أثار الانتشار المسلّح لمئات من عناصر مليشيا "سرايا السلام" التابعة لزعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، المتواصل منذ مساء أمس الاثنين، قلق الناشطين في محافظات بغداد والنجف وكربلاء، الذين أجبروا على مغادرة منازلهم خوفاً من عمليات دهم أو اعتقال قد يتعرضون إليها، وطالب بعضهم الحكومة بحمايتهم.
وأعلنت مليشيا "سرايا السلام" أمس "النفير العام"، عقب تحذير نشره حساب صالح محمد العراقي، الذي يعرّف بأنه وزير الصدر، عبر حسابه في موقع "تويتر"، تحدث فيه عمّا سماه بالاتفاق بين "البعث وداعش وبعض المندسين"، لتنفيذ هجمات على مراقد مقدسة.
ووثق ناشطون ومواطنون عبر هواتفهم جانباً من الانتشار المسلّح للمليشيا، شمل أسلحة قاذفات ومدافع هاون محمولة، وأسلحة رشاشة متوسطة.
يأتي ذلك بالتزامن مع موجة استهداف جديدة للناشطين تصاعدت حدتها أخيراً في عدد من المحافظات الجنوبية، اتهم الناشطون في محافظة النجف، مليشيا "سرايا السلام" بتنفيذها، على خلفية ندوة أدبية أقيمت يوم الجمعة الماضي، في المدينة، استفزت أتباع الصدر، بسبب استذكارها الذكرى الأولى لـ"مجزرة النجف" التي قتل وأصيب فيها العشرات، بعد اقتحام أنصار زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، ساحة الاعتصام في المحافظة.
واعتبر الناشط معتز الغراوي، انتشار أتباع الصدر مع الأسلحة، استعراضاً للقوة، ورسالةً للناشطين بأنهم يقدرون على إسكاتهم، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "غالبية الناشطين أجبروا منذ ليل أمس على ترك منازلهم والخروج من مناطقهم التي انتشرت فيها مليشيا سرايا السلام، سيما وأن المليشيا نفذت طوال الليل حواجز أمنية وقامت بعمليات تفتيش العجلات".
وأكد أن "الوضع مرتبك بمناطق انتشار المليشيا، وهناك حالة من الرعب والخوف تسود فيها، وأن أغلب الأهالي تجنبوا الخروج ليلاً خوفاً من المليشيا".
استفزاز أمني وتفتيش على الهوية
ويؤكد مسؤولون أمنيون، أن أتباع الصدر استفزوا المواطنين، من خلال التفتيش على الهويات، الأمر الذي زاد من حدة القلق، وكأنهم يبحثون عن أسماء معينة.
وقال ضابط رفيع بجهاز الشرطة العراقية، إن "الانتشار ما زال مستمراً، وقد تضاعف أعداد المسلّحين في الشوارع"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، نصب المليشيا حواجز تفتيش، وأنه تم استفزاز ضباط أمن وعناصر أمنية في مناطق مختلفة بمطالبتهم بإبراز هوياتهم أو تفتيش سياراتهم في المناطق التي كانوا فيها، كما ترجلت مجموعات صغيرة بسلاحها داخل الأسواق المحلية والشوارع في المناطق التجارية والسكنية".
وأكد أن "تدقيق الهويات أثار رعب المواطنين الذين أحسوا أن المليشيا تبحث عن أسماء معينة، وقد تكون تلك الأسماء لناشطين بارزين في ساحات التظاهر"، مشيراً إلى أن "الوضع الأمني مرتبك للغاية في تلك المناطق، وهناك حالة استفزاز من قبل عناصر المليشيا للأهالي".
وهدّد النائب عن "تحالف سائرون" بزعامة مقتدى الصدر أمجد العقابي من سمّاهم "الذين يهددون أرض العراق"، قائلاً في تغريدة له: "كل من يُريد المساس بأرض العراق واهم ومتوهم، لكون له حماة بقيادة عراقية أصيلة دافعت ولا زالت تدافع عن العراق وشعبه".
كل من يُريد المساس بأرض العراق واهم و متوهم لكون له حماة بقيادة عراقية اصيله دافعت و لا زالت تدافع عن العراق و شعبه #بردا_وسلاما_على_العراق #حماة__الوطن__سرايا__السلام
— النائب امجد العقابي (@mpamjed) February 8, 2021
أما النائب السابق عن التيار الصدري حاكم الزاملي، فقد عدّ مقدسات العراق "خطاً أحمر"، وقال في تغريدته: "أمن العراق ومقدساته خط أحمر لا يمكن تجاوزه إلا على أجسادنا.. خاب كيدهم وانكشف زيف مؤامراتهم. فللعراق رجالٌ لبسوا القلوب على الدروع".
امن العراق ومقدسات خط احمر . لا يمكن تجاوزه الا على اجسادنا. خاب كيدهم ،وانكشف زيف مؤامراتهم. فللعراق رجالٌ لبسوا القلوب على الدروع #الصدر_صمام_امان_العراق
— حاكم الزاملي (@hakem_alzamily1) February 8, 2021
وتداول ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لانتشار وتحركات عناصر المليشيا بالشوارع وقرب الأجهزة الأمنية، متسائلين عن دور الأخيرة وقدرتها على حماية المواطن.
ونشر الناشط محمد الكبيسي، صورة لانتشار المليشيا، قرب عجلة تابعة للشرطة، متسائلاً في تغريدة له، عن "دور الشرطة تجاه المليشيا".