قلق في دول البلطيق مع اقتراب "فاغنر" من حدودها

01 يوليو 2023
يضع وصول مقاتلي "فاغنر" إلى حدود الاتحاد الأوروبي بعض الدول الغربية في توتر يومي (Getty)
+ الخط -

تشعر دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) وبولندا بقلق متزايد من أخبار انتقال قوات مرتزقة "فاغنر" الروسية إلى بيلاروسيا، ما يضعها على تماس مباشر معها.

يأتي ذلك إلى جانب أن موسكو، وباعتراف مينسك (عاصمة بيلاروسيا)، نقلت "أسلحة نووية" إلى البلد المجاور، الذي يتحالف رئيسه ألكسندر لوكاشينكو بصورة وثيقة مع الكرملين. وكان لوكاشينكو توسط شخصيا في حل أزمة "الزحف نحو موسكو" التي قامت بها قوات فاغنر في نهاية الأسبوع الماضي. وقضت الوساطة باحتضان بيلاروسيا هؤلاء المقاتلين، الذين يثيرون اليوم فزعا في دول الجوار.

ويضع وصول مقاتلي "فاغنر" إلى حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بعض الدول الغربية في توتر يومي. وعبر الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا عن خشيته من انتقال تلك القوات إلى الدولة المجاورة بيلاروسيا. ووصف نوسيدا قوات يفغيني بريغوجين بأنها "قوات قاتلين متسلسلين، لا نعرف متى ينقلبون علينا".

ودعت كل من بولندا ولاتفيا وليتوانيا الغرب لتعزيز قدراتها على مواجهة هذا التطور في البلد الجار بيلاروسيا. واعتبر رئيس حكومة لاتفيا كريسغانيس كارينز أن "هؤلاء المقاتلين في الدولة المجاورة (بيلاروسيا) يشكلون تهديدا محتملا".

وذهبت لاتفيا إلى "العودة لنظام الخدمة الإجبارية العسكرية". واعتبر البلد المتاخم لبيلاروسيا أنه "رغم أن التهديد ليس بالضرورة عسكريا بصورة مباشرة، لكنه قد يكون تسللا إلى أوروبا لأغراض غير واضحة"، كما ذهب كارينز أمس الجمعة.

وتعتبر لاتفيا وليتوانيا على تماس مباشر مع بيلاروسيا، على عكس إستونيا، التي تشترك في المقابل في حدودها مع روسيا.

قلق دول البلطيق وبولندا من اقتراب "فاغنر" إليها دفع حلف شمالي الأطلسي (ناتو) نحو إعادة التأكيد على استعداده للدفاع عن الدول الأعضاء في الجناح الشرقي له، وبينها بولندا ودول البلطيق، بالإضافة إلى فنلندا المنضوية حديثا إلى الحلف. وصرح الأسبوع الماضي أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ بأن الحلف "أرسل رسالة واضحة إلى موسكو ومينسك، مفادها أن الناتو موجود لحماية كل حليف وكل شبر من أراضي الناتو".

دول البلطيق تخشى أن تكون التالية بعد أوكرانيا

خوف دول البلطيق من استدارة قوات المرتزقة "فاغنر" نحوها يستند إلى تجربة سابقة. ففي محاولتها الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي السابق في بداية التسعينيات، اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات "شبه نظامية" موالية لموسكو. وشهدت بعض مجتمعاتها انقسامات بين الأغلبية والأقلية الناطقة بالروسية، وهي مستمرة حتى اليوم. وتعتبر الأقلية الروسية إحدى النقاط الملتهبة في مشاعر خوف البلطيقيين من أن يكونوا "التالين" على لائحة روسيا بعد أوكرانيا.

خوف دول البلطيق من استدارة قوات المرتزقة "فاغنر" نحوها يستند إلى تجربة سابقة

وبرغم أن المواجهات في أوكرانيا تتركز في الأجزاء الشرقية والجنوبية منها، إلا أن المخاوف تتزايد من أن تنخرط بيلاروسيا في نهاية المطاف في الصدام الحاصل بين الغرب وروسيا، وتكون بوابته التوتر المتصاعد مع المحيط الجغرافي الروسي.

وتنخرط الدول السوفييتية السابقة بصورة نشطة في دعم أوكرانيا عسكريا وسياسيا، بل تعتبر الأكثر دعما مقارنة بالإمكانيات والسكان. وتأمل دول البلطيق أن يشكل وصول تعزيزات عسكرية غربية، أُعلن عن بعضها، نحو ليتوانيا ولاتفيا وتلويح بولندا باستقبال أسلحة نووية أميركية ردا على بيلاروسيا، أن تردع أو تؤجل انفجار الوضع على حدودها.