قُتل تسعة أشخاص برصاص مسلّحين اقتحموا منزلهم في منطقة ريفية بجنوب غربي كولومبيا الإثنين، بحسب ما أعلنت السلطات.
وقال "مكتب المدافع عن الحقوق في كولومبيا" في تغريدة على "تويتر" إنّ رجالاً مسلّحين اقتحموا منزلاً في بلدية الجزيراس "وقتلوا ثمانية رجال وامرأة واحدة". ولم توضح هذه الوكالة الحكومية المكلّفة حماية الحقوق المدنية وحقوق الإنسان دوافع هذا الهجوم.
من جهتها قالت منظمة "إنديباز" غير الحكومية إنّ المنزل نفسه شهد في العام الماضي مقتل سبعة أشخاص بينهم قاصران. ووفقاً لهذه المنظمة فقد شهدت كولومبيا منذ مطلع العام 41 مجزرة (جريمة يروح ضحيّتها ثلاثة قتلى على الأقلّ، بحسب تعريف الأمم المتّحدة".
وتدور في جنوب غربي كولومبيا معارك على عائدات تجارة المخدرات أبطالها مسلّحون انشقّوا عن حركة "فارك" بعد إبرامها اتفاقية سلام مع الحكومة في 2016، وعصابات وأفراد من مليشيا "جيش التحرير الوطني"، الفصيل المتمرّد الذي لم يبرم حتى اليوم اتفاق سلام مع بوغوتا.
وتعاني المنطقة أيضاً من الاضطرابات الاجتماعية العنيفة التي أودت بحياة 59 شخصاً في شهر واحد في سائر أنحاء كولومبيا.
فنزويلا تعلن "إنقاذ" ثمانية جنود خطفهم مسلّحون كولومبيون
إلى ذلك، أعلنت كراكاس الإثنين إنقاذ ثمانية جنود فنزويليين خطفتهم مجموعة مسلّحة تنشط عند الحدود الكولومبية.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الفنزويلية "أنقذ ثمانية عسكريين خطفتهم مجموعات كولومبية مسلّحة غير شرعية". وأكدت أن الجنود الذين تم إنقاذهم في عملية عسكرية "في أمان". وأشار البيان إلى أن الجيش يبحث عن جنديين مفقودين لكن دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.
وتخوض القوات المسلحة الفنزويلية مواجهات مع مجموعات كولومبية مسلّحة عند الحدود منذ 21 مارس/آذار، ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين الذين هربوا إلى كولومبيا.
وفي 15 مايو/أيار، دانت فنزويلا "خطف" ثمانية جنود من قبل مجموعات كولومبية مسلّحة عند الحدود.
وقال البيان الإثنين "نشكر كل من ساهم في عملية الإنقاذ هذه. سنواصل محاربة المنظمات التي تستخدم أراضينا الوطنية المقدّسة لارتكاب جرائم عابرة للحدود، تؤثر على السلام والتنمية والاستقرار في البلاد".
وقبيل صدور البيان الرسمي، أعلنت منظمة "فونداريديس" غير الحكومية، التي كانت أول جهة تتحدّث عن عملية الخطف في 10 مايو/أيار أنه تم إطلاق سراح الجنود.
وذكر خافيير تارازونا، مدير المنظمة التي تنتقد عادة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، على "تويتر": "وفق معلوماتنا، اتصل بعض (الجنود) بعائلاتهم ويخضعون لفحوص طبية في كراكاس".
ولم تسمِ فنزويلا المجموعات المسلّحة التي حمّلتها مسؤولية الخطف، واكتفت بوصفها بأنها "إرهابية" أو ربطها بجماعات تهريب المخدّرات أو بالرئيس الكولومبي إيفان دوكي. لكن مصادر أمنية كولومبية أشارت إلى أن منفّذي العملية هم على الأرجح منشقون عن "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) التي تم حلّها، وهو احتمال لم يستبعده مادورو.
وأعلنت كولومبيا في منتصف مايو/أيار أنها تحاول التحقق من معلومات استخباراتية تفيد بمقتل زعيم "فارك" السابق خيسوس سانتريتش في فنزويلا.
وانضم سانتريتش في البداية إلى اتفاق سلام 2016 التاريخي الذي حوّل المجموعة الماركسية المتمرّدة إلى حزب سياسي وطوى صفحة حرب أهلية استمرت لعقود. لكنه انضم إلى صفوف المنشقين عن "فارك" عام 2019 وعاد إلى حمل السلاح بعدما أشار إلى انتهاكات لاتفاق السلام.
وعرضت الولايات المتحدة مكافأة في مقابل القبض على سانتريتش المطلوب بتهم تتعلق بتهريب المخدرات.
ولطالما اتّهمت بوغوتا فنزويلا بتوفير ملاذ لعناصر "فارك" ومجموعة يسارية متمرّدة أخرى "أي إل إن"، وهي تهمة ينفيها مادورو.
وواصل بعض مقاتلي "فارك" الذين رفضوا الانضمام إلى عملية السلام نشاطهم في أجزاء من كولومبيا.
وقطعت فنزويلا وكولومبيا، اللتان تتشاركان حدوداً يبلغ طولها 2200 كيلومتر، علاقاتهما الدبلوماسية في يناير/كانون الثاني 2019، بعدما اعترفت بوغوتا بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا بدلاً من مادورو عقب انتخابات أثارت خلافاً.
(فرانس برس)