دعت وزارة الخارجية الفلسطينية مساء اليوم الإثنين، المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، واصفة اياه بـ"الحاقد والإرهابي والعنصري"، فيما استدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي وأبلغته رسالة احتجاج.
فقد أكدت الخارجية الفلسطينية، أنها ستطلب من المحكمة الجنائية الدولية التحرك فوراً لإصدار أوامر اعتقال بحق سموتريتش لانتهاكه كل القوانين، مشيرة إلى أنه ارتكب بتصريحاته ما يستحق استصدار قرار اعتقاله فوراً.
وقالت الخارجية في بيان: "في الوقت الذي تستهجن فيه سماح السلطات الفرنسية للعنصري الإرهابي سموتريتش التفوه بدعوات عنصرية فاشية من على أراضيها وإصراره هذه المرة على رفض الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني بعد أن دعا قبل ذلك إلى محوه، نتوقع من السلطات الفرنسية نفي أي علاقة لها بما تفوه به ورفضها أن تتحول الأراضي الفرنسية إلى محطة إطلاق لدعوات العنصرية والفاشية والإرهاب الإسرائيلي".
وطالبت السلطات الفرنسية التأكد من أي نشاط يتم على أراضيها بأنه لا ينتهك القوانين والشرائع المعتمدة، كما دعت الاتحاد الأوروبي إلى "اتخاذ موقف موحد لمنع دخول هذا الإرهابي العنصري أراضي دوله".
الأردن يستدعي السفير الإسرائيلي احتجاجاً على تصريحات سموتريتش
إلى ذلك، استدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي في عمّان، إيتيان سوريكس، في أعقاب تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، واستخدامه خريطة لإسرائيل تضم جزءاً من أراضي الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكر الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، سنان المجالي، في بيان، أنه تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها على الفور إلى حكومته، تضمنت إدانة الحكومة الأردنية للتصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة إزاء الشعب الفلسطيني وحقه في الوجود.
وأُبلغ السفير الإسرائيلي كذلك بأن استخدام خريطة تتضمن جزءاً من الأراضي الأردنية والفلسطينية يمثل تصرفاً عنصرياً متطرفاً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وفقاً للبيان نفسه.
وحذرت الخارجية الأردنية، بحسب البيان الذي نشرته عبر صفحتها على "تويتر"، من خطورة استمرار التصرفات العنصرية المتطرفة من قبل الوزير سموتريتش الذي كان قد دعا في وقت سابق إلى محو بلدة حوارة.
كما شددت للسفير الإسرائيلي على ضرورة قيام حكومته باتخاذ موقف صريح وواضح إزاء هذه التصرفات المتطرفة والتحريضية والمرفوضة من قبل الوزير في الحكومة الإسرائيلية.
كذلك طالب الأردن المجتمع الدولي بإدانة تصرفات وتصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرفة والتحريضية، والتي تمثل أيضاً خرقاً للقيم والمبادئ الإنسانية، متعهداً باتخاذ جميع الإجراءات السياسية والقانونية للتصدي لمثل هذه التصرفات والتصريحات، وما تضمنته من تصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار ويدفع باتجاه التصعيد.
الخارجية الإسرائيلية تؤكد على اعترافها بوحدة الأراضي الأردنية
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الإثنين، على اعترافها بوحدة الأراضي الأردنية، متنصلة بذلك من تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وعرضه خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن.
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان مقتضب نشرته في حسابها على "تويتر" ونقلته "الأناضول": إن "إسرائيل ملتزمة باتفاقية السلام مع الأردن منذ 1994". وأضافت: "لم يطرأ أي تغيير على موقف إسرائيل الذي يعترف بوحدة أراضي المملكة الهاشمية".
بوريل يحث إسرائيل على التنصل من تصريحات سموتريتش
إلى ذلك، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حول الشعب الفلسطيني.
وبحسب "رويترز"، فإن بوريل قال للصحافيين في بروكسل إن تصريحات سموتريتش "لا يمكن التغاضي عنها بالتأكيد". وأضاف بوريل "أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من هذه التعليقات والبدء في العمل مع جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر".
وتابع "يجب أن أستنكر هذه التعليقات غير المقبولة للوزير سموتريتش. إنه لمن الخطأ، إنه عدم احترام، إنه أمر خطير، وإنه غير مجد قول مثل هذه الأشياء في وضع متوتر بالفعل".
وكان سموتريتش قد قال في تصريحات أطلقها في العاصمة الفرنسية باريس: "لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني".
وادعى سموتريتش، بحسب ما نقلته "الأناضول": "هناك عرب موجودون في الشرق الأوسط ووصلوا إلى أرض إسرائيل وقت الهجرة اليهودية نفسها والأيام الأولى للصهيونية، بعد 2000 عام من المنفى عاد شعب إسرائيل إلى دياره، وهناك عرب حولهم لا يحبون ذلك".
وتابع وزير المالية الإسرائيلي مزاعمه: "إذاً ماذا يفعلون؟ لقد اخترعوا شعباً وهمياً ويطالبون بحقوق وهمية في أرض إسرائيل لمجرد محاربة الحركة الصهيونية". وقال: "أنا أسألكم، من هو الفلسطيني الأول؟ أي لغة كانت للفلسطينيين؟ هل كان هناك شيء اسمه عملة فلسطينية؟ هل يوجد تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟ لا يوجد، لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني". وادعى الوزير الإسرائيلي المتطرف أن "الشعب الفلسطيني اختراع لم يتجاوز عمره 100 عام".