أثار غياب العلم اللبناني عن اللقاء الذي جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ضجة كبيرة في لبنان، خصوصاً أن أعلام الدول الأخرى لم تغب عن باقي اللقاءات الثنائية مع الجانب الإيراني.
وغاب العلم اللبناني عن اللقاء الذي كان في مقرّ الرئيس الإيراني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بينما حضر على المستوى الإيراني فقط، في مشهدٍ تحوَّل سريعاً إلى مادة انقسمت فيها الآراء لبنانياً وسياسياً، بين من اعتبر الخطوة بمثابة تحقير للدولة اللبنانية من جانب إيران، وآخرين طالبوا ميقاتي بالاعتذار، معتبرين أنه كان من الأجدى به رفض الجلوس في ظل غياب علم بلاده، فيما برر آخرون ذلك بنشر صور رؤساء حكومات سابقين في لبنان جلسوا مع رؤساء دول أخرى غير إيران ولم يكن العلم اللبناني موجوداً، لإبعاد المسألة عن مستواها السياسي.
في المقابل، لم يصدر أي بيان رسمي عن ميقاتي أو مكتبه الإعلامي يوضح السبب وراء غياب العلم اللبناني، وكذلك لم تنشر وزارة الخارجية اللبنانية أي توضيح، إلا أن أوساط من الوفد اللبناني برّرت إعلامياً ما حصل بأن البروتوكول لا يفرض رفع علم دولة رئيس الحكومة عند اجتماعه برئيس دولة، الأمر الذي رُدَّ عليه بالإشارة إلى أن العلم العراقي كان حاضراً مثلاً خلال لقاء الرئيس الإيراني ورئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي.
كما تجدر الإشارة إلى أن بياناً مقتضباً صدر عن مكتب ميقاتي للقائه رئيسي لم يتطرق إلى أي تفاصيل، على عكس البيانات التي صدرت في لقاءات أخرى وتطرّقت إلى تفاصيل الملفات التي تم البحث بها.
واكتفى مكتب ميقاتي بتوزيع بيان قال فيه إن "ميقاتي واصل اجتماعاته ولقاءاته في نيويورك خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في حضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان ومستشار ميقاتي السفير بطرس عساكر". ولم يذكر البيان أي تفاصيل أخرى، رغم أن ملف الفيول على طاولة المفاوضات الرسمية بين الجانبين.
وتأتي هذه المشهدية في وقتٍ تدخل فيه لبنان كدولة رسمية في مفاوضات جدية مع إيران حول هبة الفيول، وقد عقد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، لقاءً في نيويورك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي جدّد التأكيد على استعداد إيران لتزويد لبنان بالنفط وغيرها من المساعدات.
وليس العلم اللبناني الموضوع المثار الأول الذي يحصل في هذا الأسبوع على الخطين اللبناني الإيراني، إذ تزامن مع وجود وفد لبنان الرسمي في طهران للبحث في ملف الهبة الإيرانية التي تُجنب لبنان العقوبات الأميركية.
في هذا السياق، برزت تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، حول عدم تقديم أي وقود مجاني للبنان، فحصل لغطٌ لم توضح معالمه كثيراً، رغم أخذ إعلام "حزب الله" الموضوع في إطار تحريف الكلام لغايات سياسية، وذلك بانتظار عودة ميقاتي إلى بيروت.
وسارعت قناة "المنار" إلى نشر خبر إبلاغ الوفد اللبناني موافقة طهران على تزويد لبنان بـ600 ألف طن من الفيول مقسمة على خمسة أشهر، بينما كانت قد نشرت موقفاً خاصاً للسفارة الإيرانية في بيروت أكدت فيه أن السفن المحمّلة بالفيول الإيراني ستكون جاهزة خلال أسبوع أو أسبوعين للإبحار باتجاه لبنان لترسو في الميناء الذي يحدّده الجانب اللبناني، واستندت قناة حزب الله إلى ذلك للقول بأن "العروض والنوايا الإيرانية صدقت".