استمع إلى الملخص
- واجه افتتاح المعبر احتجاجات في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، حيث اعتبره ناشطون خطوة نحو إعادة العلاقات مع النظام السوري، ويواجه العائدون تحديات مثل الإتاوات والابتزاز المالي.
- وصل 1104 عائلات من لبنان إلى مناطق سيطرة النظام في ريف إدلب، وتم تأمين احتياجاتهم بالتعاون مع الهلال الأحمر، وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة استمرار تقديم الدعم الطارئ.
أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة السورية، افتتاح معبر أبو الزندين الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني والنظام السوري بريف حلب الشرقي، أمام السوريين العائدين من لبنان. وقالت الوزارة في بيان اليوم الأربعاء إن افتتاح المعبر جاء بسبب "تفاقم الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها السوريون في لبنان نتيجة للحرب، وازدياد أعداد الراغبين في الدخول إلى الشمال السوري، إضافة إلى الصعوبات والمضايقات التي تعرض لها النازحون في نقطة عون الدادات" الفاصلة بين مناطق سيطرة الجيش الوطني و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وأضاف البيان أن الحكومة المؤقتة دعت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى "التحرك السريع لتقديم المساعدات الطارئة وتوفير الاحتياجات الأساسية للعائدين، وأنها تعمل بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لضمان إيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين، لا سيما المهجّرين قسراً من لبنان".
وكانت مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، قد شهدت تظاهرات واحتجاجات مناوئة لافتتاح معبر أبو الزندين والذي اعتبره ناشطون خطوة لإعادة العلاقات بين النظام السوري وتركيا. ويواجه العائدون السوريون من لبنان إلى مناطق الشمال السوري مصاعب كبيرة، على معبر عون الدادات، فيما أغلقت الشرطة العسكرية التابعة للحكومة المؤقتة المعبر لبعض الوقت أمام القادمين.
كما تغلق الشرطة العسكرية المعابر غير الرسمية مع مجلس منبج العسكري، حيث يعتبر معبر عون الدادات الوجهة الأولى للمواطنين الذين يرغبون بالتنقل بين المنطقتين، عدا عن الإتاوات التي يدفعها القادمون خلال رحلتهم الطويلة للوصول إلى مناطق الشمال السوري مرورا بمناطق سيطرة النظام السوري، إذ يتعرضون للابتزاز المالي أيضا في مناطق سيطرة "قسد" ومناطق سيطرة المعارضة.
ورأى الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد"، أن قرار فتح معبر أبو الزندين قرب مدينة الباب، يأتي تزامنا مع التضييق على الوافدين في المعابر الأخرى لمناطق سيطرة المعارضة، مشيرًا إلى أن فتح المعبر يندرج في إطار محاولة الحكومة المؤقتة استغلال الظروف الراهنة لتمرير عملية فتحه، وتفادي الاحتجاجات على هذه الخطوة، خاصة في ضوء الضغط التركي المستمر في هذا الاتجاه والذي قاد في جوانب أخرى إلى حل بعض الفصائل المعارضة لخطوات التطبيع التركي مع النظام السوري.
وصول 1104 عائلات من لبنان إلى مناطق النظام السوري
إلى ذلك، قضى شخص من قرية تل كرسيان بريف إدلب، تحت التعذيب في سجون النظام السوري بعد اعتقاله بشكل تعسفي فور دخوله الأراضي السورية قادمًا من لبنان قبل نحو شهر. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه جرى اعتقال الشخص من جانب المخابرات العسكرية التابعة للنظام في خان شيخون بريف إدلب، حيث اقتيد إلى أحد السجون في حماة، دون توجيه أي اتهامات واضحة بحقه. وبعد شهر من الاعتقال والتعذيب، سلمت قوات النظام جثته إلى عائلته.
من جانبه، أعلن محافظ إدلب التابع للنظام السوري، ثائر سلهب، وصول 1104 عائلات قادمة من لبنان إلى مناطق سيطرة النظام في ريف إدلب. ووفق حديث سلهب مع "إذاعة شام إف إم" المقربة من النظام السوري، اليوم الأربعاء، فإن المؤسسات المعنية في المحافظة، بالتعاون مع الهلال الأحمر والجمعيات، عملت على تأمين جميع احتياجات العائلات من مواد غذائية وإغاثية.
وينحدر كثير من السوريين في لبنان من منطقة ريف إدلب الجنوبي التي سيطر عليها النظام أواخر عام 2019 وبداية عام 2020، وتعرضت المدن والبلدات في هذه المنطقة لتدمير واسع نتيجة القصف الجوي والمدفعي والمعارك وعمليات السرقة والتعفيش من جانب الجماعات الموالية للنظام. وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن حوالي 597,700 شخص عبروا الحدود من لبنان إلى سورية خلال الفترة ما بين 23 سبتمبر/ أيلول و20 أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
وقال تقرير للمفوضية اليوم الأربعاء إن أغلب الوافدين قدموا من معبر جديدة يابوس الحدودي بين لبنان وسورية (معبر المصنع) والذي تعرض لقصف إسرائيلي في وقت سابق ما عرقل عمليات التنقل. وأكدت الأمم المتحدة أنها تعتزم مع شركائها الدوليين مواصلة تقديم الدعم الطارئ للنازحين، سواء داخل لبنان أم للأشخاص الذين عبروا الحدود إلى سورية.