"قسد" تطلق حملة أمنية جديدة في شرق سورية ضد خلايا "داعش"

25 يناير 2023
"قسد" تداهم العشرات من النقاط والأوكار في الرقة وأريافها (Getty)
+ الخط -

أطلقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، اليوم الأربعاء، حملة أمنية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظتي الرقة وحلب، شمالي وشرقي سورية، لملاحقة خلايا تنظيم "داعش"، فيما كشفت منظمة حقوقية عن مواصلة "قسد" عمليات تجنيد الأطفال القاصرين.

وجاء في بيان للمركز الإعلامي التابع لـ"قسد"، أنّ الحملة التي سماها "حملة الانتقام لشهداء الرقة" تستهدف ملاحقة خلايا "داعش"، وخاصة "العناصر الخطيرة وتدمير قنوات التواصل بينهم".

وأضاف البيان أنه تم خلال الحملة مداهمة "العشرات من النقاط والأوكار المحتملة في الرقة وأريافها، والطبقة وأريافها، والكرامة وصرين وأريافهما"، مشيراً إلى أنّ العمليات "جرت بدعم وغطاء جوي من التحالف الدولي، وفق الخطة المرسومة لها والتوقيت الزمني المحدد، وحققت نتائج فورية وحازمة".

وتأتي الحملة بالتزامن مع احتجاجات تشهدها الرقة تطالب بالقصاص من قتلة المعلمة نورة الأحمد وابنتها راما ذات الثمانية أعوام.

وكانت "قسد" أطلقت، في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عملية مماثلة تحت اسم "صاعقة الجزيرة" في ريفي الحسكة والقامشلي، شمالي سورية، لملاحقة خلايا "داعش"، استمرت لمدة أسبوع وجرى خلالها اعتقال نحو 260 شخصاً، بعد تمشيط 55 قرية ومزرعة في الهول وتل حميس وتل براك ومساحات واسعة من الحدود السورية العراقية، وفق إحصائيات المركز السوري لحقوق الإنسان.

وفي السياق، أعلنت "قسد"، أمس الثلاثاء، القبض على ما قالت إنهم أفراد خلية لتنظيم "داعش" في ناحية الشحيل، شرقي دير الزور، وذلك بدعم وإسناد جوي من قوات التحالف الدولي.

تبني الهجوم على قاعدة التنف

إلى ذلك، أعلنت مليشيا عراقية مسلحة، تطلق على نفسها اسم "تشكيل الوارثين" وتتبع لـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، مسؤوليتها عن الهجوم على قاعدة التنف شرقي سورية، على الحدود العراقية، يوم الجمعة الماضي.

وقال بيان نشرته المليشيا إنّ الهجوم على القاعدة سببه أنّ الجيش الأميركي يتخذ منها "مركزاً له ولإدارة أعماله داخل العراق".

وأعلن الجيش الأميركي، يوم الجمعة الماضي، أنّ ثلاث طائرات مسيرة استهدفت قاعدة التنف التي تضم قواتها، ما أسفر عن إصابة عنصرين من "جيش سوريا الحرة" المتمركز في القاعدة إلى جانب قوات التحالف الدولي، مشيراً إلى إسقاط طائرتين منهما وإصابة الثالثة.  

وكان "معهد واشنطن" نشر، في سبتمبر/ أيلول الماضي، تقريراً ذكر فيه أنّ مليشيا "تشكيل الوارثين"، لها علاقات قوية مع "الحرس الثوري" الإيراني و"فيلق القدس"، خاصة حيث تعبر واجهة تتبنى عملياته التي تستخدم الأراضي العراقية، وتستخدم العراقيين لإخفاء تورط إيران.

وأوضح أنّ الهدف من إنشاء مثل هذه المليشيات هو "تنفيذ عمليات شبه عسكرية، أو لإخفاء مصدر الهجمات العسكرية التي تشنها إيران في العراق، أو باستخدام الأراضي العراقية".

"قسد" تواصل تجنيد الأطفال

من جهة أخرى، أكدت منظمة حقوقية أنّ "قسد" تواصل عمليات تجنيد الأطفال القاصرين في مناطق شمالي وشرقي سورية، على الرغم من توقيع زعيمها مظلوم عبدي اتفاقاً مع الأمم المتحدة منذ حوالي 4 سنوات يقضي بمنع تجنيد الأطفال دون سن الـ 18 واستخدامهم بالنزاعات العسكرية.

وذكرت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، في تقرير لها، اليوم الأربعاء، أنّ الحركة التي تطلق على نفسها اسم "الشبيبة الثورية" التابعة ضمناً لـ"الإدارة الذاتية"، تقوم بعمليات تجنيد لأطفال قاصرين في مناطق شمالي وشرقي سورية، مشيرة إلى أنّ "قسد" ترفض تسجيل العديد من شكاوى ذوي الأطفال المجندين من قبل "الشبيبة الثورية".

وأوضحت المنظمة أنها استطاعت توثيق ما لا يقل عن 49 حالة تجنيد أطفال في مناطق "الإدارة الذاتية" خلال عام 2022، مشيرة إلى أنّ المعلومات الواردة في التقرير تركزت في منطقتي منبج وعين العرب (كوباني) حيث تمكنت من الوصول إلى خمسة شهود من ذوي أطفال جندتهم تلك الحركة.

ولفتت إلى أنّ أعداد الأطفال المجندين لدى حركة الشبيبة الثورية في هاتين المنطقتين هي أكبر مما ورد في التقرير، لكن معظم الأهالي الذين جرى تجنيد أطفالهم امتنعوا عن توثيق شهاداتهم، وذلك خوفاً من رد الحركة التي هددتهم سابقاً بالطرد من المنطقة في حال تحدثوا في الأمر.

وتشير المنظمة إلى أنّ الحركة تقوم بإغراء الأطفال بنشاطات وهمية تهم فئة الأطفال (بين 14-18 عاماً) كلعب كرة القدم أو تعلم التصوير بغاية استقطابهم إلى مكاتبها، ليتم بعدها إخفاؤهم عن ذويهم، ونقلهم إلى خارج المنطقة للخضوع لدورات عسكرية، بهدف تجنيدهم في صفوفها.

المساهمون