فصل جديد من التوتر الجزائري المغربي

17 يوليو 2021
البرلمان الجزائري يصف السلوك المغربي في الأمم المتحدة بغير المقبول (Getty)
+ الخط -

تصاعدت المواقف الجزائرية المعترضة على إقدام رئيس البعثة المغربية في الأمم المتحدة بتوزيع مذكرة على مندوبي دول عدم الانحياز، تتضمّن خريطة للجزائر مبتورة منها ولايات منطقة القبائل (تيزي وزو، بجاية والبويرة) ذات الغالبية من السكان الأمازيغ، والتي تطالب حركة انفصالية يقودها المغني فرحات مهني، وتتمركز في باريس، باستقلالها عن الجزائر، وهي حركة كانت السلطات الجزائرية صنفتها في 18 مايو/أيار الماضي حركةً إرهابيةً.

ورداً على ذلك، أعرب البرلمان الجزائري (مجلس الأمة) في بيان عن استغرابه الخطوة التي أقدم عليها ممثل المغرب في الأمم المتحدة، ووصفها بسلوك "غير مقبول وغير معقول"، وشدد على أن "الجزائر لن تغفر للمغرب سقطته هذه، والتي تمثل تحللاً فاضحاً للمغرب من مبادئ الاتحاد المغاربي"، وفق البيان.

واعتبر المجلس أن "هذا الموقف لا قيمة له من النواحي الدبلوماسية والاعتبارية، ويختزل انزعاجاً قديماً متجدداً من النجاحات المحرزة في الجزائر، التي تنحو بخطى ثابتة نحو تثبيت مؤسساتها وتدعيم استقلالية قرارها السياسي". وأعرب البرلمان الجزائري عن أمله "في أن يتدارك الطرف المغربي بسرعة سقطته والانزلاق غير المسبوق نحو الهاوية".

من جهته، رأى رئيس حركة "مجتمع السلم"، أكبر الأحزاب الاسلامية في الجزائر، عبد الرزاق مقري، أن المغرب "أبان عن وجهه الحقيقي في دعم الفتن ورعاية المجموعات الانفصالية في الجزائر". 

وقال مقري في موقف نشره على صفحته في فيسبوك "لست أدري كيف يشبّه النظام المغربي قضية الصحراء الغربية، العادلة من الناحية التاريخية والإنسانية والأخلاقية ومن حيث القانون الدولي، بوضع داخلي للجزائر الواحدة الموحِّدة الموحَّدة بتحريك نعرات هامشية جذورها استعمارية، استُعمل فيها، بعد الاستقلال، عملاء منبوذون من سكان منطقة القبائل ذاتها".

وأكد مقري أن "الحديث عن استقلال القبائل عن بلدهم الجزائر، الذي قدموا من أجله دماءهم مع غيرهم من الجزائريين من مختلف الأعراق، حديث خبيث وراءه نوازع كيدية خطيرة"، وأوضح أن "الجزائر رغم كل الأزمات لا تزال بخير"، مشدداً على ضرورة العمل من أجل "حماية الجزائر مما يمكن أن يحدث مستقبلاً مع جوار لا يتحكم في قراره ولا يمكن توقع تصرفاته".

كما هاجمت "جبهة المستقبل"، المشاركة في الحكومة، الخطوة المغربية، ووصفتها بأنها "استفزاز وجهر بدعم حركات إرهابية"، مشيرة إلى أن هذه الممارسات "لا تعكس أبداً روابط الأخوة التي تربطنا الشعبين"، وحثت الجزائريين على الوحدة والتماسك والتآزر.

المساهمون