قائد الجيش الجزائري يصف الاستفتاء على الدستور بـ"الملحمة"

17 أكتوبر 2020
شنقريحة دعا الجزائريين إلى المشاركة بقوة في الاستفتاء (وزارة الدفاع الجزائرية/فيسبوك)
+ الخط -

تسابق السلطات جزائرية الوقت لإقناع أكبر عدد من الجزائريين للمشاركة في الاستفتاء الشعبي على الدستور، المقرر في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، قبل أقل من أسبوعين من موعد الاقتراع، ولتفادي العزوف الانتخابي الذي كانت تشهده الاستحقاقات الانتخابية السابقة.  

ووصف قائد الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، اليوم السبت، الاستفتاء"بالملحمة". وقال، خلال لقائه بقيادات الجيش للمنطقة العسكرية الأولى في البليدة قرب العاصمة الجزائرية: "أنا على يقين تام بأنّ هذا الشعب الأصيل سيسطر بمناسبة الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور ملحمة عظيمة في سبيل الوطن، سيحفظها التاريخ، وستكون هذه الملحمة لبنة قوية أخرى، من خلال مشاركته القوية في هذا الاستفتاء الهام بل والحاسم". 

ودعا الجزائريين والشباب خاصة إلى مشاركة قوية في الاستفتاء، وحث الشباب في الجزائر على أن "يكونوا على موعد مع القَدَر، ليصنعوا تاريخ بلادهم بأنفسهم، ويرسموا معالم الجزائر الجديدة، ويكونوا إلى جانب إخوانهم في الجيش، ويقفوا سدّاً منيعاً في وجه المتآمرين، الذين لن يُفلِحوا أبداً في تدنيس هذه الأرض". 

وهذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها قائد الجيش بشكل إيجابي عن الدستور والاستفتاء، وأعطى مؤشراً عن دعم كبير يبديه الجيش للخيار الدستوري، برغم بعض التحفظات والانتقادات السياسية التي تصدر من أطراف متعددة، تعتبر موقف الجيش استمراراً لتدخله في القضايا السياسية.

من جهته، دعا رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، المواطنين إلى الثقة في مؤسسات الدولة، والتوجه يوم الاستفتاء بقوة إلى صناديق الاقتراع، مشيراً إلى أنّ الدستور الذي يطرحه الرئيس عبد المجيد تبون هو "دستور جامع لكل الجزائريين ويستهدف وضع البلاد على المسار الصحيح، وتصحيح الاختلالات التي سجلت خلال العقود الماضية". 

وفي السياق نفسه، تواصل الأحزاب الموالية للسلطة حملتها الانتخابية المؤيدة للدستور، إذ دعا أمين عام "جبهة التحرير الوطني" أبو الفضل بعجي، خلال تجمع له في مدينة الأغواط وسط البلاد، إلى "التجند من أجل إنجاح مشروع تعديل الدستور الجزائري، كخطوة للإصلاح السياسي في البلاد".

وحذر بعجي الجزائريين مما وصفها بـ"الإشاعات والمغالطات التي ترددها قوى المعارضة بشأن الدستور، خاصة ما يتعلق بالهوية وحرية المعتقد".

فيما قال أمين عام "التجمع الوطني الديمقراطي" الطيب زيتوني، في تجمع انتخابي في مدينة قالمة شرقي البلاد، إنّ "هناك أطرافاً لها غايات أيديولوجية تحاول عبر عديد المنافذ زرع الشكوك وزعزعة استقرار الجزائر، عبر العزف على وتر الهوية، لكنهم لم يفلحوا في مساعيهم". 

وكان كل من بعجي وزيتوني يشيران إلى جدل لافت يرافق النقاش السياسي بشأن الدستور في الجزائر، يتمركز حول بعض المواد الدستورية التي تخص ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، وجعلها ضمن المواد الصماء التي لا يمكن تغييرها. 

وتعتبر بعض القوى الرافضة للدستور أنّ ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تقسيم لغوي في الجزائر. وثمة مادة أخرى تخص حرية المعتقد وتحييد المدرسة والمسجد، تعتقد قوى مناوئة للدستور أنها قد تفتح الباب واسعاً أمام تعدد الطوائف الدينية.