كشفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في (منطقة إدلب)، شمال غربي سورية، خلال مؤتمر صحافي عقدته قيادة الغرفة، أمس الخميس، عن ترتيب بناء جديد للقوة العسكرية للفصائل العاملة في المنطقة، مؤكدةً أنه لولا تحقيق توازن القوى والضربات الدقيقة التي وُجّهت للنظام السوري لما طلب الهدنة، فيما شدّد فريق "منسقو استجابة سورية" على أن الهدنة غير موجودة، والقصف وحركة النزوح لا يزالان مستمرين.
وقال عامر الشيخ، القيادي لدى "حركة أحرار الشام" العاملة تحت مظلة غرفة عمليات "الفتح المبين"، خلال المؤتمر، إنّ "خطوة الفتح المبين نقلت الجهود العسكرية في الشمال المحرر نقلة كبيرة على كافة المجالات المتنوعة، وقد لمسنا هذا الأمر خلال حملات التصعيد الأخيرة والعمليات النوعية على كافة المحاور".
بدوره، أوضح الرائد جميل الصالح، وهو قائد فصيل "جيش العزة" العامل ضمن غرفة العمليات، خلال المؤتمر، أنه "لولا تحقيق توازن الرعب مع العدو في القصف والضربات الدقيقة في التصعيد الأخير، لما طلب التهدئة"، معتبراً أن "الأحرار السوريين يستحقون حياة حرة كريمة بعيداً عن عصابة الأسد ومن معها من حلفائها المجرمين، ونعاهد أهلنا على بذل كل جهودنا وطاقاتنا لتحقيق أهداف الثورة السورية".
من جانبه، لفت القيادي العسكري لدى "هيئة تحرير الشام"، مرهف أبو قصرة، العاملة تحت مظلة "الفتح المبين"، إلى أنه "بعد توقف الحملة الأخيرة قمنا بترتيب بناء جديد للقوة العسكرية كانت قائمة على العقيدة القتالية والإرادة الصحيحة، ثم جمع القدرات العقلية والكفاءات العلمية التي بإمكانها إحداث التغيير المناسب في المعركة والاهتمام بالعلم العسكري السليم".
وأكد أبو قصرة أن "حربنا مختلفة عن كافة الحروب، فنحن لسنا جيشاً نظامياً ولا نعتمد على حرب العصابات، بل عبارة عن قوة هجينة تستطيع الانتقال بين عدة تكتيكات"، مشدداً على أنه "قمنا خلال 3 سنوات بتطوير عقيدتنا العسكرية، وقدراتنا التصنيعية وما يتعلق بها، ووصلنا لمراحل متقدمة في مجال التصنيع والتطوير".
وبعد عودة خروقات النظام وروسيا على منطقة إدلب بعد طلب النظام للهدنة، أشار العقيد مصطفى بكور، وهو الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" العامل ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أن "الأمر الطبيعي أن تعود الفتح المبين للردّ على مصادر النيران واستهداف الأهداف المهمة التي ترى أن استهدافها يمكن أن يؤثر على القدرة القتالية للعصابة الأسدية أو على قراراته في استهداف المدنيين في الشمال السوري المحرر (مناطق سيطرة المعارضة السورية)".
ولفت بكور إلى أنه "عندما طلب النظام الهدنة كان تحت وطأة الخسارة البشرية الكبيرة بعد ضربة الإيرانيين للكلية الحربية ولا يريد خسائر أخرى قد تؤدي إلى خروج أهل الساحل على سلطته وخاصة أن جميع قتلى الكلية الحربية منهم"، مشدداً، على أن "خرق الهدنة يتم من قبل مجموعات تابعة لجيش النظام تأتمر بأمر المليشيات الإيرانية وقد تم الرد عليها بقوة".
وأوضح بكور أن "الشمال السوري في حالة حرب مستمرة ولا يمكن لأحد ضمان استقرار المنطقة، لأن عدونا غدار ومجرم وداعميه من الروس والإيرانيين لا يختلفون عنه"، مضيفاً، أن "الحديث عن حل لضمان سلامة المواطنين بشكل مطلق أمر غير منطقي بوجود نظام الأسد في السلطة وامتلاكه السلاح والعتاد ووجود الروس والإيرانيين على الأرض السورية".