قلق وترقب في مدينة اللد بعد إعلان بن غفير تشكيل كتيبة "متطوعين"

08 مارس 2023
جلّ عناصر كتيبة "المتطوعين" من المتطرفين التابعين "للنواة التوراتية" (Getty)
+ الخط -

تشهد مدينة اللد حالة ترقب وقلق من قبل الفلسطينيين، والذين يشكلون ثلث السكان، بعد إعلان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن تشكيل كتيبة من المتطوعين المدنيين الإسرائيليين للعمل على تعزيز قوات الشرطة في مدينة اللد، استعداداً لشهر رمضان المبارك، حيث يتخوف من حصول توترات داخل المدينة.

ويشكّل العرب أكثر من ثلث السكان في اللد، المدينة الساحلية المختلطة، إذ يبلغ عددهم 30 ألفاً من أصل 85 ألفاً. 

وقال رئيس اللجنة الشعبية في اللد، المحامي خالد زبارقة، لـ"العربي الجديد": "هذه الكتيبة هي كتيبة مليشيات غير قانونية وغير شرعية، ووجدت من أجل الاعتداء على العرب وتمرير سياسات الدولة، في إخضاع العرب لسياستها العنصرية".

وأضاف أن "المسؤول عن تشكيل هذه المليشيات هو شخص كان يسكن في مستوطنة كريات أربع، ونُقل إلى مدينة اللد، وهو اليوم المسؤول عنها"، مشيراً إلى أن "جلّ عناصر هذه المجموعة من اليهود المتطرفين التابعين للنواة التوراتية، وهؤلاء تم جلبهم إلى مدينة اللد من أجل مواجهة الوجود العربي في المدينة، وبدأوا، منذ هبة الكرامة، يستعملون الأساليب العسكرية الإرهابية، لتنفيذ سياساتهم على الوجود العربي في المدينة".

وأشار إلى أن "هذه الكتيبة مرفوضة، ونحمّل الشرطة الإسرائيلية والبلدية تبعات أي أعمال من الممكن أن تحصل جراء دعم هذه الكتيبة الإرهابية".

وتابع: "بسبب موقفنا الرافض لهذه المليشيا، تم وضعها تحت إطار الشرطة. اليوم ثمة مليشيا يهودية إرهابية تريد أن تحقق أهدافها بأدوات إرهابية ومسلحة وموجودة تحت إطار الشرطة"، مشدداً على أن "هذه الكتيبة سوف تؤجج العلاقات بين العرب واليهود في اللد، ونحن قلقون من وقوع أحداث في رمضان أو بعده، لأنهم يسعون إلى معاقبة مدينة اللد على موقفها المشرف أيام هبة الكرامة".

بدوره، قال عضو اللجنة الشعبية في اللد، المحامي تيسير شعبان: "نحن مستاؤون من هذه الكتيبة ونشجب ونرفض تكوين هذه الكتيبة في اللد، والذي أطلقوا عليها اسم كتيبة الاستعدادات... القصد من تشكيل هذه الكتيبة تجنيد الأشخاص الذين شاركوا في هبة الكرامة، ومنعاً للإحراج القانوني، يتم إعطاؤهم الصبغة القانونية لشرعنة نشاطهم خلال رمضان".

ومضى قائلاً: "حسب الإعلانات الداخلية، وظيفة هذه الكتيبة المراقبة والوجود في الحيز العام في اللد القديمة، أي في الأحياء العربية.. في الشوارع، أو خلال صلاة التراويح والمشي والتنزه للأطفال والعائلات بعد الإفطار. هم يريدون أن يمنعوا هذا الجو الرمضاني في المدينة، وأكبر مراكز الشرطة موجودة في اللد، لماذا يحتاجون إلى كتيبة مستوطنين؟". 

من جهتها، أكدت الناشطة السياسية، فداء شحادة، أن "تشكيل الكتيبة هو موضوع الساعة لعرب اللد، ويشغل بال الكثير من الناس. هناك حالة قلق. وحتى الآن لم يتم إصدار أي بيان من البلدية يتحدث عن صلاحية هذه الكتيبة. ورئيس البلدية يائير رفيفو يتهرب، ولم يجب الإعلام عن هذا السؤال".

ونبهت إلى أن "الحل عن طريق السلاح سيدخلنا إلى أزمة لا نستطيع الخروج منها. الشعور أننا في حالة حرب على مستوى بيت مقابل بيت. أن أقطن في بيت، وأعرف أن جاري يحمل سلاحاً، فهذه حالة حرب".

وأشارت إلى أن هناك مشروعاً إسكانياً منذ سنة 2005 قائم في اللد، يعطي منحة ويجلب عائلات مستوطنين، بادعاء تهويد اللد، ويحصلون على شقق بأسعار مخفضة لمدة سنتين، ويعطون منحة 10 آلاف شيكل بالسنة شرط أن تكون لطالب جامعي".

واعتبرت أن "وجود المسلحين في اللد معناه تهديد وجودي، سأخاف الخروج إلى الشارع والحيز العام. نحن لدينا ذاكرة جماعية في اللد، حيث ارتقى شهيد قبل عامين في هبة الكرامة بإطلاق الرصاص عليه".