قلق أمني في العراق بسبب العواصف الترابية وخطط استباقية لمنع هجمات "داعش"

09 ابريل 2022
العواصف الترابية تتحول إلى تحد أمني (أسعد نيازي/ فرانس برس)
+ الخط -

بموازاة العواصف الترابية التي تجتاح عددا من المحافظات العراقية منذ عدة أيام، والتي تنشط أحيانا وتفتر أخرى، بدأت القوات الأمنية العراقية في تنفيذ خطط استباقية بعدد من المناطق، تحسبا لهجمات متوقعة قد يقدم على تنفيذها تنظيم "داعش" الإرهابي مستغلا سوء الأحوال الجوية.

وتشهد عدد من المحافظات العراقية، ومنها الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك عواصف ترابية، تسببت بانعدام شبه تام للرؤية فيها، وامتدت لتصل إلى العاصمة بغداد.

وفجر اليوم السبت استغل عناصر من التنظيم تلك الأجواء، وهاجموا قوة للجيش، على الطريق الاستراتيجي في بلدة هيت غربي محافظة الأنبار (غربي العراق)، ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة اثنين.

في الأثناء، أعلنت قيادة شرطة محافظة كركوك (شمالي البلاد) تنفيذها خطة أمنية استباقية لمنع تسلل بقايا "داعش" إلى المحافظة. وقال قائد الشرطة العميد كاوه غريب عبد الرحمن، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن قيادة الشرطة "بدأت فجر اليوم تنفيذ خطة أمنية استباقية نتيجة استمرار العواصف الترابية التي من الممكن أن تستغلها العناصر الإرهابية".

وأكد أن "الخطة تضمنت نشر دوريات في شوارع مركز المحافظة والبلدات والنواحي"، مشيرا إلى أنه "على الرغم من سوء الظروف الجوية إثر العواصف الترابية التي تشهدها المحافظة، إلا أن القيادة وجهت جميع القيادات الأمنية بالتواجد داخل الأحياء السكنية والشوارع الرئيسة ونشر العناصر الأمنية بشكل مكثف لمنع أي خرق أمني يحدث من قبل بقايا التنظيم الإرهابي".

وكانت القيادات الأمنية بمحافظة نينوى و(مركزها مدينة الموصل) قد اتخذت قبل يومين إجراءات أمنية مماثلة، بالتوازي مع اشتداد العاصفة الترابية فيها، تحسبا لأي هجوم مباغت قد تتعرض له مناطق المحافظة.

ويؤكد مسؤولون أمنيون أن الإجراءات الأمنية شملت جميع المحافظات التي تشهد عواصف ترابية، وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إن "التنظيم الإرهابي فقد القدرة على المواجهة بالوضع الطبيعي، لذا فهو يلجأ الى استغلال الظروف غير الطبيعية والثغرات الأمنية لتنفيذ هجماته"، مبينا أن "الإجراءات الأمنية شملت محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين ونينوى، وأن القيادات العسكرية فيها انتشرت بشكل مكثّف في عموم المناطق، سيما الأطراف والتي يحاول عناصر التنظيم التسلل من خلالها، وتنفيذ أجنداته الإرهابية".

وأضاف شريطة عدم ذكر اسمه أن "الخطة هي خطة احترازية استباقية، وأن الوضع الأمني بشكل عام تحت السيطرة وليس هناك ما يدعو للقلق، خاصة وأن القوات الأمنية على أتم الاستعداد لمواجهة أي هجوم بأي محور من تلك المحافظات".

يشار الى أن بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي ما زالت تشكل تهديدا أمنيا في العراق، سيما في المحافظات المحررة (ديالى وكركوك والأنبار وصلاح الدين ونينوى)، إذ تنفذ هجمات هنا وهناك توقع أحيانا قتلى وجرحى من القوات الأمنية والمدنيين، فيما تنفذ القوات الأمنية خططا متتابعة، تسعى من خلالها لتحجيم تحركات التنظيم وإحباط هجماته.