دعت حركتا "فتح" و"حماس"، جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في المهرجان الوطني المركزي الرافض لـقرار الاحتلال الإسرائيلي بضم أراض في الضفة الغربية المحتلة، وتوجيه رسالة رافضة للتطبيع مع الاحتلال، حيث سيقام المهرجان ببلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، وسط الضفة الغربية يوم غدٍ الأربعاء.
وأوضح أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح إسماعيل الرجوب، في لقاء مع تلفزيون فلسطين الرسمي، "أن المهرجان الوطني سيتضمن كلمة لرئيس جنوب أفريقيا ورئيس وزراء ماليزيا، إلى جانب كلمات لحركتي (فتح) و(حماس) وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والتي ستتحدث بصوت واحد ورؤية موحّدة وتحت سقف واحد وفي ظل علم فلسطين".
ودعا الرجوب الشعب الفلسطيني والأطر القيادية والقاعدية في حركة "فتح" للمشاركة في المهرجان، وفق بروتوكول وزارة الصحة وإجراءات السلامة والوقاية من فيروس كورونا، للتعبير عن المنظومة الوطنية برؤية واحدة ومفهوم واحد وعلى أساس سياسي ونضالي موحّد.
وقال الرجوب: "إن الشعب الفلسطيني موحّد ومتمسك بموقفه وستتحطم كل المؤامرات على صلابة الصخرة الوطنية الفلسطينية، نحن موحّدون على رفض سياسة الضم والتطبيع وصفقة القرن والاستيطان بإجماع وطني فلسطيني بما فيه كل الفصائل المنضوية داخل منظمة التحرير وخارجها".
ولفت الرجوب إلى أن الشعب الفلسطيني سيقدم من خلال المهرجان مفهومه لإقامة الدولة المستقلة، على أسس الديمقراطية وحرية رأي وتحت سلطة واحدة وقانون واحد"، مشيرًا إلى أن الديمقراطية والانتخابات هي الطريق إلى الحكم، وقال: "لا أحد سيفرض علينا ولن نفرض على أحد".
وقال الرجوب "إن الرسالة الوطنية واضحة لكل العالم بأننا متمسكون بحقنا في أن تقوم لنا دولة، ونأمل أن يستجيب العالم ويخلق عناصر ضاغطة على اليمين الإسرائيلي الفاشي، وأن يكون هناك حل للصراع من خلال مظلة دولية".
وتابع، "إذا كان هناك من يعتقد أنه يمكن كسر إرادتنا سواء بالحصار أو بتجفيف المصادر المالية، فنحن بصدورنا العارية صامدون وندافع عن عمقنا العربي والإسلامي ومتمسكون بانتمائنا ونعبر بأخلاقنا وقيمنا نيابة عن كل العرب والمسلمين أمام هذا الاحتلال المعادي لكل العرب والمسلمين ومصالحهم وأمنهم واستقرارهم، ونتمنى أن يكون هناك مراجعة لبعض الدول لتعيد لم شمل العرب على قضية فلسطين وعلى الإجماع العربي".
وأكد الرجوب أن حركتي "فتح" و"حماس" خرجتا من مربع الانقسام إلى مربع مقاومة سياسة الضم ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، وقال: "نريد أن ننتقل إلى مربع الشراكة التي ترتكز على برنامج سياسي ووحدة مفهوم للمقاومة، نحن منفتحون على تحديد قواعد الاشتباك مع الاحتلال وفقا للظروف وليس وفقا لأي خلفيات أو مواقف مسبقة لا من جانبنا أو من جانب غيرنا".
الرجوب: حركتا "فتح" و"حماس" خرجتا من مربع الانقسام إلى مربع مقاومة سياسة الضم ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية
وشدد الرجوب على وجود إجماع بين حركتي "فتح" و"حماس" وكافة الفصائل على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين هي السقف السياسي الفلسطيني، وأن منظمة التحرير وعلى رأسها الرئيس محمود عباس هي صاحبة الولاية في الحراك والعمل السياسي ولديها تفويض إلى أن نتوافق على صيغة على إعادة النظام السياسي من خلال عملية ديمقراطية وانتخابات عامة، وفق تصريحاته.
وشدد الرجوب على أن القضية الفلسطينية هي شأن عربي وإسلامي ودولي، وصاحب الحق في اتخاذ القرار هو الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير، منوهاً إلى أن اتخاذ الإمارات للقضية الفلسطينية ذريعة للتطبيع هو أمر مرفوض.
وقال الرجوب: "نحن متمسكون بموقفنا وموقف الإجماع العربي، وواثقون أن شعب الإمارات لن يقبل أن يسجّل في تاريخه أي خذلان للشعب الفلسطيني أو أن يوجّه للشعب الفلسطيني طعنة في الظهر، ونحن نراهن على إرث الشيخ زايد وأتباعه في أبوظبي وغيرها، وما جرى هو قفزة في الهواء ولا يمكن أن يسجّل لها النجاح".
وتابع: "المهم كيف نبني استراتيجيتنا لضمان أن لا يكون هناك حاضنة عربية لهذا الخرق في الإجماع العربي، وبنفس الوقت أن لا تسلك دول عربية أخرى في هذا الطريق، واستراتيجيتنا قائمة على الاستمرار والثبات عند موقفنا المتمسك بحل الدولتين والدولة الفلسطينية كاملة السيادة وحل مشكلة اللاجئين، وهذا منصوص عليه في المبادرة العربية وفي قرارات الشرعية الدولية".
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، حسام بدران خلال لقاء مع تلفزيون فلسطين الرسمي، "إن الشعب الفلسطيني مجتمع وموحّد وليس في حالة إرباك أو صدمة أو خضوع وخنوع، رغم المخاطر التي تمر بها القضية الفلسطينية في هذه المرحلة، سواء صفقة القرن أو مشروع الضم والاستيطان والهرولة إلى التطبيع وخيانة القضية الفلسطينية".
بدران: الشعب الفلسطيني مجتمع وموحّد وليس في حالة إرباك أو صدمة أو خضوع وخنوع، رغم المخاطر التي تمر بها القضية الفلسطيني
وأكد بدران أن الشعب الفلسطيني قدم للعالم نموذجًا للدفاع عن الحرية والتضحية من أجل الوصول إلى الأهداف الوطنية، ولن يرفع الراية البيضاء أو يستسلم تحت أي حصار أو ضغط مهما كان.
وقال بدران: "إن أمام هذه التحديات، اخترنا الطريق الصحيح باتجاه تقوية الجبهة الداخلية من خلال الحوار مع حركة "فتح" وكافة فصائل العمل الوطني، وقد بدأنا مرحلة جديدة في العمل الوطني".
وأشار بدران إلى أن هناك إجماعا وطنيا واتفاقا على سلسلة من الفعاليات الرافضة لمخططات الاحتلال، من ضمنها مهرجان ترمسعيا يوم غد الأربعاء، داعيًا كافة أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة في هذه الفعالية الوطنية الوحدوية تحت العلم الوطني الفلسطيني الذي يوحد الفلسطينيين رغم الاختلافات، وقال: "نحن ذاهبون باتجاه شراكة وطنية حقيقية لتحقيق آمال شعبنا بالحرية والاستقلال".
وكان أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، عقدا مؤتمرا في الثاني من الشهر الماضي، في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بمدينة رام الله، عبر نظام الربط التلفزيوني الفيديو كونفرانس من بيروت، أكدا فيه أن الحركتين ستواجهان معا كل مشاريع الضم، التي يسعى الاحتلال لتطبيقها، بدعم من الولايات المتحدة.