فتح تحقيق "دولي" في عملية احتجاز الرهائن داخل كنيس في تكساس

16 يناير 2022
حُرّر ليل السبت-الأحد الأربعة محتجزين من كنيس في مدينة كوليفيل في ولاية تكساس (Getty)
+ الخط -

فتحت السلطات الأميركية الأحد تحقيقًا "دوليًا" حول الرجل الذي احتجز، أمس السبت، أربعة أشخاص في كنيس في مدينة كوليفيل في ولاية تكساس الأميركيّة وقضى، فيما خرج جميع المحتجزين سالمين، علمًا أنه كان يُطالب بإطلاق سراح باكستانيّة مدانة بتهمة الإرهاب، خلال اقتحام الشرطة للمكان.

وندد الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأحد، باحتجاز الرهائن، واصفاً ما حصل بأنه "عمل إرهابي".

وحُرّر ليل السبت-الأحد الأربعة المحتجزون، ما أثار ارتياح الولايات المتحدة، إذ كرّر المجتمع اليهودي والرئيس جو بايدن الدعوة إلى مكافحة معاداة السامية، وتابعت إسرائيل القضية من كثب.

وأعلن قائد شرطة كوليفيل، مايكل ميلر، أنّ "فريق تحرير الرهائن اقتحم الكنيس" و"المشتبه به مات"، بدون أن يُحدّد ما إذا كان قد أنهى حياته أو ضربته الشرطة حتى الموت. ولم يُكشف عن اسم مُحتجز الرهائن.

وقال مات ديسارنو من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في دالاس إن الرهائن الأربعة، وبينهم الحاخام تشارلي سيترون-ووكر، لم يحتاجوا إلى إسعافات طبية، مؤكدًا أن محتجزهم "لم يتعرض لهم بأذى".

وقال وزير الخارجية البريطاني، ردًّا على أخبار تناقلتها بعض وسائل الإعلام تُفيد بأنّ المُحتجِز بريطاني الجنسية، "لدينا علم بوفاة رجل بريطاني في تكساس ونحن على تواصل مع السلطات المحلية". وأضاف ديسارنو "سنُحقّق في شأن محتجز الرهائن ومن تواصل معهم"، في إطار تحقيق "دولي".

وأفادت محطة "إيه بي سي نيوز" بأنّ الرجل كان يطالب بالإفراج عن عافية صِدّيقي التي أطلقت عليها صحف أميركيّة لقب "سيّدة (تنظيم) القاعدة".

وصِدّيقي عالِمة باكستانيّة حكمت عليها محكمة فدراليّة في نيويورك عام 2010 بالسجن 86 عامًا، لمحاولتها إطلاق النار على جنود أميركيّين أثناء احتجازها في أفغانستان. وأثارت هذه القضيّة احتجاجات في باكستان. وصِدّيقي محتجزة الآن في قاعدة فورث وورث قرب دالاس. وسبق لجماعات جهادية أن طالبت بالإفراج عنها.

 "سأموت" 

وخلال بث صلاة السبت مباشرة على فيسبوك قبل انقطاعها، تم التمكن من سماع صوت رجل مضطرب في بعض الأحيان يقول إنّ "هناك شيئًا ليس على ما يُرام في أميركا"، ويُضيف "سأموت"، طالبًا من محادثه مرات عدة الحديث إلى "أخته" عبر الهاتف.

وقالت محامية عافية صِدّيقي، في تصريح لمحطة "سي أن أن"، إن موكلتها "غير ضالعة بتاتًا" في عملية احتجاز الرهائن، مؤكدة أن الرجل ليس شقيق صِدّيقي ومشددة على أن موكلتها تندد بما حصل.

وأفاد خبراء بأنّ الكلمة التي استخدمها الرجل باللغة العربيّة مجازية ولا تعني بالضرورة أنه شقيق صِدّيقي، غير أن السلطات لم تؤكّد ذلك بشكل رسمي، ولم تُحدّد ما إذا كان الرجل مسلّحًا ووضع قنابل داخل الكنيس.

ولم يعطِ ديسارنو تفاصيل عن دوافع المشتبه فيه، موضحًا أنه بناءً على مفاوضات مطولة ومتوترة مع الشرطة، لم يكن محتجز الرهائن يستهدف ربّما تهديد المجتمع اليهودي على وجه التحديد. وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"مواجهة معاداة السامية وبروز التطرف في البلاد"، مشيدًا بعمل القوى الأمنية.

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت عن "امتنانه وارتياحه" لانتهاء العملية، مشددًا على أن الحادث "يذكّرنا بأن معاداة السامية لا تزال قائمة ويجب أن نستمر بمحاربتها على مستوى العالم". وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد "هذا الحادث الرهيب مثال جديد على الخطر المتواصل لمعاداة السامية". وقال مجلس العلاقات مع اليهود، ومقره في سان فرانسيسكو، "ما من أحد ينبغي أن يشعر بخوف من التجمع في أماكن العبادة".

(فرانس برس)