قائد الجيش الجزائري يحذر من عودة الأصوليين والخطاب المتطرف

20 ابريل 2023
تعهد شنقريحة بأن لا تسمح المؤسسات والأمن بعودة الأصوليين (الأناضول)
+ الخط -

حذر رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق سعيد شنقريحة، اليوم الخميس، من عودة من وصفهم "بالأصوليين"، و"الخطاب المتطرف"، وتعهد بأن المؤسسات والأجهزة لن تسمح بذلك.

وقال شنقريحة خلال زيارته إلى قيادة قوات الدفاع الجوي: "تم تسجيل عودة بعض الصور لنشاطات بعض الأصوليين الذين يتبنون خطابا دينيا مُتطرفا يُذكرنا بسنوات التسعينيات"، وأضاف: "ليعلم هؤلاء المُتطرفون أن ذلك الزمن ولّى إلى غير رجعة وأن مُؤسسات الدولة الراسخة لن تسمح بأي حال من الأحوال بعودة هؤلاء المُغامرين الذين كادوا أن يدفعوا بالبلاد للهاوية".

ويقصد شنقريحة بسنوات التسعينيات فترة الانفلات السياسي بعد سيطرة الجبهة الإسلامية للإنقاذ (محظورة منذ مارس/ آذار 1992)، حينها على الشارع والمساجد وطغيان خطاب متشدد، تضمن رفض الديمقراطية والنظام الجمهوري، وأدى لاحقا بعد توقيف المسار الانتخابي إلى أزمة أمنية دامية عصفت بالبلاد، وخلفت آلاف الضحايا ودمارا كبيرا.

ولم يوضح قائد الجيش طبيعة هذه المجموعات الأصولية، وما إذا كان يتحدث استنادا إلى تقارير جمعتها مصالح الأمن أم بناء على بروز لافت ومتصاعد لتيارات السلفية المتشددة، والتي بدأت تحاول السيطرة على مداخل الخطاب الديني، عبر إثارة الخلافات المذهبية والمسائل الجدلية ذات الصلة الدين، أم أنه يقصد بها أيضا الخطابات الحادة التي يلقيها الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ سابقا علي بلحاج، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقبل أيام بث على مواقع التواصل فيديو لشاب متدين يقوم بالدعاء على مشاركين في حفل رمضاني للغناء الشعبي، نظمته السلطات أقيم في البريد المركزي، وسط العاصمة الجزائرية، إذ اعتبر الشاب ذلك "خروجا عن الدين وطغيانا، ودعا عليهم بالهلاك".

 وأكد شنقريحة أن "الشعب الجزائري لن يسمح بخداعهم مرة أخرى لأنه أصبح أكثر إدراكا لأساليبهم"، مشيرا إلى أن "الجزائر التي تخوض اليوم معركة التغيير تجد نفسها مرة أخرى أمام محاولات بائسة تستهدف أمن واستقرار الوطن".

وتؤشر هذه التصريحات إلى إمكانية إقدام السلطات على اتخاذ تدابير ما، سواء ما يخص تشديد مراقبة المساجد أو منع بعض المعنيين بهذه الخطابات من التحرك، للحد من صعود ما تعتبره السلطات خطابا متطرفا.