أعلنت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ"الإدارة الذاتية" الكردية في شمال شرقي سورية اليوم الأحد، التوصّل إلى هدنة دائمة في مدينة القامشلي شمال شرقي البلاد، مع مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام السوري.
وذكر المركز الإعلامي لقوى الأمن الداخلي، في بيان صدر عنه، أن الاتفاق "جاء تلبية لوساطة وضمانة قوات سورية الديمقراطية (قسد) والقوات الروسية"، ودعت أهالي حي طي النازحين للعودة إلى منازلهم، وتعهدت بحمايتهم.
وجاء في البيان: "بضمانة قوات سورية الديمقراطية والقوات الروسية تمّ التوصّل إلى هدنة دائمة، إن لم تظهر أي خروقات من مليشيا الدفاع الوطني تجاه قواتنا".
وأضاف: "يمكن لأهالي حي طي الذين خرجوا من منازلهم بسبب التصعيد الذي قامت به المليشيا، وكل من يرغب من الأهالي بالعودة، مراجعة نقاطنا الأمنية لتأمين دخولهم والتأكد من سلامة ممتلكاتهم، غداً الإثنين".
من جانبه، نفى الدكتور فريد سعدون، وهو عضو في لجنة المصالحة المؤلفة من أعيان وشيوخ عشائر القامشلي، في حديث مع "العربي الجديد"، عقب إعلان البيان، وجود اتفاق حتى الساعة بين "الأسايش" و "الدفاع الوطني"، مشيرا إلى أن الطرفين سيعقدان مجددا جولة جديدة من المفاوضات يوم غد الإثنين في الساعة 11 صباحا.
كما أكد سعدون استمرار الاشتباكات رغم إعلان اتفاق الهدنة، لا سيما في "مساكن حلكو"، وتوقع في الوقت ذاته توصل الطرفين إلى حل وسط يقضي بأن تحتفظ "الأسايش" بمركز في حي طي، والسماح بتواجد مخفر لشرطة النظام السوري.
ولفت ذات المصدر إلى استمرار وجود خلافات بشأن تواجد عناصر مليشيا "الدفاع الوطني" في مساكن حلكو، والتي لا تزال تشهد اشتباكات حتى الساعة.
ونقلت مصادر "العربي الجديد" عن وجهاء وأهالٍ في القامشلي تشكيكهم في إعلان الهدنة، والتزام الأطراف بها، كونها ليست المرة الأولى التي يعلن عنها عن اتفاق للتهدئة بين الطرفين، كما أن المظاهر العسكرية والحشود لا تزال حاضرة في مناطق الاشتباكات بحسب المصادر.
ولفتت المصادر إلى أن القوات الروسية توجهت نحو مناطق الاشتباكات التي تجددت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في حيي طي وحلكو رغم إعلان اتفاق الهدنة.
وقبل يومين، سيطرت القوات التابعة لـ"الإدارة الذاتية" على كامل حي طي في القامشلي بعد اشتباكات مع "الدفاع الوطني" سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين، ومع تدخل روسيا بوساطة بين الطرفين أعلن عن هدنة مؤقتة تجددت مرتين حتى إعلان هدنة دائمة بين الطرفين اليوم.
ولم يذكر البيان مصير حواجز "الدفاع الوطني" السابقة التي كانت داخل حي طي الذي شهد النزاع، وهل سيسمح للقوات الموالية للنظام السوري بالعودة أم لا.
في سياق متصل، تعرض الشيخ حسن الطائي، وهو أحد شيوخ قبيلة الطي، وعضو هيئة المبادرة المعروفة بمبادرة الشيخ الشهيد "هايس الجريان" التي تهدف لتهدئة الأوضاع وحل الأمور في حي طي، لمحاولة اغتيال على يد مجهولين في مدينة القامشلي.
وقالت مصادر مقربة من "الطائي"، لـ"العربي الجديد"، إن محاولة الاغتيال تمت من قبل مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة من نوع "جيب" وأطلقوا الرصاص على الشيخ أمام منزله في حي الكورنيش بالقامشلي، إلا أنه لم يصب بجروح وهو في صحة جيدة.
ويعتبر الشيخ حسن الطائي أحد وجهاء وشيوخ قبيلة الطي، ومن الشخصيات المحلية المحايدة، ومعروف بمواقفه الوطنية ومساعيه في حل المشاكل الاجتماعية بحسب المصادر.
وتأتي محاولة الاغتيال هذه بعد يومين فقط من اغتيال الشيخ هايس الجريان من عشيرة بني سبعة، بعد اجتماع حضره مع وجهاء وأعيان عشائر القامشلي لحل الخلاف القائم بين "الدفاع الوطني" وقوات "الأسايش".