"فايننشال تايمز": كيف سيردّ حزب الله على اغتيال نصر الله؟

30 سبتمبر 2024
مناصرون لحزب الله يرفعون صورة نصر الله بعد استشهاده، 28 سبتمبر 2024 (حسام شبارو/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حزب الله يواجه تحديات كبيرة بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، مع انهيار أنظمة اتصالاته واستمرار الضربات الجوية الإسرائيلية.
- لبنان يواجه تهديدين رئيسيين: العدوان الإسرائيلي المستمر وخطر اندلاع اشتباكات داخلية، مع محاولات بعض الجماعات لملء الفراغ.
- حزب الله يسعى للحفاظ على "ثقافته العسكرية الاستراتيجية" وتغيير استراتيجيته، مع تحويل بعض العمليات إلى اللامركزية، وسط تصريحات رسمية مرتقبة من نائب الأمين العام نعيم قاسم.

نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، اليوم الاثنين، عن مصدر مطلع على تفكير حزب الله قوله "إنهم بحاجة إلى البدء في صياغة ردهم على اغتيال (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله"، مشيراً إلى أن هذا الردّ سيكون "أكثر شراسة من أي شيء فعلوه حتى الآن". ويأتي هذا في وقت ما زال الشارع اللبناني والعالمي عموماً، ينتظر تعيين خليفة لنصر الله الذي استشهد جراء غارات إسرائيلية عنيفة على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.

وعلى الرغم من استمرار حزب الله في إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل، تقول مصادر مطلعة على تفكير الحزب إن الأخير لم يستوعب بعد حجم خسائره، وسط انهيار أنظمة اتصالاته، والضربات الجوية المتواصلة التي أودت بحياة قياداته العليا. وفي السياق، يحذّر محللون من محاولة جماعات قالوا إن حزب الله قام بتهميشها على مدى السنوات الأخيرة، بمحاولة ملء الفراغ، بعد أن أصبحت القوة الأقوى في البلاد، شديدة الضعف، وفق "فايننشال تايمز". وتقول الخبيرة في شؤون لبنان في مركز كارنيغي للأبحاث ريم ممتاز إن لبنان يواجه الآن تهديدين، الأول هو العدوان الإسرائيلي المستمرّ والغزو المحتمل للجنوب، والثاني خطر اندلاع اشتباكات بين اللبنانيين.

وتشير ممتاز إلى أن الجيش وبعض الأحزاب السياسية تعمل على الحفاظ على السلام، وتهدئة المخاوف من اندلاع اشتباكات، لافتة إلى شعور بعض المجتمعات من القلق من أن استضافة عناصر مسلّحة من حزب الله قد تؤدي إلى قصف إسرائيل لها. وترى ممتاز أن "نصر الله أخطأ في تقدير شهية إسرائيل المتزايدة للمخاطرة، واختراق الاستخبارات حزبه، فضلاً عن ضعف إيران وتراجعها". من جانبها، تقول أمل سعد، الأكاديمية والخبيرة في شؤون حزب الله، إن نصر الله كان يمثّل حزب الله منذ فترة طويلة، وبدون رجل الدين البالغ من العمر 64 عاماً، فإن "حزب الله أصبح بلا صوت"، معتبرة في المقابل أن الحزب "أصيب بجروح وكدمات، لكنه لا يزال على حاله، ويتمتع بإحساس متجدد بالتحدي"، مشيرة إلى أن الحزب سيستفيد الآن من تحويل بعض العمليات إلى اللامركزية في السنوات الأخيرة.

وتحدثت سعد عن أن حزب الله سيحافظ على "ثقافته العسكرية الاستراتيجية"، مستطردة أنه "في مواجهة عدو لا يلين، فإن استراتيجيته ستتغير". ويأتي هذا في وقت أعلن حزب الله أن نائب أمينه العام نعيم قاسم سيلقي كلمة عند الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الاثنين، في أول موقف رسمي لحزب الله منذ اغتيال أمينه العام الجمعة، وفي ظلّ حديث إسرائيلي عن التحضير لعملية برية في لبنان.