استهدفت فصائل المعارضة السورية المنضوية ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" مساء الإثنين، مواقع ومقرات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات المرتبطة بروسيا وإيران في ريفي حلب وإدلب، رداً على مقتل أربعة أطفال في بلدة معارة النعسان، شمال محافظة إدلب.
وقالت جماعة "أنصار التوحيد" العاملة في منطقة إدلب، إن فوج المدفعية والصواريخ التابع لها، استهدف بصواريخ تصنيع محلي أطلقت عليها إسم "لهيب القاذفات"، معسكرا للميليشيات المرتبطة بروسيا في محيط بلدة حزارين المحاذية لمدينة كفرنبل جنوب محافظة إدلب، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
إلى ذلك، استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من عدة فصائل أبرزها "الجبهة الوطنية للتحرير"، و"هيئة تحرير الشام"، و"جيش العزة، بالمدفعية والصواريخ، مقرات ومعسكرات تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات المرتبطة بروسيا في كلٍ من بلدتي مرديخ وداديخ القريبتين من مدينة سراقب الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليين "M5-M4" شرق محافظة إدلب، بالإضافة لقصف مماثل طاول مقرات داخل بلدات جدرايا، وميزناز، وكفر حلب بريف حلب الغربي، مُعلنين عن تحقيق إصابات مباشرة نتيجة الاستهداف، رداً على قصف المناطق الآمنة.
وكانت قوات النظام قد قتلت 4 أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ15 عاماً، إثر استهدافه محيط مدرستهم أثناء انصرافهم من المدرسة ظهر اليوم في بلدة معارة النعسان شمال محافظة إدلب.
وكانت قوات النظام قد ارتكبت مجزرة مروعة في الـ12 من شباط/ فبراير العام الجاري، راح ضحيتها 6 مدنيين (طفلان وسيدتان ورجلان) جميعهم من عائلة واحدة، إثر استهداف منزلهم بقذيفة هاون في بلدة معارة النعسان، شمال شرقي إدلب.
من جهة أخرى، حصل "العربي الجديد" على نسخة بيان أصدره المكتب الإعلامي التابع لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ينفي ادعاءات الأمن الفيدرالي الروسي حول مشاركة عناصر من تحرير الشام في عمليات أمنية داخل الأراضي الروسية.
وجاء في البيان أن "ادعاء وكالات أنباء روسية على لسان ما يسمى (الأمن الفيدرالي) اعتقال 10 عناصر من هيئة تحرير الشام في روسيا، ادعاء مجاني ومغرض سبقته عشرات الادعاءات"، مضيفاً: "الكل يعلم أن هيئة تحرير الشام كيان عسكري موجود في سورية ويقف على جبهات القتال للدفاع عن المناطق المحررة ولا تواجد له خارج المنطقة".
وأشار بيان المكتب الإعلامي إلى أن "ترويج المحتل لهذه الادعاءات بين الفينة والأخرى يراد منه تبرير التدخل السافر ومواصلة القصف والعدوان واستهداف المنشآت الطبية والتجمعات السكنية"، محذرين الجميع من "تحري الحقيقة وعدم الانسياق وراء الأكاذيب".
"تحرير الشام" تواصل ملاحقة مقربين من "حراس الدين"
في سياق آخر، يواصل الجهاز الأمني التابع لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ملاحقة عناصر كانت لها ارتباطات سابقة بتنظيم "حراس الدين" المتشدد أو المقربين منهم، لا سيما القادة المنضوين ضمن صفوف الهيئة.
وقالت مصادر مُقربة من الهيئة، رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "جهاز الأمن العام الذراع الأمني لـ "هيئة تحرير الشام" في إدلب، اعتقل خلال الأسبوع الفائت نحو 10 جهاديين من جنسيات مختلفة، بينهم سبعة قادة، اثنان منهم من الجنسية المصرية، وآخر من الجنسية المغربية"، مُشيرة إلى أن بعض المعتقلين ينتمون لهيئة تحرير الشام، والبعض الآخر يعملون بالخفاء ضمن تنظيم "حراس الدين".
وكانت دورية أمنية تابعة لجهاز أمن الهيئة داهمت مقراً عسكرياً في بلدة كنصفرة ضمن منطقة جبل الزاوية جنوبيّ محافظة إدلب، في الـ3 من فبراير/شباط الفائت، واعتقلت أبو البراء التونسي، القيادي البارز في الصف الأول لدى تنظيم "حراس الدين" المتشدد، وعنصرين آخرين من التنظيم كانا برفقة التونسي، بالإضافة لمداهمة عدة منازل ومقار في مدينة جسر الشغور ومحيطها غرب محافظة إدلب، واعتقال نحو 11 قيادياً وعنصراً من الجنسية (المغربية) يعملون ضمن جماعة "شام الإسلام" (التي تعمل تحت مظلة هيئة تحرير الشام).