أسفر انفجار عبوة ناسفة في مدينة الطارمية، شمال العاصمة العراقية بغداد، اليوم الثلاثاء، عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة العراقية، إضافة إلى إصابة ضابط، مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوة أمنية عراقية وعناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة ذاتها.
ومدينة الطارمية هي إحدى الأقضية الستة التي تحيط ببغداد، وتعرف بـ"حزام" العاصمة، وهي من المناطق المهمة، كونها تربط بين 4 محافظات عراقية هي: بغداد وصلاح الدين وديالى والأنبار.
وقال مصدر مسؤول في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معلومات استخباراتية وصلت إلى الأجهزة الأمنية المختصة عن وجود عدد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في (بستان البو محسن) بمدينة الطارمية بينهم انتحاريان اثنان، ما دفع قوة أمنية مشتركة لشنّ عملية عسكرية لملاحقتهم، وعند وصول القوة إلى البستان اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه "مع تقدم القوة الأمنية بعمق في (بستان البو محسن) انفجرت عبوة ناسفة زرعها عناصر تنظيم داعش، ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة العراقية، إضافة إلى إصابة ضابط كحصيلة أولية، كما تمكّنت القوة الأمنية من قتل أحد عناصر تنظيم داعش كان يرتدي حزاماً ناسفاً، وإصابة آخر جرى اعتقاله".
وبيّن المصدر المسؤول في قيادة عمليات بغداد أنّ "العملية العسكرية لملاحقة عناصر تنظيم داعش ما زالت متواصلة والاشتباكات مستمرة حتى اللحظة بين القوات العراقية وإرهابيي داعش، وهناك إسناد جوي من قبل طيران الجيش والطيران الحربي للقوة التي تمسك المناطق الزراعية وتشتبك مع عناصر تنظيم داعش".
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ياسر إسكندر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إنهاء العمليات الإرهابية والقضاء على الإرهابيين في قضاء الطارمية، يتطلب جهداً استخباراتياً لكشف الحواضن التي تحمي هؤلاء الإرهابيين".
وبيّن إسكندر أنّ "لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، ستدعو الجهات الأمنية والعسكرية المختصة إلى اجتماع عاجل خلال اليومين المقبلين لمناقشة الخروقات الأمنية المتكررة في قضاء الطارمية، والتي أصبحت شبه يومية، لمعرفة أي خلل، رغم استمرار العمليات الأمنية والعسكرية داخل القضاء".
ويشهد قضاء الطارمية شمال بغداد، عمليات عسكرية مكثفة، بشكل متكرر بهدف تعقب عناصر تنظيم "داعش" الذين يستغلون طبيعتها الجغرافية، ويختبئون في بساتينها المترامية الأطراف.
وتنفذ القوات العراقية منذ أسابيع عدة، سلسلة عمليات أمنية وعسكرية نوعية في مناطق شمالي وغربي البلاد، تستهدف جيوب وخلايا تنظيم "داعش"، في صحراء الأنبار وجبال حمرين وقره جوخ وبادية الموصل، وسط إجراءات متصاعدة على مستوى سد الثغرات الحدودية مع سورية التي تقول بغداد إنها المصدر الأول في تسلل الإرهابيين إلى العراق.