قاضية تميل إلى قبول طلب ترامب تعيين خبير مستقل لفحص وثائق صودرت من منزله

02 سبتمبر 2022
القاضية تميل إلى الاستجابة لطلب ترامب (Getty)
+ الخط -

نظرت قاضية أميركية، الخميس، في طلب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تعيين خبير مستقل للنظر في الوثائق التي صادرها مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" خلال مداهمة منزله في فلوريدا، لتحديد ما إذا كان إبقاء بعضها سرياً أمراً ممكناً.

منذ هذه العملية غير المسبوقة بالنسبة لرئيس أميركي سابق والتي قام بها "إف بي آي" في 8 أغسطس/آب في مارآلاغو في فلوريدا، يندد ترامب بعمل "غير مشروع وغير دستوري" ويكرر القول إنه استُهدف لأسباب سياسية.

ترامب، الذي لا يخفي فكرة احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2024، طالب القضاء بتعيين خبير مستقل لمراجعة الوثائق التي تمت مصادرتها وتحديد أي منها يمكن أن يعاد إليه أو أن يصنف "سرياً"، ولن يتم بالتالي استخدامها في التحقيقات التي تستهدفه.

نظرت القاضية الفيدرالية إيلين كانون، التي عينها دونالد ترامب في 2020، الخميس، في طلبه خلال جلسة استماع في فلوريدا، بحضور محامي الحزب الجمهوري وممثلي وزارة العدل.

ولم يصدر حكم فوري من قبل القاضية، لكنها كانت قد أشارت، الأسبوع الماضي، بحسب وسائل إعلام أميركية، إلى أنها تميل إلى الاستجابة لطلب ترامب، وسألت، أمس الخميس، "ما الضرر؟" في مثل هذا الأمر.

من جهته، أشار موقع "بوليتكو" إلى أنّ القاضية لمّحت إلى أنّها تنظر بجدية في منع محققي وزارة العدل "مؤقتاً" من مراجعة الوثائق المصادرة من منزل ترامب في مارآلاغو.

وذكرت كانون، بحسب ما أورده "بوليتكو"، اليوم الجمعة، أنها تفكر في فرض هذا التقييد، مع السماح باستثناء يمنح للاستخبارات لمواصلة مراجعة مخاطر الأمن القومي بحال الكشف عن الوثائق الحساسة التي عثر عليها "إف بي آي" في منزل ترامب.

وكانت وزارة العدل الأميركية قد عارضت تعيين طرف ثالث مستقل، قائلة إنه قد يمنع وصول المحققين إلى الوثائق "وسيضر بشكل خطير بمصالح الحكومة بما يشمل ما يتعلق بالأمن القومي".

بحسب وثيقة الوزارة، فإنّ النصوص السرية جداً التي تمت مصادرتها من منزل الرئيس السابق "كانت مخفية على الأرجح" لعرقلة تحقيق الشرطة الفدرالية الذي يستهدفه.

تقارير دولية
التحديثات الحية

في يناير/كانون الثاني، سلّمت فرق الرئيس السابق 15 صندوقاً من الوثائق التي أخذها عندما غادر البيت الأبيض إلى وكالة المحفوظات الوطنية المكلفة بتسجيل الأنشطة الرئاسية للتاريخ.

بعد فحص هذه الصناديق قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي وهو على قناعة بأن ترامب كان يحتفظ بوثائق سرية أخرى في فلوريدا في ظروف قد تكون غير مناسبة، مداهمة المنزل والاستيلاء في هذه المناسبة على حوالى 30 صندوقاً آخر من الوثائق.

يشتبه المحققون في أنّ الملياردير الجمهوري انتهك القانون الأميركي حول التجسس المتعلق بحيازة وثائق سرية. أكد ترامب أنّ هذه الوثائق رفعت السرية عنها.

ويخضع الرئيس السابق لتحقيق آخر يتعلق بجهوده لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ودوره في هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير/كانون الثاني 2021. لكنه ليس ملاحقاً حتى الآن في أي قضية.

حكم بالسجن عشر سنوات على شرطي شارك في الهجوم على الكابيتول

إلى ذلك، حكم على ضابط شرطة متقاعد من نيويورك، الخميس، بالسجن عشر سنوات في واشنطن لمشاركته في الهجوم على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير 2021، في أطول عقوبة تفرض حتى الآن على أحد المشاركين في أعمال الشغب هذه.

وتوماس ويبستر (56 عاماً)، هاجم شرطيا بسارية علم ومزق قناع الغاز لهذا الموظف المسؤول عن حماية مبنى الكونغرس خلال أعمال الشغب. وكشف المشهد الذي صور بكاميرا مثبتة على جسم المسؤول، عنف هذه اللحظات، وسمح لهيئة المحلفين في المحكمة الفيدرالية في واشنطن بالموافقة في مايو/أيار على إدانة ويبستر.

وأعلن القاضي الفيدرالي أميت ميهتا الحكم، الخميس. وقال ماثيو غريفز، المدعي العام في وزارة العدل الأميركية، إنّ ويبستر "اختار تسميم الوضع بوحشية"، وأضاف أنّ "الحكم يحمله المسؤولية عن هجماته المتكررة على شرطي في ذلك اليوم".

واعتقل الشرطي السابق الذي خدم في مشاة البحرية (المارينز) أيضاً، في 21 فبراير/شباط 2021، ودانته هيئة محلفين بخمس جنح بعد ثلاثة أشهر، بما في ذلك الاعتداء على شرطيين باستخدام سلاح خطير.

وفي البيان نفسه، تبرر وزارة العدل شدة العقوبة بالوضع السابق لتوماس ويبستر. وقال ستيفن دانتونو، المسؤول في مكتب التحقيقات الفدرالي في واشنطن، إنّ "ويبستر لم يخن قسمه فقط بل خان أيضاً زملاءه من ضباط إنفاذ القانون الذين يخاطرون بحياتهم كل يوم لحماية الشعب".

وبعد هجوم 6 يناير 2021، اعتقل أكثر من 860 شخصاً. وعد الرئيس السابق دونالد ترامب في مقابلة إذاعية، الخميس، بأن يعفو عن جميع مهاجمي الكابيتول إذا انتخب مجدداً رئيساً.

كوشنر: "من الواضح" أن ترامب يفكر في الترشح للرئاسة في 2024

في الأثناء، قال صهر ترامب ومساعده السابق جاريد كوشنر، اليوم الجمعة، إنّ ترامب يفكر في الترشح للرئاسة الأميركية في عام 2024.

وأضاف كوشنر، في تصريحات لشبكة سكاي نيوز: "من الواضح أنه يفكر في الأمر، تزعجه رؤية ما يحدث في البلاد".

ولدى سؤاله عن الموعد الذي قد يتخذ فيه ترامب قراراً، رد كوشنر قائلاً "لا يمكن لأحد التحدث باسمه".

وعند سؤاله هل بإمكانه تأكيد أن ترامب لا يستبعد الترشح للرئاسة مرة أخرى، قال "مع ترامب يصعب استبعاد أي شيء، فهو يتسم بمرونة كبيرة".

(فرانس برس، العربي الجديد، رويترز)