أفادت القناة 12 العبرية، الليلة الماضية، بأن رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير زار تل أبيب، الأسبوع الماضي، للتباحث بشأن ما يُسمى "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة.
ومن المفارقات أن بلير وصل لمناقشة هذه المسألة على الرغم من عدم مناقشتها في حكومة الاحتلال الإسرائيلي حتى اليوم، ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القيام بذلك لأسباب سياسية، بحسب عدد كبير من المعلقين الإسرائيليين.
وبحسب المعلومات التي نشرتها القناة العبرية، فإن بلير سيلعب دوراً في عملية تهجير أهالي قطاع غزة، وإن كان هو نفسه ينكر ذلك، بحسب التعقيب الذي أرسله.
ووفقاً للمعلومات، التقى بلير رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والوزير في مجلس الحرب (كابنيت الحرب) بني غانتس، في لقاءات غير معلنة.
وتهدف هذه اللقاءات، بحسب القناة العبرية، لأن يكون بلير المبعوث الذي يقوم عملياً بالوساطة بين الرغبات الإسرائيلية بشأن اليوم التالي للحرب على غزة، والدول العربية التي تصنّفها إسرائيل بأنها "معتدلة"، كما "سيفحص من جديد إمكانية استيعاب لاجئين من غزة في دول العالم".
وأشارت القناة إلى أن توني بلير ينشغل عملياً في "اليوم التالي"، على الرغم من أن حكومة الاحتلال نفسها لم تتخذ أي قرارات ولم تحدد حتى الخطوط السياسية في هذا السياق.
يضاف إلى ذلك أن نتنياهو منع في الأسبوع الماضي عقد مناقشات في مجلس الحرب بما يتعلق باليوم التالي لنهاية الحرب على قطاع غزة، فيما من المتوقع أن يناقش المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية هذه المسألة بشكل جزئي يوم غد الثلاثاء.
وجاء في تعقيب من طرف بلير وصل للقناة العبرية: "التقارير وكأن توني بلير له علاقة بالتهجير الطوعي غير صحيحة. لم يكن نقاشاً كهذا كما أنه (بلير) لا ينوي النظر فيه أيضاً ".
نتنياهو يسعى لتعيين توني بلير منسقاً لقطاع غزة
وليست هذه المرة الأولى التي يُطرح فيه اسم بلير من قبل دولة الاحتلال، فقد نشر موقع "يديعوت أحرونوت" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أن إسرائيل أجرت محادثات في محاولة للتوصل إلى تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في منصب منسق العمليات الإنسانية في قطاع غزة.
وجاء في حينه أن التعريف الدقيق للمنصب لم يتضح بعد، لكن من الواضح أنه سيتعامل مع الوضع الإنساني المتفاقم في قطاع غزة، مع التركيز على الأوضاع الصحية وإمكانية مغادرة جرحى ومرضى فلسطينيين للقطاع.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يسمّه قوله، وقتئذ، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مهتم بتعيين بلير الذي عمل لسنوات مبعوثاً خاصاً للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، وإن مكتب الرباعية مطّلع على الاتصالات.