فصائل عراقية تصعّد إعلامياً ضد واشنطن: ماذا عن الهدنة؟

13 ابريل 2024
من تشييع جنازة قيادي في حزب الله العراقي في 8 فبراير الماضي (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فصائل عراقية مسلحة تجدد تهديداتها ضد الولايات المتحدة، معلنة استعدادها للرد على أي هجمات أمريكية، في سياق التوترات الإيرانية-الأمريكية، رغم هدنة سابقة بعد اغتيال قيادي بارز.
- الفصائل تؤكد على استمرار الهدوء حتى اتفاق رسمي لإنهاء وجود التحالف الدولي، محذرة من رد مباشر على أي "حماقة" أمريكية في العراق أو دول المحور.
- مسؤولون ومراقبون يقللون من احتمالية تنفيذ الفصائل لتهديداتها، مشيرين إلى عدم وجود استعدادات لهجمات محتملة ووصف التهديدات بأنها "تليغرامية"، في انتظار نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن.

عاودت فصائل عراقية تصعيدها الإعلامي ضد الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدة استعدادها للرد على واشنطن في حال تنفيذ أي هجمات لها في العراق أو في "دول المحور"، فيما قلل مسؤولون ومراقبون من أهمية تلك التهديدات، مؤكدين عدم وجود أي مؤشرات للتنفيذ.

وتندرج تلك التلويحات ضمن حملة التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل وواشنطن، وتوعدها بالرد انتقاما لمقتل قيادات في الحرس الثوري الإيراني في هجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

ودخلت فصائل "المقاومة العراقية"، التي تضمّ فصائل عديدة أبرزها "النجباء" و"كتائب حزب الله"، هدنة مع الجانب الأميركي إثر اغتيال القيادي في كتائب حزب الله العراقية أبو باقر الساعدي قبل أكثر من شهرين، ولم تنفذ الفصائل أي عملية ضد المصالح الأميركية في البلاد منذ تلك الفترة، على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي المسيّر في الأجواء العراقية، خاصة في بغداد والأنبار وإقليم كردستان.

وكانت مصادر عراقية قد كشفت أخيرا، لـ"العربي الجديد"، أن الفصائل المسلحة قدمت ضمانات للحكومة العراقية بعدم خرق الهدنة مع الجانب الأميركي، مؤكدة أن الهدوء سيستمر الى أن يُحسم الاتفاق رسميا بين بغداد وواشنطن على إنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، وأنه بعد الاتفاق، سيكون لكل حادث حديث.

ومساء أمس الجمعة، ووفقا لبيان أصدرته فصائل عراقية، فإن "استبدال مسميات الاحتلال الأميركي تارة بتحالف وأخرى بشراكة أمنية مستدامة أو غيرها لا قيمة لها، ما دامت قواته المحتلة جاثمة على صدر العراق وتستبيح سيادته، وتنتهك أجواءه، وتسيطر على القرار الأمني فيه، كسطوتها على العمليات المشتركة ومفاصل أمنية أخرى، بل إنها زادت من عديد قواتها المحتلة، وهو ما يؤكد أن لا نوايا لهم في الأفق للانسحاب من البلاد...".

وشدد البيان على أن "الإجرام الأميركي يزداد يوما بعد يوم في دعمه الكيان الصهيوني، ونحمّل الأميركيين المسؤولية الكاملة في حال ارتكبت قواتهم أو الكيان أي حماقة في العراق أو دول المحور، إذ إن ردنا سيكون مباشراً أينما تصل أيدينا".

ولم تذكر الفصائل أي تفصيل عن كيفية الرد وزمانه أو أنه سيستهدف القواعد الأميركية داخل أو خارج العراق، إلا أن مسؤولا أمنيا عراقيا أكد عدم وجود أي استعدادات للفصائل لتنفيذ هجمات محتملة.

وبين المسؤول العراقي لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم نشر اسمه، أنه "منذ بدأت الهدنة بين الفصائل وواشنطن، تعمل القوات العراقية على المراقبة والمتابعة الأمنية بشكل مكثف، وأنه طوال هذه الفترة وحتى صدور البيان أمس الجمعة، لم تُسجيل أي تحركات مريبة للفصائل، كتحريك قواعد إطلاق صواريخ أو تموضع معين وغير ذلك".

رجح مسؤول عراقي عدم تنفيذ الفصائل أي هجمات

وأكد أن "قيادات الفصائل أثبتت التزاما جيدا بالهدنة، وأنها سبق أن تعهدت لرئيس الوزراء (محمد شيّاع السوداني) بعدم خرقها حتى نهاية جولات الحوار التي تجريها بغداد مع واشنطن لإنهاء وجود التحالف الدولي، وما زالت ملتزمة"، مرجحا "عدم تنفيذ الفصائل أي هجمات، خاصة مع انتظار نتائج زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن بعد غد الاثنين".

الباحث في الشأن السياسي العراقي شاهو القرداغي رأى أن تلك التهديدات لن تجد طريقا إلى التنفيذ، وقال في تدوينة له على "إكس": "فصائل المقاومة الإسلامية في العراق تتوعد برد مباشر ضد أميركا في حال أقدمت على أي عمل عسكري في العراق أو دول المحور"، مؤكدا "تهديدات تليغرامية (تطبيق تليغرام) كما العمليات ضد اسرائيل تماما (العمليات التي تعلن الفصائل العراقية عن تنفيذها ضد إسرائيل)".

يجري ذلك في وقت من المقرر فيه أن يجري السوداني، بعد غد الاثنين، زيارة إلى واشنطن هي الأولى له منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية، وقد أكد البيت الأبيض أنه سيلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن للعمل على تعميق الرؤية المشتركة لعراق آمنٍ وذي سيادة ومزدهر ومندمج بالكامل في المنطقة الأوسع، وسط مخاوف من قبل الفصائل العراقية الحليفة لإيران من عدم حسم الزيارة ملف إنهاء دور التحالف الدولي في البلاد.

المساهمون