيش وإخراج الإرهابيين الرافضين للاتفاق".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأضافت الوكالة أن "عدداً من الجرافات والآليات التابعة للجيش ومحافظة درعا قامت منذ الصباح بإزالة السواتر الترابية، وفتح الطرقات أمام الأهالي العائدين إلى منازلهم في حي درعا البلد، وتمهيداً لدخول ورشات المؤسسات الخدمية لإعادة تأهيل البنى التحتية إلى الحي، بعد قيام وحدات الهندسة في الجيش بتمشيط المنطقة، وإزالة المخلفات من أسلحة وذخائر وعبوات ناسفة، والكشف عن الأنفاق والتحصينات والأوكار التي كان المسلحون يتخذونها منطلقاً لاعتداءاتهم ضد المدنيين ونقاط الجيش في المدينة".
وزادت "كما تم رفع العلم الوطني في حي طريق السد بدرعا مع تواصل عمليات التمشيط الهندسي للحي".
 في غضون ذلك، شهدت درعا عمليات أمنية واغتيالات عديدة، أمس، كان أبرزها مقتل الشاب حسام قدرو وإصابة شخص كان برفقته جراء استهدافهم من قبل عناصر المخابرات الجوية عند الحاجز الجنوبي لمدينة داعل بريف درعا الأوسط، كما قتل الشاب ياسر الدعاس من مدينة نوى متأثراً بجراحه بعد إصابته بطلقات نارية من مسلحين مجهولين.
إلى ذلك، قتل سبعة عناصر وأصيب ثلاثة آخرون من قوات النظام جراء استهداف سيارة عسكرية تابعة للواء (112) في المنطقة الواقعة بين قريتي الشبرق ونافعة بدرعا، بحسب صفحات موالية، قالت إن السيارة كانت تحمل طعاماً لتلك القوات.
من جهة أخرى، نفت وزارة الخارجية التركية، التوصل إلى اتفاق مع تركيا لقبول عدد من المدنيين المقيمين في محافظة درعا السورية، والمهددين بالترحيل خارج المدينة، بالدخول إلى الأراضي التركية.
وبحسب بيان للوزارة، مساء أمس، إن ادعاءات التوصل لاتفاق "لا أساس لها من الصحة". واستنكر البيان استهداف النظام السوري للمدنيين في درعا وإجبارهم على الرحيل.