قصف تركي يسفر عن خسائر بين مسلحي حزب العمال الكردستاني شمالي العراق

30 مايو 2021
عمليات برية وجوية جديدة تستهدف مسلحي حزب العمال الكردستاني (فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر محلية في محافظة دهوك، ضمن إقليم كردستان شمالي العراق، إن مقاتلات تركية نفذت موجة قصف جديدة استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني، في قرى وبلدات عراقية حدودية مع تركيا، صباح اليوم الأحد، أسفرت عن خسائر في صفوف مسلحي الحزب، في وقت نقلت وسائل إعلام محلية كردية تقارير عن اندلاع حرائق في غابات بجبال وقرى تعرضت للقصف.  

وتنفذ القوات التركية منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي، عمليات برية وجوية جديدة هي الثانية من نوعها منذ يونيو/ حزيران من العام الماضي، وتستهدف مسلحي حزب العمال المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان.

 وأطلقت أنقرة على هذه العمليات اسم "مخلب البرق"، و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدة أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل حيث ينشط مسلحو حزب العمال في تلك المناطق ويستخدمونها مطلقا لتنفيذ اعتداءات متكررة ضد الأراضي التركية المجاورة.

واليوم الأحد، قال عضو المجلس المحلي في قضاء العمادية شمال محافظة دهوك،  آوات علي، لـ"العربي الجديد"، في اتصال هاتفي، إن الطيران التركي استهدف أنفاقا داخل جبل لينك في بلدة شيلادزي، الضاحية الشرقية لمدينة العمادية، مضيفاً أن ضربات جوية أخرى استهدفت قرى في ديرلوك وزاخو وكورزار، ينشط فيها مسلحو حزب العمال منذ عدة أشهر كمواقع متقدمة له لمهاجمة القوات التركية".

ووفقا للمسؤول ذاته، فإن الضربات الجوية استمرت لأكثر من ساعة ولم يسجل سقوط ضحايا مدنيين كون المناطق المستهدفة خالية من السكان.

بالمقابل، أكد مسؤول في اللواء 80، بقوات البشمركة رصد خسائر بين مسلحي حزب العمال على مستوى الأفراد ومخازن السلاح بفعل الضربات التركية. 

وأضاف أن مسلحي الحزب منعوا الأهالي من الدخول للرعي أو تفقد منازلهم ومزارعهم في القرى التي هجروها منذ أيام وذلك بسبب الضربات التي وجهتها المدفعية والطيران التركي بالفترة الأخيرة، وأسفرت عن خسائر في صفوف الحزب ويتهم الأخير الأهالي بأنهم يقدمون معلومات للأتراك حول مواقع مقراتهم ومناطق تواجدهم تترجم إلى ضربات جوية ومدفعية تستهدفهم.

في الأثناء، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية كردية رسالة لرئيس المجلس القيادي السابق بالحزب الديمقراطي الكردستاني أهم البارزاني، تحدث فيها عن أن سيطرة الجيش التركي على مناطق داخل الإقليم وبعمق نحو 40 كيلومترا، تسببت بمشاكل كبيرة على مستوى إخلاء القرى الحدودية وتعريض البيئة للخطر.

وأضاف، في رسالة، وجهها إلى عدة جهات من بينها الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي في العراق، أن "الجيش التركي يحرق الغابات الخضراء التي تعتبر ثروة قومية كردستانية وميراثا إنسانيا عالميا مشتركا وبمسافات شاسعة وبشكل منظم ومخطط له". 

ولم يصدر عن سلطات الإقليم الرسمية أي تأكيد حول هذه المعلومات لغاية الآن.

وعن ذلك، قال الخبير بالشأن الكردي بإقليم كردستان العراق شوان زيباري لـ"العربي الجديد"، إن الحرائق التي اندلعت بالأيام الأخيرة كانت ناجمة عن القصف أو بسبب استهداف مواقع يخزن فيها السلاح والمتفجرات والوقود من قبل مسلحي حزب العمال ومسلحي الحزب يمنعون فرق الإطفاء التابعة لإقليم كردستان من الدخول إلى مناطق تواجدهم مثل باقي أجهزة الأمن التابعة لوزارة داخلية الإقليم".

وأضاف أن بغداد تتحمل مسؤولية تداعيات العمليات التركية الجارية في المناطق العراقية، وبحسب الدستور، الدولة الاتحادية معنية بالملف وليس حكومة أربيل".

ورجح وجود توافقات غير معلنة بين حكومة الكاظمي وأنقرة بشأن مسلحي حزب العمال على اعتبار أن بغداد غير قادرة على طرد الحزب من أراضيها ولا قادرة على وقف تهديد الحزب لتركيا"، وفقا لقوله.

المساهمون