قُتل وأُصيب عدد من الأشخاص جراء قصف قوات النظام لمستشفى في ريف حلب الغربي، فيما تتواصل الاشتباكات بين فصائل الجيش الوطني و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، فيما قُتل ضابط من مخابرات النظام السوري بنيران مجهولين في درعا جنوبي البلاد.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن خمسة مدنيين على الأقل قُتلوا وأُصيب العديد بجروح خطرة، اليوم الأحد، إثر قصف مدفعي لقوات النظام استهدف مستشفى مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.
وأوضحت المصادر أن قوات النظام المتمركزة في الفوج الـ46 على بعد نحو 4 كيلومترات عن مدينة الأتارب غربي حلب، استهدفت بعدد من قذائف الهاون قسم المراجعين للمستشفى الواقع ضمن مناطق سيطرة فصائل المعارضة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص من كوادر المستشفى في حصيلة أولية وإصابة العشرات بجروح، بينهم مدير صحة حلب الحرة نوار كردية الذي أصيب بشظية في العين، مشيرة إلى أن القصف أدى إلى خروج مستشفى الأتارب عن الخدمة نهائياً، وإلى إخلاء جميع الكادر الطبي الباقي خارج المستشفى.
وشجب الائتلاف الوطني السوري قصف قوات النظام السوري مشفى الأتارب، واعتبره "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
وقال الائتلاف في بيان له إن "هذه الجريمة تعيد كثيراً من المسائل إلى نقطة الصفر، وتتطلب تحركاً فورياً من قبل المجتمع الدولي والدول المهتمة بإنهاء الحرب الإرهابية التي يشنها النظام وحلفاؤه على الشعب السوري".
وأضاف أنه يعمل "على التواصل مع الأطراف الدولية لوضعها أمام مسؤولياتها، مع المطالبة باستخدام كل الإمكانات لفرض ضغوط تلجم النظام وحلفاءه، مع التحذير من مخاطر الغياب المستمر لردود الفعل المناسبة من طرف المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم، وما يمكن أن يترتب عليها من تفجر جديد للأوضاع".
من جهته، أصدر فريق "منسقو استجابة سورية" بياناً، دان فيه استهداف قوات النظام والمليشيات المساندة له المنشآت الحيوية والطبية في شمال غربي سورية.
وقال الفريق إن الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها العاملون في المجال الصحي والطبي وعمال الإغاثة في المنطقة تشكّل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
كذلك قصفت قوات النظام فجر اليوم الأحد قرى وبلدات فليفل وكنصفرة وأطراف البارة وسفوهن وبينين في ريف إدلب الجنوبي.
وفي ريف الرقة الشمالي، شنّت طائرات مسيّرة تابعة لسلاح الجو التركي فجر اليوم غارات على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محيط بلدة عين عيسى، وسط اشتباكات لا تزال مستمرة منذ يوم أمس بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" على محاور قريتي صيدا والمعلق قرب عين عيسى.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات التي ترافقت مع قصفٍ مدفعي للجيش الوطني على مواقع "قسد" في قرى الهوشان، والخالدية، والمشيرفة في محيط عين عيسى أدت إلى مقتل عنصرين من "قسد" وإصابة 6 آخرين، فيما قصفت "قسد" بقذائف المدفعية الثقيلة من مواقعها في قريتي "الهيشة والفاطسة"، مواقع للجيش الوطني في محيط بلدة عين عيسى، وسط تحليق مكثف لطائرات روسيّة مسيَّرة في سماء المنطقة، فيما انسحب رتل من قوات النظام السوري من "اللواء الـ93" قرب البلدة.
وتُعدّ الغارات التركية على مواقع "قسد" في المنطقة الأولى منذ أكثر من عام، إذ كان قصف تلك المواقع مِن قبل الجيش التركي يقتصر على المدفعية فقط.
من جانبها، ذكرت قناة "روناهي" المقرّبة من "قسد"، أن الاشتباكات اندلعت خلال صدّ مقاتلي "قسد" لهجمات الجيش الوطني المدعوم من تركيا، في محيط قريتي صيدا ومعلق بريف عين عيسى، مشيرة إلى أن طائرات حربية تركية قصفت محيط عين عيسى، بالتزامن مع الاشتباكات على الأرض.
وقال ناشطون إن هجوم "الجيش الوطني" في المنطقة يستهدف قطع الطريق الذي يصل عين عيسى بمدينة عين العرب (كوباني)، حيث أغلقت "قسد" مداخل بلدة عين عيسى خلال الاشتباكات.
وتُعدّ عين عيسى، شماليَّ الرقة، العاصمة الإدارية لـ"الإدارة الذاتية" الكردية، وتشهد باستمرار مواجهات بين "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، و"قسد" المدعومة من الولايات المتحدة، وسط محاولات من النظام السوري للعب دور، بحجة حماية المنطقة من تركيا، فيما أنشأ الجيش التركي أربع نقاط عسكرية في محيط البلدة تطلّ على الطريق الدولي الحسكة - حلب.
وهذه الاشتباكات بين "قسد" والجيش الوطني هي الأعنف منذ انتهاء عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيشان التركي والوطني السوري عام 2019 ضد "قسد"، وسيطرا خلالها على مدينتي رأس العين وتل أبيض وعشرات البلدات والقرى على الشريط الحدودي في ريفي الرقة والحسكة.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأحد، قتل 20 عنصراً يتبعون لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بعد إطلاقهم النار على قواتها العاملة في منطقة "نبع السلام" شمالي سورية. وقالت الوزارة في بيان لها، إن عناصر "قسد" فتحوا النار على عناصر القوات الخاصة التركية، التي ردت على مصادر إطلاق النار، و"تمكنت من تحييد 20 إرهابياً"، على حدّ وصفها.
إلى ذلك، قُتل قائد لواء في قوات "الدفاع الذاتي" الكردية وأصيب آخرون، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية، في قرية جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن العبوة انفجرت بسيارة عسكرية يستقلها المدعو مظلوم، قائد لواء الدفاع الذاتي التابع لـ"قسد"، بالقرب من كازية الباز في بلدة جديد عكيدات شرقي دير الزور، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وأضافت المصادر أن القوات الخاصة التابعة لـ"قسد" داهمت على الأثر بلدة جديد بكارة، خلال ساعات الليل، واعتدت على شخص يدعى سليمان النواف وابنه عند محاولته الدفاع عنه، مسببة له جروحاً خطيرة. كذلك داهمت القوة مستشفى البلدة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي، لتنسحب عقبها من المنطقة.
كذلك قُتل وجُرح عدد من عناصر "قسد"، مساء أمس السبت، خلال هجوم شنّه مسلحون مجهولون في ريف دير الزور الغربي. وذكرت مصادر محلية أن المجهولين استهدفوا بالرشاشات الخفيفة سيارة عسكرية لـ"قسد" على طريق "جزرة البوحميد"، ما أدى إلى مقتل 3 عناصر منهم وإصابة آخرين نقلوا إلى مشفى بلدة الكسرة شمالي دير الزور.
وفي جنوب البلد، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن رئيس مفرزة المخابرات الجوية في مدينة نوى غربي درعا، النقيب حسين نزهة، قُتل إثر إطلاق نار استهدف سيارته من قبل مجهولين على طريق الشيخ سعد - نوى.
من جهة أخرى، حرّرت مجموعات تابعة لـ"اللواء الثامن"، التابع للفيلق الخامس الروسي أمس السبت، عدداً من المخطوفين في بلدة جبيب في ريف السويداء الغربي، وذلك بعد اختطافهم من قبل إحدى عصابات الخطف في المنطقة.
ونشر اللواء الثامن بياناً ذكر فيه أن "دوريات من اللواء الثامن توجهت إلى موقع عملية الخطف، وتمكنت من تحريرهم وتسليمهم لذويهم في بلدة معربة". وأضاف البيان أنّ المجموعة الخاطفة أخفت المحتجزين في بلدة جبيب، وذلك بعد اختطافهم وسلب سيارتهم في أثناء عودتهم من عملهم في بلدة أم ولد في ريف درعا الشرقي.
غارات وقصف روسي يطاول مناطق تجمع نازحين في إدلب
جُرح طفل جراء سقوط صاروخ بالستي استهدف مخيمات بلدة قاح قرب الحدود السورية – التركية شمالي إدلب، كما قصف الطيران الحربي الروسي أطراف مدينة سرمدا الحدودية.
وقالت مصادر محلية في المنطقة لـ "العربي الجديد" إن البوارج الروسية استهدفت بصاروخ من نوع أرض - أرض بعيد المدى أطراف بلدة قاح شمال إدلب حيث سقط الصاروخ على بعد قرابة 1 كيلو متر فقط من مخيم يضم مئات النازحين.
وبحسب المصادر، فإن الطائرات الحربية الروسية شنت، بعد سقوط الصاروخ، عدة غارات حربية في محيط مدينة سرمدا استهدفت إحداها سوق بيع المشتقات النفطية التابع لشركة "وتد"، وأخرى استهدفت معمل الغاز الذي يبعد عن معبر باب الهوى 400 متر فقط.
وأكدت أن القصف طاول أيضاً الجبال الواقعة بين بلدتي سرمدا وبابسقا قرب الحدود التركية، واستخدم خلال القصف قنابل عنقودية.
ولم تتوفر حتى الآن حصيلة رسمية عن عدد ضحايا، حيث أكدت المصادر إصابة طفل حتى الآن وسط مخاوف من وقوع خسائر بشرية كبيرة كون المنطقة مكتظة بمخيمات نازحين.