قوات النظام السوري تحاصر بلدة كناكر في ريف دمشق

25 سبتمبر 2020
قوات النظام تعتقل أيضاً أبناء بلدة كناكر (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

حاصرت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، بلدة كناكر بريف دمشق الغربي بشكل تام، وهددت سكانها باقتحامها ما لم يتم تسليم مطلوبين لديها من أبناء البلدة، وذلك في أعقاب احتجاجات شهدتها البلدة قبل أيام إثر اعتقال عدد من المدنيين، بينهم نساء من البلدة، من قبل قوات النظام.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، رفضت الكشف عن هويتها، إن البلدة الخاضعة لسيطرة قوات النظام منذ عام تتعرض لحصار محكم تشارك فيه عدة وحدات من قوات النظام، مثل "اللواء 121"وفرع "سعسع 220"، فيما تعمد قوات النظام إلى اعتقال جميع الشباب الذين يحملون هوية تشير إلى أنهم من أبناء بلدة كناكر، كورقة ضغط عليهم من أجل تسليم الشباب المسؤولين عن الرد على قوات النظام أثناء تفريق الاحتجاجات السابقة.
كما تواصل قوات النظام إغلاق طريق بلدة كناكر بريف دمشق الغربي لليوم الثالث على التوالي، مع منع دخول وخروج المدنيين من المنطقة. ومنعت قوات النظام إدخال المواد الأساسية والغذائية والأدوية، ما دفع معظم المحال التجارية في البلدة إلى إغلاق أبوابها مع نقص كبير في الخضروات والخبز.
وحسب المصادر، فإن قوات النظام ترفض بشكل قاطع الإفراج عن المعتقلين، بمن فيهم النساء المعتقلات، واللواتي اندلعت الاحتجاجات في البلدة للمطالبة بالإفراج عنهن، ما لم يتم تسليم المطلوبين المقدر عددهم بالعشرات والذين تحملهم سلطات النظام مسؤولية مقتل أحد عناصرها وإصابة بعض الضباط، خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلدة.
وكانت موجة احتجاجات اندلعت في البلدة على خلفية اعتقال ثلاث نساء وطفلة على أحد حواجز النظام، قبل ثلاثة أيام، وحاولت قوات النظام تفريق المحتجين بالقوة، حيث أطلقت النار عليهم وحاولت اعتقال بعضهم، قبل أن يرد عليها شبان مسلحون بالأسلحة الخفيفة ويقتلون عنصرا ويصيبون ضابطين برتبة عميد.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن قوات النظام استخدمت الدبابات والأسلحة الثقيلة في حصار البلدة تزامناً مع تسيير دوريات عسكرية، ما تسبب بشل حركة المدنيين داخل البلدة، وسط تهديدات يطلقها ضباط النظام عبر أعيان ووجهاء البلدة بمداهمة جميع منازلها. ويضغط هؤلاء لتسليم قرابة نحو 150 مطلوبا بتهم حمل السلاح "ضد الدولة"، إضافة إلى مطلوبين بتهم الخروج بمظاهرات وحرق صورة رأس النظام السوري بشار الأسد قبل أيام. ويتزامن ذلك مع منع دخول وخروج المدنيين من البلدة نحو العاصمة دمشق، باستثناء الموظفين الحكوميين وطلاب المدارس والجامعات.

وتشهد البلدة حالة من التوتر مع انتشار مسلحين محليين من أبنائها في الطرقات الرئيسية.
وقد شهدت اليوم وأمس عدة بلدات في محافظة درعا مظاهرات تضامنية مع كناكر، طالبت بالإفراج عن المعتقلين من أبناء البلدة وفك الحصار عنها.
وتعتبر بلدة كناكر من أكبر التجمعات السكانية في الريف الغربي لدمشق، وبقيت تحت سيطرة فصائل الجيش الحر لأربع سنوات حتى نهاية العام 2016، وشهدت منذ ذلك الوقت احتجاجات عدة ضد النظام وتعرضت للحصار أكثر من مرة.

المساهمون