قمة في اليابان لزعماء جزر المحيط الهادئ تستفز بكين

16 يوليو 2024
زعماء منطقة المحيط الهادئ يجتمعون مع البرلمانيين اليابانيين، طوكيو 16 يوليو 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **قمة زعماء جزر المحيط الهادئ في طوكيو**: بدأت القمة اليوم وتستمر حتى الخميس، وتهدف لتعميق العلاقات بين اليابان ودول المنطقة، مع التركيز على السلام والأمن وتغير المناخ والتكنولوجيا.

- **انتقادات صينية**: بكين تشكك في نوايا اليابان، معتبرة أن القمة تكشف عن أجندة خفية لاستغلال دول جزر المحيط الهادئ، وتخشى من تفاقم التوتر بسبب إرسال طائرات وسفن يابانية.

- **تحليل الخبراء الصينيين**: يعتقد الخبراء أن اليابان والولايات المتحدة تسعيان لتحويل المنطقة إلى قاعدة عسكرية، مستغلة تطلعات دول الجزر للتنمية الاقتصادية لتعزيز النفوذ المالي والسياسي.

تبدأ اليوم الثلاثاء في طوكيو أعمال قمة زعماء جزر المحيط الهادئ التي دعت إليها اليابان لتعميق علاقاتها مع دول المنطقة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام رسمية يابانية.

وستناقش القمة التي تستمر حتى يوم الخميس، العديد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ووفقاً لصحيفة "جابان نيوز" اليابانية، تتضمن مسوّدة خطة العمل المشتركة التي سيتم اعتمادها في الاجتماع سبعةَ مجالات ذات أولوية، بما في ذلك السلام والأمن وتغير المناخ والتكنولوجيا.

في المقابل، شككت بكين في نيّات طوكيو في هذه القمة، معتبرة أنها تكشف عن أجندة خفية لاستغلال دول جزر المحيط الهادئ. وقالت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية، أمس الاثنين، "من عجيب المفارقات أنه لا توجد أي علامة على أي رغبة ذاتية في السلام والأمن من جانب اليابان في الاجتماع، خاصة في ضوء خطة طوكيو لإرسال طائرات وسفن تابعة لقوات الدفاع الذاتي إلى دول جزر المحيط الهادئ، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع المتوتر في المنطقة". وأضافت أن الحكومة اليابانية تعتزم تعميق مشاركتها في جزر المحيط الهادئ، وهي خط المواجهة في الصراع بين الولايات المتحدة والصين. وأوضحت أن "ما يسمى بالدعم لدول جزر المحيط هو في الواقع محاولة لفرض النيّات الاستراتيجية للولايات المتحدة واليابان على هذه الدول، ومحاولة جرها إلى الاستراتيجية الأميركية في منطقة المحيطين".

ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لمركز دراسات آسيا والمحيط الهادئ بجامعة شرق الصين، تشين هونغ، قوله إن "الولايات المتحدة واليابان وحلفاءهما يريدون فقط تحويل منطقة جنوب المحيط الهادئ إلى قاعدة عسكرية واستغلال دول جزر المحيط، بل حتى تسليحها باعتبارها طليعة استراتيجية واشنطن في المنطقة. وإن اليابان تعمل على توسيع نفوذها ولا تخفي طموحاتها الجامحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

كما نقلت عن الباحث في أكاديمية لياونينغ للعلوم الاجتماعية، لو تشاو، قوله: إن طوكيو سرّعت في السنوات الأخيرة من توسعها العسكري بحجة "التهديد الصيني"، وهو ما يتجاوز بكثير احتياجات الدفاع عن النفس. وإنها تزيد الآن "بشكل عدواني" من وجودها في دول جزر المحيط، وتوسع قدراتها العسكرية في المنطقة.

وقالت الصحيفة الصينية إن اليابان تتجاهل المخاوف الحقيقية التي تشغل دول جزر المحيط الهادئ بينما تركز بلا كلال على القضايا الجيوسياسية، وتستغل نقاط ضعف هذه الدول "بشكل مخز". ولفتت أن طوكيو "استغلت تطلعات هذه الدول إلى التنمية الاقتصادية"، لتعزيز "حضورها المالي" في المنطقة. وشددت على أن بكين ليس لديها أي مصلحة في التنافس مع واشنطن في جنوب المحيط الهادئ، ولكن تعاون طوكيو المتزايد مع دول المنطقة سبّب شعوراً بعدم الارتياح بين بعض الدول التي تقودها الولايات المتحدة. 

وتابعت: "بتشجيع من الولايات المتحدة، عملت اليابان استباقياً بوصفه بيدقاً في استراتيجيات واشنطن المناهضة للصين، وشوهت تعاون بكين الطبيعي والودي مع دول جزر المحيط الهادئ واستغلت المنطقة لتحقيق مصالحها المهيمنة". وأضافت بأنه من المتوقع أن تستمر اليابان في مغازلة دول جزر المحيط الهادئ اقتصادياً بينما تمارس ضغوطاً سياسية وعسكرية عليها في اجتماع زعماء جزر المحيط. لكنها أشارت إلى أنه من غير المرجح أن تنجح هذه الجهود، "لأن الدول تعلمت منذ قرون من التعاملات مع الولايات المتحدة واليابان وحلفائهما أن هذه البلدان لا يمكن الاعتماد عليها".

المساهمون