استمع إلى الملخص
- أكد الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون على أهمية بدء حوار جدي مع سورية لحل قضايا مثل ضبط الحدود، ملف المفقودين، وعودة النازحين السوريين، بالتعاون مع المجتمع الدولي.
- تعهد أحمد الشرع خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين باحترام سيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، مشدداً على بناء علاقات دبلوماسية طبيعية بين البلدين.
أكدت مصادر رسمية لبنانية في الحكومة والخارجية، لـ"العربي الجديد"، أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي سيزور دمشق، يوم غد السبت، برفقة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، للقاء قائد الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع. وتأتي هذه الزيارة عقب انتخاب لبنان قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً جديداً للبلاد.
واعتبر عون في قسمه الدستوري، أمس الخميس، أن لبنان "أمام فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية، بهدف معالجة المسائل العالقة بيننا كافة"، ومن هذه المسائل بحسب عون: "احترام سيادة واستقلال كل من البلدين، وضبط الحدود بالاتجاهين، وعدم التدخل في شؤون الداخلية لأي منهما، وملف المفقودين، وحل ملف النازحين السوريين لما له من تداعيات وجودية على الكيان اللبناني، والتعاون مع الإخوة السوريين والمجتمع الدولي لمعالجة الأزمة بعيداً عن الطروحات العنصرية أو المقاربات السلبية، والسعي مع الحكومة المقبلة والمجلس النيابي إلى وضع آلية واضحة قابلة للتنفيذ الفوري تعيدهم إلى وطنهم".
وكان الشرع وجه دعوة لرئيس الحكومة اللبناني، في 3 يناير/كانون الثاني الجاري، لزيارة سورية من أجل البحث في الملفات المشتركة بين البلدين وتمتين العلاقات الثنائية وذلك خلال اتصال مسائي بين الطرفين. وقال حينها المكتب الإعلامي لميقاتي إن "اتصالاً جرى بين رئيس الحكومة وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع جرى خلاله البحث في العلاقات بين البلدين وبشكل خاص الملفات الطارئة".
كما تطرق البحث خلال المكالمة، بحسب المكتب، إلى ما تعرض له الجيش اللبناني على الحدود مع سورية في البقاع، وأكد الشرع أن "الأجهزة السورية المعنية قامت بكل ما يلزم لإعادة الهدوء على الحدود ومنع تجدد ما حصل"، وكان أربعة عناصر من الجيش اللبناني أصيبوا خلال اشتباكات في منطقة معربون - بعلبك على الحدود اللبنانية السورية مع مسلحين سوريين بعد استهدافهم وحدة عسكرية بواسطة سلاح متوسط وذلك خلال عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعي.
وكان زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط زار سورية، في 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على رأس وفد سياسي وديني من مشايخ الدروز، حيث التقى مع الشرع ووجه له التحية في المعركة التي خاضها "من أجل التخلص من القهر والاستبداد"، متمنياً أن تعود العلاقات اللبنانية السورية إلى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الدبلوماسية، وأن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين وأن تقام محاكم عادلة للذين أجرموا بحق الشعب السوري. ومن جهته، تعهّد الشرع بأن يكون هناك "تاريخ جديد في لبنان نبنيه معاً من دون حالات استخدام العنف والاغتيالات"، راجياً أن تمحى الذاكرة السورية السابقة في لبنان ومؤكداً أن سورية تقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، وبلاده لن تمارس نفوذاً سلبياً في لبنان وستحترم سيادة هذا البلد ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني.