تواصل قوات الجيش العراقي في مدينة سنجار (115 كيلو متراً غرب الموصل)، عمليات إعادة الانتشار في المدينة وضواحيها، على الرغم من النفوذ الكبير لمسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، الموجود في مناطق واسعة من شمال العراق، ومنها مدينة سنجار ومنطقة جبل سنجار، الممتدة إلى الحدود العراقية السورية.
وأمس الجمعة تداول ناشطون عراقيون مقطعاً مصوراً لقائد الفرقة الـ 20 في الجيش العراقي، العميد الركن أثير الربيعي، وهو يقف مع عدد من الجنود العراقيين في ساحة اليرموك الرئيسية داخل مدينة سنجار، بعد إزالة عناصر تابعة لمسلحي حزب العمال الكردستاني العلم العراقي الذي رفعه الجيش وسط الساحة قبل أيام، ووضعهم صورة لزعيم الحزب عبد الله أوجلان بدلاً منه.
وتوعد الربيعي في التسجيل المصور بعد إزالته صور أوجلان وإعادة رفع العلم العراقي في الساحة، قائلاً: "خلي يسمعني الجميع، هذا علم العراق سأنصبه هنا. ويشهد الله كل من يرفعه أو يمسّه سأدفنه هنا. أكرر أدفنه هنا إلذي يرفع العلم أو يضع صورة أوجلان الإرهابي".
وتابع مخاطباً مسلحي الحزب وجناحه المحلي المعروف باسم مليشيا "وحدات حماية سنجار": "سأعلقه بالساحة كل من يمسّ العلم. أنتم لا تعرفونني، كل من يخالف القوانين سأسحقه، هذا العلم أعطينا دماً من أجله. صلينا عليه في راوة (مدينة راوة غربيّ العراق) سنصلي عليه هنا، ما عاش مَن يرفع صور الإرهابي هنا وأنا حيّ".
وأثار مقطع الفيديو المصور للجنرال العراقي تأييداً واسعاً في الشارع العراقي، وترجم ذلك ردود أفعال ناشطين ومدونين وكتاب عراقيين، اعتبروا أن الجيش العراقي وحده القادر على بسط هيبة الدولة والقانون وليست المليشيات والجماعات المسلحة.
وقال الناشط والصحافي العراقي عمر الجنابي معلقاً على الفيديو: "العميد الركن أثير الربيعي قائد الفرقة الـ 20 في الجيش العراقي، يتعهد بدفن وتعليق كل من ينزل العلم العراقي من وسط سنجار وكل من يرفع صور عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في سنجار".
عميد ركن أثير الربيعي قائد الفرقة 20 في الجيش العراقي، يتعهد بدفن وتعليق كل من ينزل العلم العراقي من وسط سنجار وكل من يرفع صور عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في سنجار.
— عمر الجنابي (@omartvsd) February 11, 2022
الجيش ورجاله قدوة بهكذا أفعال وطنية.#علم_العراق_وحده pic.twitter.com/u7opICpf3T
وتعثرت الحكومة العراقية في تنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار والموقعة مع حكومة أربيل قبل أكثر من عام، بسبب الانتشار الواسع لمسلحي حزب العمال ورفضهم الانسحاب مع تلقيهم دعماً من قبل فصائل مسلحة ضمن "الحشد الشعبي".
ويقضي الاتفاق الذي أُبرم شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2020، بتطبيع الأوضاع في البلدة المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، وإخراج الجماعات المسلحة منها، تمهيداً لعودة النازحين، إلا أن رفض تلك الجماعات حال دون قدرة حكومة بغداد على تنفيذه.
والشهر الماضي قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم سفين دزيي، إن "وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني والمجاميع المسلحة الأخرى (الحشد الشعبي) في سنجار، يعرقل تنفيذ الاتفاق الخاص بتطبيع الأوضاع في البلدة"، مبيناً في تصريح لوكالات أنباء كردية محلية، أن "الاتفاق لم ينفذ على أرض الواقع".
ومنتصف ديسمبر الماضي، اشتبك الجيش العراقي مع مسلحي حزب العمال في بلدة سنونو، الضاحية الشمالية لمدينة سنجار، عقب محاولة مسلحي الحزب عرقلة تقدم الجيش ونصب نقطة تفتيش في المنطقة، وأدت الاشتباكات إلى إصابة عدد من مسلحي الحزب واعتقال ثلاثة آخرين.
وفي تصريحات سابقة، قال قائد الجيش في سنجار، العميد الركن أثير الربيعي، إنّ "بإمكان الجيش إعادة الأمن والاستقرار إلى سنجار وتوفير أفضل الخدمات للمواطنين"، وشدد على أنه بتوصية القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي)، تنعم سنجار الآن بالاستقرار أفضل".