تظاهر مئات المدنيين، الجمعة، في محافظتي إدلب وحلب ودعوا الضامن التركي للتدخل لوقف القصف الذي تشهده منطقة جبل الزاوية، جنوبي إدلب شمال غربي البلاد، فيما جدّدت الطائرات الحربية الروسية قصفها على ذات المنطقة، واستهدفت محيط نقطة مراقبة تركية.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن المتظاهرين تجمّعوا قرب النقاط التركية في كفرلوسين وأرمناز وتفتناز ومعترم والمسطومة في ريف إدلب، إضافة إلى مدينة أعزاز بريف حلب، وطالبوا القوات التركية بالرد على قصف النظام وروسيا، الذي يسقط خلاله قتلى وجرحى من المدنيين.
عدد المجازر التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا بلغ سبع مجازر في ريف إدلب منذ بداية شهر يوليو
وأضاف أن المتظاهرين وجّهوا رسالة للمجتمع الدولي، ودعوا إلى وقف نزيف الدم والمجازر في منطقة جبل الزاوية، الذي استهدف يوم أمس الخميس بلدة إبلين، وأدى إلى مقتل سبعة أشخاص معظمهم أطفال.
وبحسب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) فإن عدد المجازر التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا بلغ سبع مجازر في ريف إدلب منذ بداية شهر يوليو/ تموز حتى الآن، راح ضحيتها 48 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وجرح 45 آخرون.
وفي السياق، شنّت طائرات حربية روسية ست غارات على محيط بلدة البارة في جبل الزاوية، وأشار المحمد إلى أن أحد الصواريخ الروسية سقط بمسافة لا تزيد عن 400 متر من النقطة التركية، الموجودة في محيط البلدة.
إلى ذلك، دانت الولايات المتحدة بشدة التقارير التي وردت عن هجوم في إدلب، الخميس، والذي أسفر عن مقتل عدد من الأطفال ومدنيين آخرين، وقال حساب السفارة الأميركية في دمشق على "تويتر" لا ينبغي أبدًا استهداف المدنيين، وخاصة الأطفال، وأكد أن الولايات المتحدة تدعم الجهود لمحاسبة نظام الأسد وداعميه.
The U.S. strongly condemns reports of another attack in Idlib yesterday, resulting in the deaths of several children and other civilians. Civilians, especially children, should never be targets and the U.S. supports efforts to hold the Assad regime and its backers to account.
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) July 23, 2021
وفي سياق منفصل، قال القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني، في اجتماع ضم مجموعة من الصحافيين في ريف إدلب، الجمعة، إنهم لا يتوقعون هجوماً برياً للنظام السوري باتجاه جبل الزاوية في الوضع الراهن، ولا يستبعدون التصعيد في وتيرة القصف، مضيفاً: "في نفس الوقت حصّنا الجبل وباقي الجبهات بشكل جيد، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات وقادرون على التعامل مع أي تحرك".
وأشار إلى أن "الكثير من المفاوضات حصلت سابقاً على تسليم جبل الزاوية ونحن لم نتخل عنه حينها ولن نتخلى عنه الآن، ونحن على علاقة مع الكثير من الفصائل في ريف حلب الشمالي بما يصب في مصلحة الثورة، وليست لدينا نية بالدخول إلى ريف حلب الشمالي في الوقت الراهن، لافتاً إلى أن الهيئة تعتبر الوجود التركي في إدلب مكسباً وليس رأس مال".