اقتحم مسلحون يعتقد بانتماؤهم إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، فجر اليوم الأحد، منزلاً في منطقة ابن سيناء بقضاء الطارمية شمال العاصمة العراقية بغداد، ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الحشد العشائري وإصابة اثنين آخرين.
الطارمية، التي تُعدّ خاصرة العاصمة بغداد من محورها الشمالي، من البلدات التي تشهد بين فترة وأخرى عمليات إرهابية لتنظيم "داعش"، وأخرى تتورط بها فصائل مسلحة مختلفة. ويقول الأهالي إن العمليات الإرهابية أنهكت الكثير من السكان، وأفقدتهم مصدر أرزاقهم، وقد سجلت خلال الفترات الأخيرة عمليات انتقامية من قبل فصائل مسلحة، على أثر هجمات إرهابية، في سيناريو مشابه لما يحصل بمحافظة ديالى شرقي العراق.
وقالت مصادر أمنية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "مجموعة مسلحة أقدمت، فجر اليوم الأحد، على اقتحام منزل في منطقة ابن سيناء بقضاء الطارمية، بعدها قتلت اثنين من عناصر الحشد العشائري وأصابت اثنين آخرين، ثم فرت إلى جهة مجهولة".
وبينت المصادر أنه "حتى الساعة لم تُحدّد هوية المجموعة المسلحة، لكنه يعتقد بانتماؤها إلى تنظيم داعش الإرهابي، وتجرى حالياً عمليات تحقيق في الحادث، إضافة إلى عملية أمنية للبحث عن تلك المجموعة، بعد مراجعة كاميرات المراقبة الحرارية في المنطقة التي وقع فيها الحادث والمناطق القريبة منها، وهناك وجود لوزير الدفاع وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية في المنطقة لمتابعة سير التحقيقات".
وأضافت: "هناك اجتماع أمني طارئ يعقد حالياً في قيادة عمليات بغداد لمراجعة الخطط الأمنية في قضاء الطارمية، فما حصل من عملية اقتحام للمنزل خرق أمني في ظل الانتشار الأمني والعسكري المكثف، ومع وجود كاميرات المراقبة الحرارية المنتشرة في عموم مناطق الطارمية".
والاثنين الماضي، أجرى وزير الداخلية عبد الأمير الشمري جولة ميدانية في بلدة الطارمية للاطلاع على الوضع الأمني فيها، مؤكداً "وضع خطة لإعادة نظام الأمن في البلدة". ولم يكشف الوزير أي تفاصيل عن الخطة التي يعتزم تنفيذها في الطارمية.
وتواجه البلدة حملة تحريض مستمرة من قبل الفصائل المسلحة والجهات السياسية المرتبطة بها، التي تعتبر البلدة "معقلاً للإرهاب".
وتعيش البلدة التي تقع في المحور الشمالي للعاصمة بغداد، منذ عدّة سنوات، تضييقاً أمنياً وأجواء عسكرية مستمرة، وقد سجلت خلال الفترة السابقة انتهاكات كثيرة من عمليات دهم من دون أوامر قضائية واعتقالات عشوائية لأبنائها، من قبل فصائل مسلحة.