اقتحم مستوطنون، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية طاولت عشرات الفلسطينيين.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن عشرات المستوطنين اقتحموا، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة، التي فرضت قيوداً على دخول الشبان الفلسطينيين إلى باحات المسجد تزامناً مع هذه الاقتحامات، التي تخللها أداء طقوس تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد وقرب مصلى باب الرحمة.
في سياق متصل، أطلقت سلطات الاحتلال، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، سراح الطفل محمد الدعاس (10 سنوات) من سكان البلدة القديمة، وفرضت عليه الحبس المنزلي مدة خمسة أيام.
وكانت سلطات الاحتلال سلّمت الناشط المقدسي فخري أبو ذياب قراراً بإبعاده عن المسجد الأقصى مدة أسبوع قابلة للتجديد.
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون، صباح اليوم الخميس، قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وأدوا طقوسا تلمودية عند مدخلها، ورفعوا أعلام دولة الاحتلال، بحماية من جنود الاحتلال الذين أغلقوا مدخل القرية ومنعوا المواطنين من الخروج منها أو الدخول إليها.
عائلة مقدسية تضطر لهدم منزلها ذاتيًا
من ناحية أخرى، أتمت عائلة المواطن المقدسي رسمي العجلوني، من سكان حارة السعدية بالبلدة القديمة من القدس، هدم منزل العائلة ذاتياً تنفيذاً لقرار بلدية الاحتلال بهذا الشأن تحت طائلة الغرامة المالية العالية. يُذكر أن المواطن العجلوني كان غادر المستشفى هو وزوجته أمل قبل أيام، بعد أن أجريا عملية جراحية جرى خلالها نقل كلية من الزوجة إلى زوجها المريض الذي كان يعاني من فشل كلوي.
وتبلغ مساحة البناء الإضافي حوالي 30 مترا مربعا/ طابق علوي، حيث جرت عملية الهدم بمساعدة الأهالي ومتطوعين بالنظر إلى الحالة الصحية للزوجين. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال المواطن العجلوني إن البناء الذي هُدم عبارة عن غرف صغيرة لا تتعدى مساحتها 30 متراً وكان جرى ترميمها قبل سبع سنوات، وقد فُرضت عليها مخالفات بقيمة 10 آلاف شيكل.
على صعيد آخر، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، منذ الأمس وحتى صباح اليوم، حملة اعتقالات واسعة في الضّفة، طاولت أكثر من 30 مواطنًا، تركزت في بلدة بيت أمر شمال الخليل، بينهم فتية، كما شملت عمليات الاعتقال مواطنين من محافظات رام الله، ونابلس، وبيت لحم، وجنين والقدس.
وأُصيب ثلاثة شبان بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، واعتقل 18 آخرون، اليوم الخميس، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وفق تصريحات للناشط الإعلامي محمد عوض.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي: "إنّنا نشهد تصاعداً في عمليات الاعتقال التي ترافقها عمليات تنكيل وتخريب واسعة وعقاب جماعي، وشملت اعتقال أسرى سابقين تعرضوا للاعتقال عدة مرات". ومنذ مطلع العام الجاري، سُجلت أكثر من 5300 حالة اعتقال وذلك حتى نهاية شهر سبتمبر/أيلول المنصرم.
وأكّد نادي الأسير أنّ عمليات الاعتقال تُشكل أبرز السياسات الممنهجة التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكل يومي، في محاولة منها لتقويض أي حالة مواجهة متصاعدة، ولا تستثني فيها أياً من الفئات، سواء شباب أو أطفال أو نساء وكبار السّن ومرضى.
من جهة أخرى، أُصيب عشرات الفلسطينيين، أمس الاربعاء، بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل مخيم العروب، شمال الخليل، كما أصيب عدد من المواطنين والطلبة بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال قرب مدرسة طارق بن زياد وسط مدينة الخليل.
واقتحمت قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، شارع بئر السبع في مدينة الخليل، واستولت على مركبة وحاولت الاستيلاء على تسجيلات كاميرات مراقبة خاصة بالمواطنين.