قالت الرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، إنّ السفير الفرنسي لدى النيجر سيلفان إيتي غادر نيامي، بعد نحو شهر من أمر المجلس العسكري الانقلابي بطرده من البلاد.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر دبلوماسي في السفارة الفرنسية قبل إعلان مغادرة السفير بشكل رسمي، قوله إن السفير وستّة من معاونيه غادروا نيامي قرابة الساعة الرابعة (03,00 بتوقيت غرينتش) من صباح الأربعاء.
كما نقلت عن مصدر من وزارة الداخلية في النيجر، قوله إنّ الطائرة التي تقلّهم اتجهت إلى تشاد.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، قد قالت، أمس الثلاثاء، إنّ بلادها ستنظر في كيفية عمل سفارتها في النيجر بمجرد عودة السفير سيلفان إيتي.
وأضافت لوجندر: "خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا نظيرها الأميركي أنتوني بلينكن ومختلف الشركاء في كتلة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)".
وتابعت: "أكدنا جميعاً دعمنا لمجموعة إيكواس في إعادة إرساء النظام الدستوري في النيجر، واتفقنا على الإفراج الفوري عن رئيس النيجر محمد بازوم الذي أطاح به تدخل عسكري"، وشددت لوجندر على أن "دعمنا لإيكواس سيظل ثابتاً".
وأوضحت أنّ "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر سحب القوات من النيجر بعد اتصال هاتفي مع بازوم"، وأشارت إلى تصريحات ماكرون التي تعهد خلالها بمواصلة أنشطة مكافحة الإرهاب في أفريقيا.
وكان ماكرون قد أعلن الأحد، عن عودة السفير إلى باريس "في الساعات المقبلة".
وأكد أنّ قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية البالغ قوامها 1500 جندي ستنسحب أخيراً من مستعمرتها السابقة بعد أزمة استمرت شهرين منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.
ورفضت فرنسا الاعتراف بالنظام الجديد في النيجر، واتهمه ماكرون باحتجاز السفير رهينة.
وألغى الجيش الذي استولى على السلطة في نيامي اتفاقات التعاون العسكري وكذلك الحصانة الدبلوماسية للسفير، كما طالب السفير بالرحيل منذ شهر تقريباً.
وقال ماكرون إنه يريد انسحاباً منظماً. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري، مساء الاثنين، إنّ انسحاب المبعوث والقوات الفرنسية يجب أن يتم في إطار تفاوضي وباتفاق مشترك.
لكن مصادر دبلوماسية فرنسية عبّرت عن اعتقادها في وقت سابق بأنّ قادة الانقلاب يستخدمون السفير وفريقه وسيلة لإلحاق أقصى قدر من الإذلال بباريس.
واضطرت فرنسا بالفعل إلى سحب قواتها من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، وكذلك سفيريها.
وسفارة فرنسا في النيجر مغلقة منذ عدة أسابيع ويجري تنظيم احتجاجات متفرقة حولها، ما أدى إلى زيادة الضغط على باريس لإعادة سفيرها، وهو الأمر الذي رفض ماكرون القيام به من حيث المبدأ.
وبحسب مصادر دبلوماسية، انقطعت الكهرباء والماء عن المبنى ويعيش الفريق على حصص عسكرية. ولم تكن هناك علامات واضحة على أي نشاط غير عادي حول السفارة، أمس الثلاثاء.
وتحتفظ فرنسا بنحو 1500 عسكري في النيجر، منذ الانقلاب الذي شهدته البلاد في يوليو/ تموز الماضي، ورفضت في السابق طلباً من الإدارة العسكرية بمغادرة سفيرها.
وفي 26 يوليو/ تموز الماضي، شهدت النيجر انقلاباً عسكرياً قاده الجنرال عبد الرحمن تياني، القائد السابق للحرس الرئاسي، وأطاح بالرئيس محمد بازوم.
(الأناضول، رويترز، فرانس برس)