أخفق البرلمان العراقي، اليوم الاثنين، بعقد جلسة اعتيادية سعت لها رئاسة البرلمان لتمرير عدد من القوانين، فيما أكد نواب أن محاولة بعض القوى زج قائمة السفراء "المثيرة للجدل" ضمن جدول أعمال الجلسة، تسبب بإفشالها.
وكانت رئاسة البرلمان قد دعت، مطلع الأسبوع الجاري، الكتل والنواب، إلى الحضور لعقد الجلسة، بعد تعطل عمل البرلمان العراقي لأكثر من شهرين، سبب انشغال الكتل بالحملات الانتخابية، فضلاً عن محاولتها منع فتح ملفات المساءلة والاستجواب لمسؤولين مرتبطين بها.
وبعد تأجيل لساعدة واحدة، بسبب عدم اكتمال النصاب، أعلن النائب الثاني لرئيس البرلمان، بشير الحداد، تأجيل الجلسة حتى إشعار آخر، وقالت الدائرة الإعلامية للمجلس، في بيان أن "الحداد قرر تأجيل انعقاد جلسة المجلس الى موعد يحدد لاحقاً"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وأكد نائب في البرلمان، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن بعض القوى حاولت تمرير قائمة السفراء "المثيرة للجدل" خلال الجلسة، لتضمن حصول مرشحيها على المناصب في عدد من الدول، قبل أن يحل البرلمان الحالي. وقال النائب، لـ"العربي الجديد"، إن "جدلاً سبق توقيت الجلسة، بعد محاولة إدراج قائمة السفراء ضمن أعمالها، على الرغم من عدم وجودها أساساً في الجدول".
وأضاف النائب، أن "تلك القوى تريد تمرير القائمة قبل الانتخابات، حتى لا تتم إحالتها الى البرلمان المقبل"، مشيراً إلى أن "الكثير من القوى الرافضة للقائمة قاطعت الجلسة لمنع تمرير القائمة".
تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، انتقد عدم حضور الجلسة من عدد من القوى، وقال النائب عن التحالف أحمد العقابي، إن "نواب كتلة سائرون متواجدون داخل قبة البرلمان، بعد وصول الإشعار لنا بموعد انعقاد الجلسة، لأهميتها بتمرير عدد من القوانين المهمة".
وأضاف، في تصريح صحافي، أن "عدم الحضور البرلماني جاء نتيجة لانشغال أغلب النواب في حملاتهم الانتخابية مع قرب الانتخابات"، معتبراً أن "هذا الوضع غير إيجابي، وتسبب بتعطيل عمل أعلى سلطة تشريعية منذ أكثر من شهرين، وسيعطي رسالة سلبية الى الشارع بأن البرلمان لا يعير أهمية للتحديات والقوانين التي تصب في مصلحة الشعب".
النائب أحمد الجبوري، من جهته، تساءل عن أهمية انعقاد الجلسة وعن قائمة السفراء، وقال في تغريدة له، "هل تعتقد أن المصلحة الوطنية تقتضي حضور جلسة القسمة الأخيرة والتصويت على قائمة السفراء الحزبية؟"، معتبراً القسمة "غير عادلة".
هل تعتقد ان المصلحة الوطنية تقتضي حضور جلسة القسمة الاخيرة والتصويت على قائمة السفراء الحزبية ...
— النائب احمد الجبوري (@AALJubouri1) September 20, 2021
تلك إذاً قسمة ضيزى ...
وتسببت قائمة كشف عنها في يوليو/ تموز الماضي، تضم عشرات الأسماء المرشحة لشغل منصب سفير للعراق في نحو 80 دولة مختلفة، بجدل سياسي في البلاد بسبب تقاسم قوى سياسية لعدد كبير من الأسماء المرشحة، فضلاً عن خلفية الكثير من تلك الأسماء التي ليست لها علاقة بالعمل الدبلوماسي، وأغلبها من مرشحي الأحزاب.