كما جرت العادة في كل أسبوع، ورغم الأحوال الجوية الماطرة والباردة وسقوط الثلوج، انطلقت اليوم الجمعة مسيرات وفعاليات سلمية أسبوعية رافضة للاستيطان وضد إقامة بؤر استيطانية في عدة مناطق من الضفة الغربية. يأتي ذلك، فيما تواصل قوات الاحتلال سلسلة الاعتقالات والاعتداءات اليومية على الفلسطينيين.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، الفتيين يزن سعيد حمارشة (17 عاماً) ومحمد ياسر حمدوني (16 عامًا)، وهما من بلدة يعبد جنوب غرب جنين شمال الضفة الغربية، أثناء مرورهما عن حاجز "مابو دوتان" العسكري المقام على أراضي يعبد، وفق ما ذكرت مصادر صحافية.
وأشارت المصادر إلى أن الفتى حمدوني، هو نجل الشهيد الأسير ياسر حمدوني، فيما نوهت إلى أن قوات الاحتلال استولت كذلك على الدراجة النارية التي كان الفتيين يستقلانها.
اقتلع مستوطنون، اليوم الجمعة، أشتال زيتون من أراضي قرية كيسان، شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية، في المنطقة القريبة من مستوطنة "ايبي هناحل" المقامة على أراضي القرية، وفق مصادر محلية.
أدى نحو 200 شخص من أهالي قرية اللبن الشرقي، جنوب نابلس، صلاة الجمعة في خان اللبن التاريخي تضامنًا مع أصحابه في وجه اقتحامات جيش الاحتلال والمستوطنين، وفق ما أكده رئيس المجلس القروي يعقوب عويس لـ "العربي الجديد".
وأوضح عويس أن جيش الاحتلال اقتحم الخان أثناء صلاة الجمعة، وبعد نصف ساعة اقتحمه عشرات المستوطنين، لكن الأهالي رابطوا ومنعوهم من دخوله.
وأوضح عويس أن أولئك المستوطنين توجهوا إلى عين الماء في الخان واقتحموها بحماية قوات الاحتلال، وكاد أن يحدث اشتباك بين الأهالي وجيش الاحتلال والمستوطنين، لكن الأهالي رابطوا بالخان إلى أن انسحب المستوطنون وتلك القوات من المكان.
وحذر عويس من تكرار تلك الاقتحامات من قبل المستوطنين لعين الماء المحيطة بالخان، وسط خشية من إمكانية قيام المستوطنين بالاستيلاء عليها.
تسلمت هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية وطواقم من الهلال الأحمر الفلسطيني، مساء الجمعة، جثمان الأسير داوود الخطيب من مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، عند حاجز مزموريا العسكري شرق بيت لحم، بعد أن سلمته سلطات الاحتلال على الحاجز، وتم نقل جثمان الشهيد إلى مستشفى بيت جالا الحكومي.
وظل الاحتلال يحتجز جثمان الشهيد منذ استشهاده في الثاني من سبتمبر/ أيلول 2020، إثر جلطة قلبية في سجن "عوفر" الإسرائيلي.
وكان من المقرر الإفراج عنه في الرابع من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد انقضاء مدة محكوميته البالغة 18 عاماً وثمانية أشهر.
ومن المنتظر أن يوارى جثمانه الثرى غداً السبت في مقبرة الشهداء شرق بيت لحم.
أصيب شاب فلسطيني بعيار إسفنجي في الظهر والعشرات بحالات اختناق شديد جراء قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية المناهضة للاستيطان، والتي انطلقت رغم سوء الأحوال الجوية.
#صور إصابة شاب بالرصاص والعشرات بالاختناق خلال قمع مسيرة كفر قدوم الأسبوعية pic.twitter.com/75pe0m6WV3
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 19, 2021
وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم حركة فتح بقلقيلية مراد شتيوي، في تصريح صحافي، بأن العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا قرية كفر قدوم، بعد انطلاق المسيرة من محيط مسجد عمر بن الخطاب وأطلقوا عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت والأعيرة الإسفنجية التي أسفرت عن إصابة أحد الشبان في الظهر والعشرات بالاختناق، بينهم نساء وأطفال، وعولجت جميع الحالات ميدانيًا من قبل طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأوضح شتيوي أن مواجهات عنيفة اندلعت عقب اقتحام جنود الاحتلال لكفر قدوم تركزت في محيط مسجد عمر بن الخطاب استخدم فيها الشبان الحجارة وأعادوا قنابل الغاز باتجاه الجنود الذين حاولوا نصب كمائن، فيما لم يسجل أي اعتقالات.
آلاف المصلين في الأقصى وسط غزارة الأمطار
أدى نحو 10 آلاف مصلٍّ، صلاة الجمعة اليوم، في المسجد الأقصى المبارك، رغم انخفاض درجات الحرارة وغزارة تساقط الأمطار، فيما تزامن ذلك مع إجراءات مشددة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مداخل الأقصى وبلدة القدس القديمة.
وشددت قوات الاحتلال منذ صباح اليوم الجمعة إجراءاتها العسكرية في محيط المسجد الأقصى المبارك، والبلدة القديمة من القدس المحتلة، ودققت في بطاقات المصلين الشخصية، كما منعت ثلاث حافلات تقل مصلين من الضفة الغربية من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
تأتي فعاليات الضفة الغربية الأسبوعية المناهضة للاستيطان هذا الأسبوع، وسط أحوال جوية عاصفة، وقد رصدت كاميرا "العربي الجديد" تساقط الثلوج في الضفة أمس:
إصابات واختناقات في بيت دجن
أصيب شاب فلسطيني بالرصاص المطاطي وخمسة آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع في قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للفعالية المناهضة للاستيطان في قرية بيت دجن شرق نابلس. وقال الناشط صهيب ثابت لـ"العربي الجديد"، إن "جنود الاحتلال باشروا بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين حتى قبل وصولهم للمنطقة الشرقية من القرية المهددة بالمصادرة والاستيطان".
وتابع ثابت "رغم الأمطار الغزيرة إلا أن العشرات واصلوا مسيرهم حتى وصلوا للمكان المستهدف، ولم يأبهوا بالاعتداء الذي وقع عليهم من قوات الاحتلال، لإيصال رسالة مفادها أننا مستمرون حتى دحر المستوطنين وإفشال مخططاتهم للسيطرة على المكان".
تسليم جثمان الأسير الشهيد الخطيب
قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه "تم إبلاغ طواقمنا من قبل الارتباط الفلسطيني بأنه سيتم تسليم جثمان الأسير الشهيد داوود طلعت الخطيب لطواقم الهلال الأحمر على حاجز مزموريا في منطقة بيت لحم الساعة الخامسة مساء". واستشهد الخطيب في سجون الاحتلال في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد تعرضه لجلطة حادة، حيث كان من المفترض أن ينهي مدة اعتقاله بعد أشهر من استشهاده، ورغم ذلك احتجزت سلطات الاحتلال جثمانه منذ لحظة استشهاده.
ومن جنين، أكد مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، اليوم الجمعة، الأسيرين المحررين إسماعيل أبو الوفا، وعبد الله شعبان من مدينة جنين، فيما كانت قوات الاحتلال اعتقلت الفتى عز الدين أمجد لوباني من بلدة قباطية جنوب جنين، بعد استدعائه لمقابلة مخابراتها في معسكر سالم يوم أمس الخميس.
قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان لها، "إن قطع التيار الكهربائي عن المواطنين في تجمع أبو العجاج بقرية الجفتلك شمال مدينة أريحا، وإغراق مئات الدونمات الزراعية بمياه الأمطار، عقب فتح العبارات شرق مدينة غزة، وغرق خيام المواطنين في حمصة بالأغوار بعد هدم مساكنهم وتشريدهم في العراء، مشاهد تظهر عنصرية الاحتلال، ضمن قائمة طويلة من الانتهاكات والجرائم اليومية المتواصلة، هدفها ابتلاع وسرقة الأرض الفلسطينية، وتهجير وطرد المواطنين، وإحلال المستوطنين مكانهم".
ورأت الخارجية الفلسطينية أن صمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم والانتهاكات تواطؤ مع دولة الاحتلال أو خوف منها، ودعت إلى تطبيق الشعارات التي تتغنى بها الدول حول حقوق الإنسان، والكف عن الازدواجية في المعايير والكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا الدولية، فيما شددت على أن السلوك الدولي لا يشجع ولا يؤسس لمنهج السلام، إن لم يكن يشجع دولة الاحتلال على استفرادها العنيف بالشعب الفلسطيني.
إلى الشرق من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، انطلقت فعاليات أهالي قرية بيت دجن بمسيرة شعبية رافضة لإقامة بؤرة استيطانية في المنطقة الشمالية الشرقية من القرية، برغم الأجواء الماطرة والباردة.
وقال الصحافي محمد أبو ثابت، وهو من بيت دجن، لـ"العربي الجديد"، "إن مسيرة سلمية أسبوعية انطلقت بعد صلاة الجمعة، باتجاه البؤرة الاستيطانية، ووصل المئات من المشاركين بسياراتهم إلى منطقة قريبة من البؤرة الاستيطانية، وقطعوا شبكة المياه هناك، حيث أطلق مستوطنون النار في الهواء، ولم يبلغ عن وقوع إصابات". وأشار أبو ثابت إلى أن قوات الاحتلال حضرت بعد ذلك للمكان لتأمين الحماية للمستوطنين الذين يقيمون بؤرة استيطانية هناك منذ نحو أربعة أشهر وتتواصل الفعاليات الرافضة للبؤرة حتى تتم إزالتها.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
