فنلندا والسويد تقدمان طلبين للانضمام إلى حلف "الناتو"

18 مايو 2022
ستولتنبرغ حاملاً طلبَي البلدين بعد أن تسلمهما (فرانس برس)
+ الخط -

تقدمت فنلندا والسويد بطلبين رسميين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي اليوم الأربعاء، في مقر الحلف، لتبدأ بذلك عملية انضمام من المتوقع أن تستغرق بضعة أسابيع فقط.

ويقول دبلوماسيون إن تصديق جميع برلمانات الدول الأعضاء، وعددها 30، قد يستغرق ما يصل إلى عام.

وقال الأمين العام لحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ: "هذه لحظة تاريخية يجب أن نغتنمها". جاء ذلك في حفل قصير سلم فيه سفيرا السويد وفنلندا لدى الحلف الطلبين. وأضاف: "أرحب بشدة بطلبي فنلندا والسويد الانضمام إلى الحلف. أنتم أقرب شركائنا، وستزيد عضويتكما في الحلف من أمننا المشترك".

وكان البرلمان الفنلندي قد صوت الثلاثاء للانضمام إلى الحلف بغالبية كبرى بلغت أكثر من 95%، ما يتيح إرسال البلدين طلبَي الانضمام في وقت متزامن إلى مقر الحلف في بروكسل.

وقالت الممثلية الفنلندية، مساء الثلاثاء، إن سفيري السويد وفنلندا سيسلمان الطلبين إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ الأربعاء الساعة 8:00 صباحاً (06:00 بتوقيت غرينتش).

وقالت رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو: "أنا سعيدة لأننا سلكنا المسار نفسه، ولأننا نستطيع القيام بذلك معاً".

وأعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن سيستقبل الخميس رئيسة الوزراء السويدية والرئيس الفنلندي.

وفيما لم يكرّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، تهديداته باتخاذ إجراءات للرد على انضمام فنلندا والسويد إلى "الناتو"، يبدو أن العقبة الرئيسة تأتي حالياً من داخل الحلف.

ويتطلب توسيع الحلف إجماع الدول الأعضاء الثلاثين، وبينها تركيا، لكنّ أنقرة كرّرت رفضها انضمام السويد وفنلندا، رغم حصول محادثات دبلوماسية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الاثنين، أن بلاده "لن تتنازل"، متهماً السويد بأنها "حاضنة للتنظيمات الإرهابية"، كما اتهمها بفرض عقوبات على بلاده.

ويرى محللون أن تركيا تبحث عن مقابل لمنح الضوء الأخضر لعضوية فنلندا والسويد، كتغيير موقف الولايات المتحدة الرافض لبيعها مقاتلات إف-35 الأميركية.

وتأخذ تركيا خصوصاً على السويد وفنلندا عدم الموافقة على طلبات تسليم أشخاص تتّهمهم بأنهم أعضاء "في منظمات إرهابية" مثل "حزب العمال الكردستاني"، أو تعليق مبيعات أسلحة إلى تركيا.

ورغم الخلافات، قال الرئيس الفنلندي إنه "متفائل" بشأن الحصول على دعم تركيا، "عبر محادثات بناءة". وقالت أندرسون إن "السويد مسرورة بالعمل مع تركيا في "الناتو"، ويمكن أن يشكل هذا التعاون عنصراً في علاقتنا الثنائية"، مؤكدة أن استوكهولم "ملتزمة مكافحة جميع أشكال الإرهاب".

بايدن "يدعم بقوة" طلب انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الأطلسي

وأصدر البيت الأبيض، الأربعاء، بياناً جاء فيه أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن "يرحب ويدعم بقوة الترشيحين التاريخيين لفنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".

وأوضح البيان أنه "فيما يتم النظر في طلبهما للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستعمل الولايات المتحدة مع فنلندا والسويد من أجل التأهب لأي تهديد لأمننا المشترك ومواجهة أي اعتداء أو تهديد بالعدوان".

وكان المتحدّث باسم الوزارة نيد برايس، قد قال للصحافيين: "نحن واثقون بقدرتنا على الحفاظ على التوافق داخل الحلف" لإقرار عضوية السويد وفنلندا، مؤكّداً أنّ هذا الشعور "لم يتغيّر" رغم تصريحات الرئيس التركي.

ومن المقرّر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك الأربعاء نظيره التركي مولود جاووش أوغلو.

وفي ختام جلسة استمرت يومين، اعتمد البرلمان الفنلندي مشروع انضمام البلاد إلى الحلف الأطلسي بغالبية 188 صوتاً، في مقابل 8 ومن دون امتناع أي عضو عن التصويت.

ويستغرق الانضمام إلى الحلف الأطلسي أشهراً عديدة، إذ يتطلب تصديقاً برلمانياً من أعضاء الحلف الثلاثين. وتوقعت السويد أن تستغرق العملية عاماً في حد أقصى.

(رويترز، فرانس برس)

المساهمون