"قسد" تحتفل بمرور عامين على إسقاط الجيب الأخير لـ"داعش": الباغوز تحت رحمة الألغام

23 مارس 2021
آخر قصف لإخراج داعش من الباغوز (بولنت كيليتش/فرانس برس)
+ الخط -

أقامت قوات "سورية الديمقراطية" والمعروفة اختصارًا بـ "قسد"، اليوم الثلاثاء، احتفالات في منطقة شرقي نهر الفرات، بمناسبة مرور عامين على انتزاع السيطرة على بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي من تنظيم "داعش"؛ غير أنّ المنطقة رغم تحريرها لا تزال رهينة الألغام التي خلّفها التنظيم وتحصد أرواح المدنيين.

وكانت المنطقة آخر معقل لتنظيم "داعش" في سورية، وسيطرت عليها "قسد" في مارس/آذار من عام 2019 بعد معارك استمرت عدة أشهر بدعم كبير من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. 

وفي تصريحات صحافية نشرت الثلاثاء، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، العقيد واين ماروتو "إن الحل العسكري وحده غير كافٍ لإلحاق الهزيمة النهائية بالتنظيم". 
وأشار ماروتو إلى أن "قسد هزمت داعش جغرافيًّا في شمال وشرق سورية، والدليل هو عدم سيطرته على أي من هذه المناطق الآن"، مضيفًا: "إن هذا لا يعني أن أمره قد انتهى نهائيًّا لأنه يتمتع بالمرونة ولا يزال يمثّل تحديًا جديّا". وأكد المتحدث أن التعاون بين قسد والتحالف الدولي "سيستمر من أجل منع ظهور التنظيم من جديد والحفاظ على الأمن والاستقرار في شمال وشرق سورية".

وأسفر الهجوم على الباغوز الذي بدأ في سبتمبر/أيلول من عام 2018 وانتهى رسميًا في الثالث والعشرين من آذار/مارس 2019، عن مقتل مئات المسلحين من الجانبين إضافة إلى عدد كبير من المدنيين الذين كانوا في مخيم بجانب البلدة التي تقع بالقرب من الحدود السورية العراقية.  
وأعلنت قوات "سورية الديمقراطية" أنها أحصت خروج أكثر من 67 ألف شخص من التنظيم منذ مطلع عام 2019، بينهم خمسة آلاف مسلح تم توقيفهم. وأن هناك عددًا كبيرًا من الخارجين من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، وضمنهم عدد كبير من الأجانب، الذين نقلوا إلى المخيمات، ولا سيما مخيم الهول، الذي يقع شرقي الحسكة وشمال شرق سورية. 

وبعد مرور عامين على تخلص الباغوز من تنظيم "داعش"، أوضح الناشط الإعلامي أبو عمر البوكمالي لـ "العربي الجديد" أنه "لا تزال هناك المئات من مخلفات التنظيم الباقية على الأرض، وأبرزها الألغام التي تحصد أرواح مدنيين بشكل دائم". كما يشير إلى أن "هناك أماكن في الباغوز ومحيطها لم يدخلها أحد بسبب الألغام، رغم الحملات التي قامت بها قوات "قسد" مع الأهالي لنزع الألغام". 
وبيّن البوكمالي أن نحو 20% من سكان بلدة الباغوز عادوا إليها منذ انتهاء المعارك. وأوضح أن المنطقة تغيرت كليًا خاصة مع "انعدام توفر مياه الري، والتي أدت إلى عدم زراعة أراضي الباغوز التي كانت زراعية بالدرجة الأولى". 
وتشير الوقائع الميدانية إلى أن تنظيم "داعش" لا يزال يمتلك القدرة على شن الهجمات، وخاصة في البادية السورية مترامية الأطراف، حيث لجأ إليها آلاف المسلحين الهاربين من عدة مناطق، أو أولئك الذين نقلهم النظام إليها بصفقات محددة، وبالأخص الذين كانوا في الجنوب السوري. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

ومن جهته، أكد مدير مركز "الشرق نيوز"، فراس علاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن التحالف الدولي وقوات "قسد" استخدما قوة نارية كثيفة في معركة الباغوز، مشيرًا إلى أن "الطرفين استخدما أنواع الأسلحة المختلفة مما أدى إلى تدمير المنطقة بشكل شبه كامل".
وعبّر علاوي عن اعتقاده بأن التنظيم "لم ينته" في سورية قائلًا: "لقد انتقل التنظيم من مشروع الدولة والصدام المباشر إلى شكل آخر، وهو ما سمّي على لسان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبيل مقتله بـ "الولايات الأمنية"". وتابع: "إن عمليات التنظيم زادت في منطقتي الصراع شمال نهر الفرات حيث قوات سورية الديمقراطية، وجنوب النهر حيث قوات النظام والملشيات الإيرانية والعراقية". 

المساهمون