قتلى وجرحى بقصف تركي استهدف مواقع لـ"قسد" في عين العرب وتل رفعت

24 أكتوبر 2024
مقاتلون من "قسد" في ريف المالكية، 7 سبتمبر 2022 (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت مناطق شمال سوريا تصعيدًا عسكريًا من قبل القوات التركية، مستهدفة مواقع قوات سوريا الديمقراطية في عين العرب وتل رفعت، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
- تزامنت العمليات مع هجوم في أنقرة استهدف شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية، مما دفع تركيا لتكثيف عملياتها في سوريا والعراق ضد مواقع مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
- تصاعدت العمليات العسكرية في ريف حلب ودرعا من قبل النظام السوري، مستهدفة القواعد التركية ومنازل المدنيين، وردت الفصائل المعارضة باستهداف مواقع النظام.

سقط قتلى وجرحى نتيجة غارات جوية وقصف مدفعي تركي على منطقتي عين العرب (كوباني) وتل رفعت في شمال سورية، الخاضعتين لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وذلك بعد ساعات من هجوم مسلح استهدف شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية في العاصمة أنقرة أسفر عن قتلى وجرحى.

وكثفت القوات التركية من خلال الطائرات الحربية والمُسيّرة والمدفعية والراجمات قصفها على مواقع عسكرية ومحطات نفطية تستولي عليها "قسد" من بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، شمالي سورية، وصولاً إلى منطقة اليعربية أقصى شمال شرقي محافظة الحسكة، شمال شرقي البلاد.

وذكرت وسائل اعلام كردية أن قصفاً جوياً تركياً استهدف قرية في مدينة المالكية بمحافظة الحسكة أقصى شمال غربي سورية. كما استهدفت مسيرة تركية مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب بصاروخين، أحدهما استهدف حاجزاً لقوات "الأسايش" (الأمن الداخلي التابع لقسد) على طريق حلب والآخر استهدف مركزا لقوات "الأسايش" داخل مدينة عين العرب ما أدى إلى وقوع جريحين في حصيلة أولية. وطاول القصف المدفعي والصاروخي التركي أيضاً مواقع لـ"قسد" على محاور التماس في ريف مدينة تل أبيض شمال الرقة، ومواقع تابعة لـ"قسد" في قرية أم الكيف بريف ناحية تل تمر بريف الحسكة.

وقال الناشط جان علي، لـ "العربي الجديد"، إن الطائرات الحربية والمُسيّرة التركية، بالاشتراك مع سلاح المدفعية استهدفت منذ الساعة التاسعة والنصف مساء أمس الأربعاء، وحتى صباح اليوم الخميس، أكثر من 42 موقعاً ومنشأة نفطية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمالي وشرقي سورية. وأكد علي أن القصف التركي مساء أمس الأربعاء، الذي استهدف بلدة تل رفعت، أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم طفلة، ورجلين من كوادر حزب العمال الكردستاني لم يتم التعرف على أسمائهم. كما أصيب 10 آخرون، موضحاً أن القصف المدفعي والصاروخي طاول 17 قرية في ريفي بلدتي شرا وشيراوا التابعتين لمدينة عفرين وقرى الشهباء، شمالي حلب، شمالي البلاد.

وأوضح علي أن القصف التركي طاول أيضاً مقرات عسكرية لقوى الأمن الداخلي (الأسايش) و"قسد" في تلك المناطق، أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، لم يتم التأكد من عددهم حتى الآن، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية في أجواء ريف حلب. وأشار إلى مقتل وإصابة عناصر من "الأسايش" جراء غارات جوية تركية عنيفة، استهدفت محطة الكهرباء في الطرف الجنوبي من مدينة عين العرب (كوباني) ومقرات "الأسايش" ضمن عين العرب وريفها، والفرن الآلي داخل المدينة، والذي تسببت الغارات بخروجه والمحطة عن الخدمة وانقطاع التيار الكهربائي. وترافق القصف الجوي مع قصف مدفعي وصاروخي طاول قرى الصيادة، وعون الدادات، والتوخار والدرج في ريف مدينة منبج شرقي محافظة حلب.

وبين الناشط أن القصف المدفعي التركي طاول قرى وبلدات في ريف مدينة تل أبيض وريف بلدة عين عيسى شمالي محافظة الرقة، وريف مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من "قسد" في ظل استنفار عسكري تشهده خطوط التماس الفاصلة بين فصائل الجيش الوطني السوري المعارض والحليف لتركيا من جهة، و"قسد" من جهة أخرى على تخوم منطقة "نبع السلام" شمال شرقي سورية.

ولفت علي إلى أن القصف الجوي التركي طاول محطة السويدية للغاز، ومحطة سعيدة للنفط، ومحطة عودة للنفط، وحقل الطفلة النفطي، وغارات على قرجوخ التي تحتوي على مصاف نفطية، وغارات على منشآت نفطية في منطقة الرميلان، وتجمع حراقات قرية القبانية في منطقة القحطانية، ونقاط عسكرية لـ "الأسايش" في القامشلي والمالكية وعامودا واليعربية في أرياف محافظة الحسكة الشمالية والشرقية، شمال شرقي البلاد.

وأشار الناشط علي إلى أن "قسد" اعتقلت ثلاثة مدنيين حاولوا تصوير الغارات الجوية على مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي، موضحاً أنها شددت أمنياً على توثيق الغارات من قبل وسائل الإعلام، وسمحت فقط للوكالات والقنوات المُقربة منها بتغطية القصف التركي، دون السماح للوكالات الأخرى بالتغطية. من جانبها، دعت الإدارة الذاتية في بيانٍ لها صباح اليوم الخميس "التحالف الدولي والقوات الروسية الى تحمل مسؤولياتهم تجاه السيطرة على المجال الجوي، ووقف سياسة الازدواجية والصمت التي تفسح المجال أمام الجرائم التركية"، وفق تعبيرها. كما دانت واستنكرت بشدة "الهجمات التي تشنها الدولة التركية على مناطق شمالي وشرقي سورية".

وبالتوازي مع عمليات القصف، دارت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة بين الجيش الوطني وقوات "قسد" على محور مدينة مارع بريف حلب الشمالي. ويأتي ذلك بعد ساعات من الهجوم المسلح الذي شهدته العاصمة التركية أنقرة بعد ظهر يوم أمس الأربعاء، واستهدف شركة الصناعات الجوية والفضائية، ما أدى الى مقتل خمسة أشخاص، وإصابة آخرين. وأعلنت وزارة الدفاع التركية مساء الأربعاء أن سلاحها الجوي دمر 32 موقعاً لمن وصفهم بالإرهابيين في سورية والعراق، مشيرة إلى أن عمليات القصف الجوي لا تزال مستمرة.

وعادة ما تتهم تركيا حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء مثل هذه الهجمات، وتعتبر قوات "قسد" في سورية امتدادا محليا لهذا الحزب. وكان مدنيان (رجل وابنه) قد أصيبا، يوم أمس الأربعاء، إثر استهداف قوات النظام السوري بطائرة مسيّرة ملغّمة، ريف حلب الغربي، على الطريق الواصل بين قرية تديل وبلدة الأبزمو في منطقة الأتارب غربي حلب.

وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إنّ الهجوم استهدف سيارةً كانت تقل رجلا وابنه، ما أدّى إلى إصابتهما بجروح، نُقلا على إثرها إلى مشفى قريب في المنطقة. وأشار الدفاع المدني إلى استهداف مسيّرة ملغّمة ثانية، سيارة مدنيةً أُخرى في بلدة الأبزمو.

وقال الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد" إن خمسة أشخاص أصيبوا نتيجة استهداف المسيرة لسيارة تقل ورشة عمال في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي. وكانت انفجارات قد دوت قبل ظهر الأربعاء في سماء منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، جنوبي سورية، نتيجة محاولة اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لطائرة مسيرة قادمة من العراق واخترقت الأجواء السورية للوصول إلى الجولان السوري المحتل.

من جهة أخرى، قال الناشط مصطفى الأحمد، إن قوات النظام السوري استهدفت اليوم الخميس، بصاروخ موجه من نوع "كورنيت" القاعدة العسكرية التركية في منطقة جبل سليمان بالقرب من مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، ما أسفر عن وقوع أضرار في القاعدة، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية. وأكد الأحمد أن قوات النظام استهدفت من خلال طائرات مُسيّرة، منازل المدنيين في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي، مشيراً إلى أن الأهالي تمكنوا من خلال بنادق الصيد من إسقاط إحدى المُسيّرات، فيما استهدفت مُسيّرة منزلاً سكنياً، ما تسبب بأضرار فيه، دون وقوع إصابات بشرية.

وردت غرفة عمليات "الفتح المبين" على القصف، واستهدفت بصاروخ موجه، قاعدة "كورنيت" لقوات النظام السوري على محور بلدة قبتان الجبل بريف حلب الغربي، ما أسفر عن تدمير القاعدة ومقتل وجرح طاقمها، بالإضافة إلى استهداف رشاش متوسط لقوات النظام من عيار 14.5 على محور بلدة حنتوتين القريبة من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، بصاروخ موجه، ما أدى إلى إعطاب الرشاش، دون وقوع قتلى أو جرحى، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء المنطقة.