قوات النظام السوري تحاول اقتحام مدينة طفس في ريف درعا

06 اغسطس 2022
اتبع النظام أسلوب القضم بدرعا في العديد من المرات (Getty)
+ الخط -

قصفت قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها، صباح اليوم السبت، بالأسلحة الثقيلة، منازل ومزارع في مدينة طفس الواقعة غرب مدينة درعا جنوبيّ سورية، التي هدّدت باقتحامها في وقت سابق، وحاولت قوات من المشاة التقدّم نحو الحيّ الجنوبي، الذي يمتد إلى مزارع البلدة.

وقال الناشط محمد الحوراني لـ "العربي الجديد" إن القوات استهدفت بالمدفعية وقذائف الدبابات منازل في المدينة ومزارعها، وقصفت بلدة اليادودة، وذلك بعد نحو 10 أيام من التهديد باقتحامها، إن لم تُسلّم لجنة وجهاء المنطقة مطلوبين، أو تخرجهم منها.

وأوضح الحوراني أن القوات استقدمت أمس تعزيزات جديدة إلى الملعب البلدي بريف درعا الأوسط، تضمّنت ثماني سيارات من نوع "زيل" محمّلة بالعناصر، مرجحاً أن الهدف من هذه التعزيزات العسكرية فصل مدينة طفس عن بلدتي عتمان واليادودة في ريف درعا الغربي.

وأشار إلى أنه إذا نجحت قوات النظام في قطع الطريق بين اليادودة وطفس وعتمان، فإنها تكون قد حققت جزءاً كبيراً من انتصار العملية العسكرية، لافتاً إلى أن الطريق يعدّ خط إمداد، وبلدة اليادودة التي تتوسط المنطقتين تقع على الطريق الدولي دمشق ــ درعا القديم، وتبعد عن مدينة درعا نحو أربعة كيلومترات للجنوب.

وبالتزامن مع هذه الأحداث، داهمت مجموعات تتبع للنظام منازل في بلدة البكار القريبة، وهدّدت بحرق البلدة وتدميرها، رداً على استهداف مجهولين شاحنة عسكرية قرب البلدة.

وقبل 10 أيام طالب مسؤولون في النظام السوري بتسليم عدد من المطلوبين في كل من مدن وبلدات طفس وجاسم واليادودة أو إخراجهم من المنطقة. وأعطى النظام مهلة لوجهاء المدينة مدتها 48 ساعة، وهدّد في حال عدم التنفيذ بإبقاء قواته في المنطقة، والتدخّل لإلقاء القبض على المطلوبين.

واتبع النظام أسلوب القضم في درعا في العديد من المرات، حيث كان يحاصر المنطقة ويقصفها بالأسلحة الثقيلة، ثمّ يهدد باقتحامها إن لم يُسلَّم مطلوبون له، أو يُرحَّلوا إلى مناطق أخرى، في رغبة منه لإبقاء التوتر قائماً، وبسط ذراعه الأمنية بشكل كامل.

ومنذ انسحاب المعارضة من درعا عام 2018 باتفاق رعته روسيا، تحاول قوات النظام إحكام سيطرتها على المحافظة بشكل كامل، لكن عدم التزامها ببنود الاتفاق، والاستمرار باعتقال المطلوبين، أدّيا إلى توترات وأعمال عنف، ما زالت مستمرة منذ ذلك التاريخ.

سورية: إصابة 5 أطفال بانفجار لغم في دير الزور

وأُصيب خمسة أطفال بجراح متفاوتة، اليوم السبت، نتيجة انفجار لغم من مخلفات تنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة دير الزور، شرقي سورية، فيما أُصيب ثلاثة جنود من الجيش التركي وأربعة عمال سوريين، نتيجة قصف لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على نقطة تركية في منطقة عفرين بريف حلب، شمالي البلاد.

وقال مدير "مستشفى الأسد" بدير الزور، مأمون حيزة، في حديث لوكالة أنباء النظام الرسمية (سانا) إن المستشفى استقبل خمسة أطفال أعمارهم بين ثمانية و13 سنة، تعرضوا لإصابات خطرة نتيجة انفجار لغم في الطرف الجنوبي بمدينة دير الزور.

وأوضح "حيزة" أن إصابات اثنين من الأطفال خطرة، جراء دخول شظايا من اللغم في بطنيهما، إضافة إلى إصابتهما بجراح في مختلف أنحاء الجسم.

وبحسب "المرصد السوري"، فقد بلغ عدد القتلى المدنيين الذين تم توثيقهم منذ مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي جراء انفجار ألغام وأجسام من مخلفات الحرب في سورية 148، بينهم 10 سيدات و68 طفلاً، وعدد المصابين 228 شخصاً، بينهم 13 سيدة و123 طفلاً.

وتشهد جميع مناطق السيطرة في سورية انفجارات بسبب عدم تمشيط الأراضي من مخلفات الحرب، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بشكل متكرر.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال مرصد الألغام الأرضية، الذي بدأ عام 1999، إن سورية سجّلت للمرة الأولى أكبر عدد لضحايا الألغام، متقدّمة بذلك على أفغانستان. وبلغ عدد الضحايا الموثّقين لدى المرصد 2729 قتيلاً ومصاباً. وأشار إلى أن سورية من بين البلدان غير الموقّعة على معاهدة حظر الألغام.

ووثّق المرصد استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية، التي تشارك بالعمليات العسكرية في سورية، لافتاً إلى استخدام جماعات مسلّحة، غير حكومية، الألغام الأرضية.

إصابة 3 جنود أتراك و4 عمال سوريين

وفي ريف محافظة حلب، استهدفت "قسد" محيط نقطة "أنّاب" التركية قرب مدينة عفرين بقذائف المدفعية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود من الجيش التركي بجراح، إضافة إلى أربعة عمال سوريين كانوا يعملون لصالح الجيش التركي في المنطقة.

وعلى خلفية ذلك، ردّت القوات التركية بقصف قرية شوارغة في ناحية شران بريف مدينة عفرين، وقرية كفرانطون شمالي حلب، الخاضعتين لسيطرة "قسد" بقذائف المدفعية والصواريخ.

ويوم أمس الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن "القوات المسلحة التركية تمكّنت من تحييد خمسة إرهابيين من "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب"، الذين أطلقوا نيراناً مضايقة في ما تسمى "منطقة درع الفرات" شمالي سورية، مشيرةً إلى أن "المضايقات من قبل "الإرهابيين" لن تمر من دون عقاب، وأنها سوف تواصل "دفن الإرهابيين في الخنادق التي حفروها".

المساهمون