قُتل سبعة أشخاص بينهم 4 أطفال، وجُرح خمسة آخرون بينهم امرأة وطفل، على الأقل، اليوم الاثنين، من جراء انفجار أسلحة في منزل بمدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" شمالي البلاد، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان لها تحييد 35 من عناصر "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن انفجارا وقع في شارع السجن بالقرب من مبنى الشرطة التابع للمعارضة وسط مدينة رأس العين، وأدى إلى وقوع قتلى وجرحى، جرى نقلهم إلى المستشفى.
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم كشف هويتها، أن الانفجار وقع في منزل يعود لعنصر من فصائل "الجيش الوطني السوري"، وعلى ما يبدو أنه ناجم عن انفجار أسلحة، مضيفة أن قوة الانفجار أحدثت هلعا في المدينة وتجاوزت أضرارها إلى المنازل المجاورة.
وقالت المصادر إن الانفجار أسفر عن مقتل ثلاثة رجال، يرجّح أنهم من عناصر "الجيش الوطني"، وأربعة أطفال، اثنان منهم في المنزل الذي وقع فيه التفجير، والآخران في منزل مجاور تضرر نتيجة التفجير العنيف.
وأوضحت المصادر أن قوات الشرطة التابعة للمعارضة طوقت المكان، وجرى إسعاف عدد من الجرحى كانوا تحت أنقاض سببها الانفجار، مؤكدة أن من بين الجرحى امرأة على الأقل، ومن مجموع القتلى هناك 4 من عائلة واحدة.
وبحسب روايات تناقلها أهالي المدينة، يرجح أن الانفجار وقع نتيجة خطأ أثناء نقل أسلحة من المنزل، ولم يتبين ما إذا كانت تلك الأسلحة تعود لفصيل معين أم لأشخاص يتاجرون بها، إلا أن المنزل يقطنه عنصر من فصائل "الجيش الوطني".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم، عن تحييد ثلاثة عناصر من مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية، خلال محاولتهم مهاجمة منطقة العمليات في محافظتي الحسكة والرقة شمالي سورية، مضيفة، في بيان لها، أن عدد عناصر المليشيا الذين جرى تحييدهم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بلغ 35 عنصرا.
وكانت جبهات عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي قد شهدت، خلال الساعات الماضية، قصفا متبادلا واشتباكات، بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تقودها "وحدات حماية الشعب" و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، حيث يحاول الطرفان السيطرة على قرية المعلك الاستراتيجية شمال عين عيسى.
وفي شأن متصل، قالت مصادر محلية إن ثلاثة عناصر من المليشيات قتلوا وجرح آخرون بهجوم من مجهولين على حاجز لهم بالقرب من دوار المحطة في بلدة جزرة البو حميد غرب محافظة دير الزور. وأوضحت المصادر أن الهجوم جاء بالتزامن مع الاحتفالات بعيد النوروز في المنطقة.
وعلى خلفية الهجوم، عمدت "قسد" إلى شن حملة اعتقالات في مخيم للنازحين قرب البلدة، حيث طاولت عددا من الشبان بهدف التحقيق في حادثة الهجوم.
وقالت مصادر محلية أيضا إن أربعة من عناصر المليشيات أصيبوا بجروح جراء هجوم طاولهم على طريق حقل كبيبة في منطقة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، جدّدت قوات النظام السوري، عمليات القصف المدفعي والصاروخي على مناطق في ريف حلب الغربي ومناطق في ريف إدلب الجنوبي الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار شمال غربي سورية، عقب قصف أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، أمس الأحد، فيما ردّت المعارضة المسلّحة بقصف مواقع للنظام في سهل الغاب بريف حماة.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مناطق في محيط بلدة كفر عمة بريف حلب الغربي، كما قصفت مناطق في محيط مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين. وجاء القصف بعد يومٍ دامٍ شهدته المنطقة الخاضعة لوقف إطلاق النار.
وقال الدفاع المدني السوري، في بيان له، مساء أمس الأحد، إنّ حصيلة المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام بقصف مستشفى مدينة الأتارب الجراحي بريف حلب الغربي صباحاً بلغت سبعة قتلى مدنيين، بينهم طفل وامرأة، و15 جريحاً آخرين، بينهم 9 من الكادر الطبي في المستشفى.
وأضاف البيان أنه بعد ساعات من مجزرة مستشفى الأتارب، شنّ الطيران الحربي الروسي غارات جوية على عدة مناطق بريف إدلب، ما أدّى إلى مقتل مدني وإصابة آخر، إذ استهدفت 4 غارات جوية معملاً للإسمنت، ومحطتي وقود، وكراجاً للسيارات الشاحنة في منطقة معبر باب الهوى الحدودية والتي تضم عدداً من المنشآت الحيوية.
في المقابل، قصفت فصائل المعارضة السورية المسلّحة و"هيئة تحرير الشام" مواقع لقوات النظام والمليشيات التابعة له على محور سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي المتاخم لريف إدلب الجنوبي الغربي. وذكرت مصادر من "الجبهة الوطنية للتحرير"، لـ"العربي الجديد"، أنّ القصف جاء رداً على استمرار النظام في خرق اتفاق وقف إطلاق النار وارتكابه مجزرة بحق مدنيين.
وفي غضون ذلك، شهدت جبهات كلجبرين بريف حلب الشمالي، قصفاً متبادلاً بين "الجيش الوطني السوري" ومليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، المتمركزة إلى جانب قوات النظام في ناحية تل رفعت. وذكرت مصادر من "الجيش الوطني السوري" المعارض أنّ القصف من قبل المليشيا لم يسفر عن خسائر في صفوفهم.
إلى ذلك، استأنف الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الإثنين، غاراته على مناطق تخضع لنفوذ تنظيم "داعش" في ريف دير الزور الجنوبي المتاخم لريف الرقة. وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الطيران الروسي شنّ عدة غارات على محاور جبل البشري الممتد بين محافظتي دير الزور والرقة في البادية، فيما لم يتبين حجم الأضرار الناتجة عن تلك الغارات أو طبيعة الأهداف التي طاولتها.
وتقوم قوات النظام السوري والمليشيات التابعة له بدعم جوي روسي منذ شهور، بعمليات تمشيط في البادية الممتدة على أربع محافظات، وذلك بهدف القضاء على خلايا تنظيم "داعش"، الذي كبّدت هجماته النظام خسائر بشرية فادحة خلال الأشهر الماضية.
إدانة أميركية وأوروبية
إلى ذلك، أدانت الخارجية الأميركية والاتحاد الأوروبي، في بيانين منفصلين الإثنين، الهجمات التي شنها النظام السوري وروسيا، التي استهدفت مستشفى في حلب ومعبر "باب الهوى" الحدودي شمال إدلب يوم الأحد، وأدت لمقتل ثمانية مدنيين، بينهم امرأة وطفل، وجرح 20 آخرين، بينهم خمسة أطباء وثلاثة ممرضين، وفني تخدير، وخروج مشفى الأتارب الجراحي عن الخدمة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيانٍ نشرته على موقعها الرسمي مساء الإثنين، إن "الولايات المتحدة الأميركية تدين بشدة الهجمات المدفعية التي يشنها نظام الأسد والغارات الجوية الروسية التي قتلت مدنيين، الأحد، في غرب حلب وإدلب".
وأوضح وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في تغريدة له نشرها مساء الإثنين على حسابه في "تويتر"، أن القصف على مستشفى الأتارب الجراحي غرب حلب أدى لمقتل عدد من المرضى، بينهم طفل وإصابة طاقم طبي، مشدداً على ضرورة حماية المرافق الطبية وكوادرها، مضيفاً: "يجب أن يتوقف هذا العنف".
وأصدر مكتب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الإثنين، بيان إدانة لقصف قوات النظام السوري لمستشفى الأتارب في الريف الغربي لمحافظة حلب شمالي البلاد، وأكد البيان أن القصف يعدّ أول هجوم مميت منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الخامس من مارس/ آذار العام الماضي.
واعتبر البيان أن "هذا الهجوم انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني"، لافتاً إلى أن "إحداثيات المستشفى تمت مشاركتها من قبل الأمم المتحدة".
من جهته، أوضح مدير المكتب الإعلامي لمديرية الدفاع المدني أحمد شيخو أن قوات النظام وروسيا صعدت قصفها الجوي والصاروخي على الشمال السوري بشكل خطير، أمس الأحد، مستهدفة منشأة طبية، وعددا من المرافق الحيوية الأخرى في ريفي حلب وإدلب.
وأضاف شيخو، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام ارتكبت مجزرة بقصفها مشفى مدينة الأتارب الجراحي بريف حلب الغربي، راح ضحية المجزرة 7 مدنيين، بينهم طفل وامرأة، وجُرح أكثر من 15 آخرين، بينهم 9 من كوادر المشفى، لافتاً إلى أن حصيلة القتلى غير نهائية لوجود حالات حرجة بين المصابين، مؤكداً أن فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عملت على إخلاء مشفى الأتارب الجراحي، جرّاء القصف، ونقلت المصابين إلى مراكز طبية في المنطقة.
وتابع شيخو: "وبعد ساعات من مجزرة مشفى الأتارب، شنَّ الطيران الحربي الروسي غارات جوية على عدة مناطق بريف إدلب، ما أدى لمقتل مدني وإصابة آخر، إذ استهدفت 4 غارات جوية معملاً للإسمنت، ومحطتي وقود، وكراجاً للسيارات الشاحنة في منطقة معبر باب الهوى الحدودي، والذي يعتبر الشريان الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية الأممية، والذي يضم عدداً من المنشآت الحيوية"، مضيفاً أن هذا الاستهداف أدى لحرائق ضخمة وأضرار مادية بمواد مستوردة كانت محملة في تلك الشاحنات، كما تم استهداف بقذائف مدفعية كازية ومركز توزيع وقود جنوب بلدة سرمدا، دون وقوع إصابات.