قدرة حزب الله على الاستمرار بمواجهة إسرائيل بعيون روسية

03 أكتوبر 2024
مناورات لحزب الله في النبطية، 21 مايو2023 (حسام شبارو/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قلق روسي ودعوات لضبط النفس: روسيا قلقة من تطورات الشرق الأوسط، خاصة الحرب الإسرائيلية على لبنان والهجوم الإيراني على إسرائيل، وتدعو لضبط النفس وإدانة قتل المدنيين، مطالبة إسرائيل بسحب قواتها من لبنان.

- قدرات حزب الله العسكرية: رغم اغتيال حسن نصر الله، يرى الخبراء الروس أن قدرات حزب الله لم تتأثر، حيث يمتلك 100 ألف مقاتل و150 ألف صاروخ، مما يجعله قادراً على تهديد إسرائيل.

- قيادة لامركزية واستعداد للحرب: حزب الله يعتمد على قيادة لامركزية وضباط إيرانيين، مستعداً للحرب بفضل شبكة أنفاق واحتياطات صاروخية، مما يتيح له مواصلة القتال رغم التفوق الجوي الإسرائيلي.

تنظر روسيا بقلق إلى تطور الأوضاع في الشرق الأوسط، ولا سيما في ظل الحرب الإسرائيلية على لبنان، إضافة إلى الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء أمس الأول الثلاثاء. وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إجراء روسيا اتصالات مكثفة مع الأطراف كافة في الشرق الأوسط، وأنها تدعو الجميع إلى ضبط النفس، مؤكداً إدانة بلاده "أي أعمال تؤدي إلى مقتل المدنيين". وأضاف في إفادته اليومية أمس الأربعاء أن الوضع في الشرق الأوسط "يتطور وفقاً للسيناريو الأكثر إثارة للقلق". وكانت الخارجية الروسية قد دعت في بيان، أمس الأول الثلاثاء، إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان، محذرة من أن الهجوم سيؤدي إلى مزيد من تصاعد العنف في الشرق الأوسط. وأضافت: "من المؤكد أن تلك الخطوة التي اتخذتها القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية في أعقاب اغتيال عدد من قادة حزب الله ستؤدي إلى مزيد من تصاعد العنف في منطقة الشرق الأوسط". وبعد اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي، أجمع مستشرقون وخبراء عسكريون روس على قدرة حزب الله على الاستمرار بمواجهة إسرائيل نظراً للبنية متعددة المستويات للحزب وزرع عناصر إيرانية بمختلف طبقاته.

رسلان سلیمانوف: قدرات حزب الله العسكرية لم تتأثر ما يؤهله للاستمرار في خلق تهديدات لإسرائيل

قدرة حزب الله على الاستمرار بمواجهة إسرائيل

ويرجح الصحافي والمستشرق الروسي، رسلان سلیمانوف، ألا تتأثر القدرات العسكرية لحزب الله باغتيال نصر الله. ويقول  في حديث لـ"العربي الجديد" إن "حزب الله يمر بمرحلة قد تكون الأصعب في تاريخه، إذ يشكل اغتيال نصر الله ضربة كبيرة لهيبة الحزب نظراً للشخصية البراقة التي كان يتمتع بها". إلا أن القدرات العسكرية لحزب الله، وفق سليمانوف، لم تتأثر، "إذ يقدر عدد أفراده بنحو 100 ألف مقاتل وتبلغ ترسانته نحو 150 ألف صاروخ، ما يؤهله للاستمرار في خلق تهديدات لإسرائيل". ومع ذلك، يستبعد احتمال اندلاع حرب إقليمية كبرى بعد اغتيال نصر الله، مضيفاً أن "الحديث عن حرب إقليمية يدور منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ولكننا شهدنا مراراً أن لا طرف معني بتوسع رقعة الحرب". ويوضح أن "هذه معركة محلية بين حزب الله وإسرائيل، شأنها في ذلك شأن الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، إلا أن الفارق يكمن في أن طهران ستضطر للرد، ولو بصورة رمزية، هذه المرة". ويرى أنه "إذا مرت الواقعة مرور الكرام، فهذا سيعني اعترافاً إيرانياً نهائياً بالعجز عن حماية الحلفاء في الشرق الأوسط".

كيريل سيميونوف: يجري الحديث عن مقتل القيادات لا القضاء على حزب الله في حد ذاته

من جهته، يرى الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، المستشرق كيريل سيميونوف، هو الآخر أن اغتيال قيادات حزب الله لا يعني إلحاق هزيمة بالحزب، وبالتالي لا يوجد تأثير على قدرة حزب الله على الاستمرار بمواجهة إسرائيل نظراً لقدرة الضباط الإيرانيين المتوغلين داخله على البدء بقيادة كافة عملياته في أي لحظة. ويقول سيميونوف في حديث لـ"العربي الجديد": "لا أضع علامة التساوي حتى بين اغتيال كامل قيادة حزب الله وإلحاق هزيمة به"، موضحاً أن "إسرائيل تتصرف بهذه الصورة لإثارة أكبر ضجة ممكنة، وكانت تستعد لهذه العمليات منذ عام 2006 عن طريق رصد كافة مواقع مخابئ حزب الله مع ترقب اللحظة المناسبة لشن ضربة، وكان نصر الله سيسقط حتماً في هذه المصيدة يوماً". وحول رؤيته لمستقبل حزب الله بعد اغتيال قياداته، يضيف سيميونوف أنه "يجري الحديث عن مقتل القيادات لا القضاء على حزب الله في حد ذاته، خصوصاً أن جميع هيئات قيادة الحزب تضم ضباطاً إيرانيين يمكنهم تولي قيادة جميع العمليات العسكرية". ويبيّن أن "الهيكل العسكري لحزب الله يعتمد على هؤلاء القادة، وليس على الشخصيات العامة"، وأن "كافة الخطط والعمليات العسكرية وتفاصيلها يتم وضعها على مستوى المقار لا القيادة".

قيادة لامركزية للعمليات

بدوره، يعتبر كبير الباحثين بمركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا، يوري ليامين، أن حزب الله مستعد للحرب رغم التفوق الجوي الإسرائيلي، مرجحاً أن الحزب وضع سيناريو احتمال اغتيال قائده في الحسبان، وبالتالي لا تأثير على قدرة حزب الله على الاستمرار بمواجهة إسرائيل. ويقول ليامين، في حوار مع برنامج المراجعة الدولية الذي تبثه قناة روسيا 24 الحكومية، إنه "على مدى سنوات طويلة، حفرت حركة حماس أنفاقاً في غزة، وكذلك حزب الله في لبنان، ويشاع أن ثمة شبكة أنفاق واسعة في الجبال ومختلف مناطق لبنان يمكن نقل منصات إطلاق وصواريخ عبرها". وبالتالي، وفق ليامين، "من الصعب تدميرها (تلك الأنفاق) رغم تعرض البنية التحتية لحزب الله فوق سطح الأرض لقصف مكثف يكبده خسائر كبيرة".

ويرى ليامين أن "المسألة الرئيسية الآن تتعلق بمدى مرونة هيكل قيادة حزب الله وقدرته على التكيف مع قضاء القسم الأكبر من قادته الحاليين"، موضحاً أن "الحرس الثوري الإيراني تبنى مثلاً، استراتيجية الفسيفساء الدفاعية التي تتيح مواصلة أعمال القتال على الأرض حتى في حال فقد الاتصال مع المركز ومقتل القيادة العليا". ويضيف أن "إيران تنطلق منذ فترة طويلة من أن هناك احتمال لتعرضها لضربات قطع رأس واضطرار القيادات المحلية والسفلى لتولي التحكم في النظم الصاروخية تحت سطح الأرض ووضع مسؤولية مواصلة أعمال القتال على عاتقها، كان حزب الله أكثر عرضة لضربات قطع الرأس حتى مقارنة مع إيران". ويلفت إلى أن "حزب الله لديه احتياطات كبيرة من الذخائر الصاروخية النفاثة تحسباً لتدميرها وخسارتها جزئياً، ولديه احتياطات مخبّأة تؤهله لإجراء أعمال القتال لفترة طويلة".

المساهمون