قمة الرياض… ماذا في يد العرب لوقف حرب غزة؟

قمة الرياض… ماذا في يد العرب لوقف حرب غزة؟

09 نوفمبر 2023
خانيونس في قطاع غزة، أمس (أحمد حسب الله/Getty)
+ الخط -

مع تصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تستعد الدول العربية لعقد قمة غير عادية في السعودية السبت المقبل، لبحث العدوان الإسرائيلي. وأكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، أمس الأربعاء، أن المملكة ستستضيف قمتين للدول العربية والإسلامية خلال الأيام المقبلة لبحث الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال في منتدى "بلومبيرغ للاقتصاد الجديد" في سنغافورة: "سنرى هذا الأسبوع وفي الأيام القليلة المقبلة، السعودية تعقد قمة عربية طارئة في الرياض، وقمة إسلامية".

وتأتي القمة العربية المنتظرة في ظل تحديات كبرى، بعد مرور أكثر من شهر على المجازر الإسرائيلية بحق السكان المدنيين الفلسطينيين، التي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية، مع تصاعد الحديث عن ترحيل سكان غزة إلى مناطق أخرى.

المطلوب من القادة في قمة الرياض

وحول ما هو مطلوب من القادة والزعماء العرب، قال نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، في حديث لـ"العربي الجديد" إن "المطلوب من الزعماء المجتمعين في القمة العربية المرتقبة، هو استخدام قدراتهم لوقف الحرب، ووقف التطبيع بكل ما يعنيه من سحب سفراء ووقف خطوط الطيران والتجارة والسلع والتعاون الأمني".

وأضاف أنه "على الرغم من سهولة الإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الصدد، إلا أن العرب لديهم شعور تاريخي بالعجز، وبعضهم لديه شعور تاريخي بالخوف، وهناك حالة تلكؤ وتحجج بأن هذه ليست معركتي، بل حماس هي التي صنعتها. ولكن لا أحد يفكر في الأسباب التي دفعت حماس لفعل ذلك"، معتبراً أن "أول الطريق لفشل القمة هو إلقاء اللوم على حماس".


مختار الغباشي: سحب السفراء واستدعاؤهم، وتجميد العلاقات، أمور يمكن للعرب فعلها

وتابع ربيع: "المشكلة أنهم يتعاملون مع إسرائيل على اعتبار أنها دولة، ولكن لو تعاملوا معها على أنها مشروع استعماري استيطاني ستكون لديهم القدرة على التعامل مع الموقف". ورأى أن "أكثر الوسائل فاعلية هو موضوع قطع إمدادات النفط، ولكنه موضوع بعيد عن التحقق إلى حد كبير، ولكن إذا فقط نفذوا ما ذكرناه من وقف التطبيع، فسيعتبر ذلك إنجازاً تاريخياً لا يوصف".

نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار الغباشي، رأى أن الدول العربية لديها الكثير لتفعله في مواجهة إسرائيل. وقال في حديث لـ"العربي الجديد": "العرب بيدهم 5.4 تريليونات دولار، ودائع واستثمارات في الولايات المتحدة والعالم الغربي، وكذلك 252.6 مليار دولار، سندات دين وأصول خزانة، اشترتها 11 دولة عربية من وزارة المالية الأميركية، ويكفي رد سندات الدين".

وتابع الغباشي: "العرب بيدهم أيضاً سلاح النفط، وراجع كيف أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون في عمق 1200 كيلومتر في المنطقة الشرقية بالسعودية، رفع سعر برميل النفط أكثر من 3 دولارات، وعندها هبّ العالم الغربي والولايات المتحدة إلى السعودية لإصلاح العطل، كي تستطيع المملكة الحفاظ على حجم إنتاجها الذي يتعدى 11 مليون برميل في اليوم".

وشدد الغباشي على أن العرب "يمتلكون علاقات بالولايات المتحدة والعالم الغربي، تشمل العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية وغيره، مما يجعل العالم الغربي يستمع إليهم بانتباه". وأضاف أن "سحب السفراء واستدعاءهم، وتجميد العلاقات، وإلغاء الصفقات، كلها أمور يمكن للعالم العربي الذي يمتلك من المقدرات، أن يفعلها".

لكنه قال في الوقت ذاته إن "موقف العالم العربي، يتسم بالخذلان والصمت المريب، الذي لا تكسره بيانات الشجب والإدانة والتنديد، فكل هذا الكلام لن يجدي نفعاً مع إسرائيل، التي وصلت إلى حد تهديد أحد وزرائها بإلقاء قنبلة نووية على غزة".

وتابع الغباشي: "هل يليق بالعالم العربي في مثل هذه الظروف، أن يحدد قمة بهذا البعد الزمني في ظل هذه المهانة وما يحدث داخل قطاع غزة؟"، معتبراً أن "القمة فقدت قيمتها، في ظل ضربات مميتة، وفي ظل استغاثات واستنفار من كثير من شعوب العالم حتى الدول المؤيدة لإسرائيل، والعالم العربي عاجز".

وأضاف: "كان من المفترض أن تعقد القمة العربية، قبل قمة السلام التي عقدتها مصر، أو بعدها مباشرة، ويتم بحث آليات إيقاف هذا الصراع بشكل سريع، في ظل هذا الهلاك وهذا الدمار الذي يحدث داخل قطاع غزة".


حسام الحملاوي: أستبعد اتخاذ قرارات مثل قطع البترول عن الغرب

بدوره، اعتبر الباحث في العلوم السياسية حسام الحملاوي، لـ"العربي الجديد"، أن "انعقاد القمة العربية، يأتي بعد مرور أكثر من شهر على الحرب، وهو ما يطرح التساؤل عن مدى جدواها".

وأضاف: "جامعة الدول العربية منذ فترة طويلة، ليس لها أي دور مؤثر على أي من الأحداث في المنطقة. ولا أتوقع اتخاذ أي قرار يمكن أن يغير في مجريات الصراع، وستكون هناك بيانات شجب وإدانة لرفع الحرج عنهم، وبعضها سيكون للدعاية".

واستبعد الحملاوي اتخاذ قرارات "مثل قطع البترول عن الغرب أو حتى التهديد بذلك، أو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، من قبل الدول المطبعة". كما استبعد "قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وغلق سفاراتها في العواصم العربية، وفك الارتباط الاقتصادي بها".

الممكن من القمة العربية

من جهته، رأى المحلل السياسي، محمد سيد أحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "القمة العربية لن تضيف جديداً، وستدور في فلك قمة القاهرة للسلام التي عقدت في مصر، لأننا نعلم جيداً أن القمة التي عُقدت في مصر، لم تتمكن من أن تنجز حتى بياناً ختامياً للأسف الشديد".

ورأى أن "القمة التي ستعقد في الرياض، ستكون مع الدول نفسها، وفي الإطار نفسه، ولن تتعدى المجاملات والكلام والشجب والإدانة، أو مطالبة الطرفين بوقف العمليات القتالية في مقابل تأكيد فكرة فتح ممرات إنسانية، وتأكيد البعد الإنساني، لكن سيظل الموقف العربي غير واضح وغير قادر على أن يعلن أن العدو الصهيوني هو الظالم وهو المغتصب للأرض، وهو ليس له حق في هذه الأرض، وبالتالي لا يمكن أن نساوي ما بين المقاومة التي تدافع عن نفسها بالعدو الصهيوني الذي يقول إنه يدافع عن نفسه".

وأعرب أحمد عن أسفه لأن "الموقف العربي لا يزال يدور في فلك تطبيق قوانين الشرعية الدولية، ولكن أين هي الشرعية الدولية من الأساس، منذ أول قرار في عام 1947 وحتى الآن؟ كلها قرارات ظالمة، لأنها أعطت العدو الصهيوني حقاً ليس له، فهذه الأرض ليست أرضه من الأساس"، مضيفاً أن "طرح حل الدولتين في كل القمم، هل يؤدي إلى أن يمنح العدو الصهيوني الفلسطينيين دولة مستقلة، وهو الذي استولى على أراضيهم؟".

وتابع: "حتى لو أعطاك العدو دولة مستقلة، فهو يريدها خارج فلسطين التاريخية، في سيناء، يعني بالاستيلاء على أرض جديدة، وهذا كله ضمن الدولة الصهيونية وفقاً للعقيدة الصهيونية". وختم بالقول أحمد إن "الدبلوماسية التي تتم لن تقدم ولن تؤخر شيئاً، ولا توجد حلول مع هذا العدو الصهيوني إلا المواجهة المسلحة وتحرير التراب العربي المحتل".

المساهمون