قُتل وجُرح عدد من العراقيين، بينهم عناصر أمن، اليوم الخميس، جراء تفجيرين متعاقبين وقعا في بلدة بأطراف مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، شرق بغداد، التي تشهد توتراً أمنياً، منذ نحو شهر، يتزامن مع عمليات عسكرية تنفذها قوات الجيش ومليشيات متنفذة في المحافظة مدعومة من إيران.
وقال مدير بلدة العبارة، شاكر التميمي، في تصريح صحافي، إن "عبوة ناسفة انفجرت في أطراف قرية زهرة التابعة للبلدة، ما سبّب مقتل 3 نساء وإصابة مدني"، مضيفاً أن "عبوة أخرى كانت مزروعة قرب الأولى، انفجرت بدورية للشرطة وصلت إلى موقع الحادث لإخلاء الجرحى، وأدت إلى مقتل شرطي وإصابة 3 آخرين".
في السياق، أكد مسؤول أمن محلي لـ"العربي الجديد"، أن الاعتداءين يحملان بصمات إرهابية واضحة لتنظيم "داعش".
يأتي ذلك في وقت أنهت فيه قيادة عمليات ديالى، و"الحشد الشعبي"، عمليات عسكرية واسعة نفذتها في بلدة الخيلانية، شمال شرقيّ المحافظة، لتأمين البلدة، إثر وقوع جريمة فيها الأسبوع الفائت، ذهب ضحيتها خمسة مدنيين، بينهم زعيم قبلي، بهجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال قائد العمليات اللواء الركن رعد الجبوري، إن "القيادة أكملت الإجراءات المطلوبة كافة من فتح الطرق والنقاط الأمنية التي تبلغ 12 نقطة في الخيلانية"، مبيناً أن "القوات الأمنية بصدد مسك الخيلانية وإعادة انتشار القطعات بما يؤمن غلق الثغرات في قاطع شمال المقدادية".
وأعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، أمس الأول، إطاحة إرهابيَّين اثنين من منفذي مجزرة الخيلانية بقضاء المقدادية.
وتشهد ديالى ارتباكاً أمنياً بشكل واضح، بسبب التداخلات بالملف الأمني، وعدم وجود قيادة موحدة، ولا سيما أن فصائل "الحشد الشعبي" الموجودة بكثرة في المحافظة، تنفذ خططاً خاصة بها، بمعزل عن الجهات الأمنية.
وقال مسؤول محلي في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إن "وضع البلدة وبلدات ديالى الأخرى غير مستقر، وإن أعمال العنف باتت تتكرر يومياً"، مؤكداً أن "هناك أجندات سياسية تتحكم بالملف الأمني، وأن الفصائل المسلحة انفردت بأمن عدد من البلدات، ومنها العبارة، وأنها تحاول فرض أجنداتها الخاصة على الأهالي الرافضين لوجودها".
وحمّل الحكومة المركزية "مسؤولية هذا الخلل الأمني، الذي ترك من دون معالجات"، داعياً إلى "نشر قوات من الشرطة المحلية في بلدات المحافظة، وإعادة الثقة مع الأهالي".
ونشطت بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، أخيراً، في المحافظات المحررة، ومنها ديالى، التي شهدت أيضاً نشاطاً موازياً لفصائل تابعة لـ"الحشد الشعبي"، ما سبّب ارتباكاً أمنياً في العديد من مناطق المحافظة، ولا سيما القرى والمناطق الزراعية.