قصف متبادل بين النظام والمعارضة في الشمال السوري وتسوية في دير الزور

07 نوفمبر 2021
عناصر من مليشيات "قسد" (Getty)
+ الخط -

تبادلت قوات النظام السوري وفصائل المعارضة القصف في مناطق شمال غربي سورية، فيما جرى قصف متبادل أيضا بين فصائل "الجيش الوطني السوري"، المدعومة من تركيا، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف بلدة تل تمر بمحافظة الحسكة، شرقي سورية.

وذكر الناشط حسان محمد، لـ"العربي الجديد"، أن فصائل المعارضة دمرت، فجر اليوم، جرافة لقوات النظام على جبهة "ميزناز" خلال مشاركتها في عمليات التحصين في ريف حلب الغربي، حيث جرى استهداف المنطقة براجمات الصواريخ، ما أسفر أيضا عن إصابة عدد من عناصر قوات النظام.

وكانت ليلة أمس شهدت قصفاً متبادلاً بين قوات النظام وفصائل المعارضة على المحاور الجنوبية من جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي. كما استهدفت الفصائل بالمدفعية والصواريخ مواقع قوات النظام والمسلحين الموالين له في محيط ناحية جورين في سهل الغاب شمال غربي محافظة حماة، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرية العنكاوي في سهل الغاب.

من جهته، اتهم مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم عناصر "هيئة تحرير الشام" بتنفيذ 5 خروقات خلال الساعات الماضية شمال غربي سورية، اثنان منها في حلب، واثنان في إدلب، وهجوم آخر في اللاذقية، وفق بيان نشره موقع "روسيا اليوم".

وفي موازاة ذلك، قصفت فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعومة من تركيا بالأسلحة الثقيلة، صباح اليوم الأحد، مواقع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف بلدة تل تمر جنوب مدينة رأس العين، فيما ردت الأخيرة بقصف مماثل.

وذكر الناشط محمد الشمالي، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش الوطني استهدف مواقع "قسد" في قرية الدردارة، شمال بلدة تل تمر، بالمدفعية الثقيلة، فيما ردت الأخيرة بقصف مواقع للجيش الوطني، من دون أن ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية جراء القصف المتبادل.

النظام يواصل إخلاء الحواجز في درعا 

وفي جنوب البلاد، شهدت محافظة درعا عملية اغتيال جديدة ليلة أمس السبت، حيث قتل عنصر في قوات النظام جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين على طريق ازرع – الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي.

وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" أن القتيل ينحدر من منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.

 ومن جهة أخرى، ذكر الموقع أن المخابرات الجوية التابعة للنظام أخلت، أمس السبت، عدداً من نقاطها الأمنية وحواجزها في مدينتي الشيخ مسكين ونوى غربي درعا. وأوضح أن عناصر المخابرات الجوية أخلوا نقطة أمنية وثلاثة حواجز عسكرية في مداخل مدينتي الشيخ مسكين ونوى غربي درعا. كما انسحبوا أيضاً من نقطة الساحر وحاجز الساحر في مدخل مدينة الشيخ مسكين، وعمدوا إلى تخريب المواقع قبل الانسحاب منها.

وسبق أن أخلت المخابرات الجوية، يوم أول من أمس الجمعة، حواجزها العسكرية ومقارها الأمنية من مدينة داعل ومحيطها، شمالي درعا، بشكل كامل.

وكانت بعض الفروع الأمنية وقوات الجيش التابعة للنظام بدأت، خلال الأيام الأخيرة، بالانسحاب من مواقعها في محافظة درعا باتجاه أطراف محافظة السويداء المجاورة، وسط توقعات بأن يبدأ النظام بتحركات أمنية في المحافظة بدعوى ضبط الأمن فيها، على غرار ما فعل في محافظة درعا، لكن مع مراعاة خصوصية محافظة السويداء.

وفي هذا الإطار، ذكرت شبكة "السويداء 24" المحلية أن نظام الأسد يسعى إلى حل مجموعات محلية عاملة ضمن أجهزته العسكرية والأمنية في محافظة السويداء وتقزيمها بشكل كبير، في إطار جهوده لحل الملفات الأمنية العالقة في المحافظة في ضوء تفشي عمليات سرقة السيارات وعصابات الخطف. وأوضحت أن النظام لا ينوي نشر حواجز جديدة في المحافظة خلال المرحلة الحالية، بل تعزيز جميع الحواجز الموجودة بقوات إضافية، مشيرة إلى أنه يعمل على نشر دوريات مشتركة بين أجهزة المخابرات وقوى الأمن الداخلي والدفاع الوطني في مناطق متفرقة من المحافظة، مع وجود قوة مؤازرة للجيش في الثكنات العسكرية تحسباً لأي طارئ.

مؤشرات لتفاهمات بين النظام و"قسد"

في الأثناء، تعزز قوات النظام السوري حضورها في مناطق الشرق السوري الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مستغلة مخاوف الأخيرة من عملية عسكرية تلوح بها أنقرة في مناطق شمال شرقي سورية، وسط تسريبات عن حصول بعض التقدم في المفاوضات التي تجرى بين النظام و"قسد" لتقاسم النفوذ والثروات في مناطق شرق الفرات الغنية بالنفط والغاز.

وذكرت صحيفة "الوطن" الموالية أن النظام أرسل تعزيزات إلى مواقعه في محيط مدينة عين عيسى وأطراف مدينة تل أبيض شمالي الرقة، وعلى الطريق الواصل من منطقة العريمة إلى معبر عون الدادات على طول خط نهر الساجور شمال مدينة منبج.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها قولها إن اجتماعات عقدت بين ممثلين من النظام وقيادات من "قسد"، إلا أنها لم تثمر حتى الآن عن نتائج تذكر، معتبرة أن قرار "قسد" "لا يزال حتى اللحظة مرهوناً للأجندة الأميركية وليس للوطنية".

كما نقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية في ريف مدينة منبج، شمال شرقي حلب، قولها إن قوات النظام استقدمت، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تعزيزات عسكرية كبيرة تضم جنوداً وضباطاً ودبابات ومدافع ثقيلة، كاشفةً عن إجراء مناورات عسكرية جوية وبرية قريباً مع قوات النظام، على غرار المناورات المشتركة التي جرت الأسبوع الماضي في تل تمر شمال غربي الحسكة، وعين عيسى شمالي الرقة.

وأكدت المصادر أن "روسيا توجه، من خلال المناورات العسكرية، رسائل قوية إلى تركيا بضرورة عدم المس بخطوط التماس الحالية شرق وغرب الفرات".

وسبق أن تحدثت مصادر كردية عن اتفاق يجرى العمل عليه بين قوات النظام وروسيا من جهة، وقوات "قسد" من جهةٍ أخرى، يقضي بانسحاب جزئي لـ"قسد" إلى مسافة 30 كم، تنفيذاً لاتفاق سابق بين روسيا وتركيا في منتجع سوتشي في روسيا عام 2019، لعدم إعطاء تركيا ذريعة للدخول في عملية عسكرية جديدة شمال شرقي سورية.

وفي الإطار ذاته، أكد شاهين أحمد، القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (أحد أحزاب المجلس الوطني الكردي)، أن حزب الاتحاد الديمقراطي بصدد تسليم بعض المناطق الخاضعة لسيطرة قواته للنظام السوري برعاية روسية، لافتا إلى أن الترتيبات في هذا الصدد قطعت أشواطاً مهمة في هذا المسار. 

وقال أحمد، لموقع "باسنيوز" الكردي، إن الاتفاق الجديد بين الطرفين يأتي تنفيذا لتفاهمات سابقة بينهما، مشيرا إلى أن الترتيبات قطعت أشواطاً مهمة في مسار إعادة تسليم بعض المناطق للنظام من خلال الروس، و"خاصة أن المناخات الموجودة أصبحت مناسبة جداً في ظل التهديدات والتحشيدات التركية".

واعتبر أحمد أن "موضوع إيجاد مخرج لوضع (قسد) اليوم بات القاسم المشترك بين مختلف الأطراف الموجودة في الميدان السوري، وخاصة بعد تكليف الروس بالملف السوري بالاتفاق مع الأميركيين والإسرائيليين"، وفق تعبيره.

وقال إن "تركيا لم تحصل على ضوء أخضر حتى الآن، لا من الروس ولا من الأميركيين، لكن لا يمكن توقع قيام تركيا باجتياح عسكري واسع على غرار عملياتها الثلاث السابقة، وقد تكون هناك انسحابات لـ(قسد) من بعض المناطق وتسليم إدارتها لتركيا وروسيا".

وكان القيادي البارز في حزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل أكد لقناة "روسيا اليوم"، الأربعاء الماضي، استعداد الحزب للحوار مع نظام الأسد من دون شروط، وذلك بعد أيام من تصريحات للقيادي في حزب العمال الكردستاني جميل بايك، غازل فيها نظام الأسد، وقال إنه سيعمل على حل الخلافات بين "الإدارة الذاتية" والنظام، بحكم ما وصفه بالعلاقات التاريخية بين الطرفين.

تسوية في دير الزور

إلى ذلك، كشف مسؤول من النظام السوري عن "تسوية شاملة" ستطبق قريباً في محافظة دير الزور، شرقي سورية، بتوجيه من رئيس النظام بشار الأسد، ضمن إطار "المصالحات الوطنية"، وفق تعبيره.

وقال أمين فرع الحزب في دير الزور رائد الغضبان، أمس السبت، إن التسوية ستشمل المطلوبين كافة، سواء الفارون من الخدمة العسكرية والاحتياطية أو المتخلفون عن الخدمة الإلزامية وغيرهم. وأضاف الغضبان أن هذه الخطوة تأتي "حلاً لمشكلات الكثير من الشبان في دير الزور وتعزيزاً لعودة الحياة الطبيعية والأمن والاستقرار فيها"، وفق تعبيره.

ووفق مصادر محلية، فإن "التسوية" في دير الزور ستبدأ في الـ14 من الشهر الحالي، بعد تشكيل لجانٍ من قبل وزارتي الداخلية والعدل في حكومة النظام إضافة إلى الأجهزة الأمنيّة، بحسب موقع "هاشتاغ" المحلي.

ومن المقرر أن تنطلق التسوية في مدينة دير الزور لتنتقل بعدها إلى الريف الغربي، ثم إلى مدينتي البوكمال والميادين وأريافهما، وصولاً إلى الريف الشمالي بالمحافظة.

المساهمون