غياب توفيق الطيراوي عن اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح

30 سبتمبر 2022
علم "العربي الجديد" أنه قد تم سحب الحراسات من اللواء الطيراوي (فيسبوك)
+ الخط -

عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح اجتماعاً لها، مساء اليوم الجمعة، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من دون حضور عضو اللجنة اللواء توفيق الطيراوي.

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الطيراوي كان قد أرسل خلال الأسابيع القليلة الماضية رسالة وجهها لعباس، يجمد بموجبها عضويته باللجنة إلى حين انتهاء الأزمة التي حصلت على خلفية تسجيلات مسربة للطيراوي.

ولم يتسن لـ"العربي الجديد" الحصول على رد من الطيراوي بسبب إغلاق هاتفه.

وكان عباس قد أصدر، في 8 أغسطس/آب الماضي، قراراً بإعادة تشكيل مجلس أمناء جامعة الاستقلال للعلوم الأمنية الواقعة في مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، الذي يرأسه الطيراوي. وعلم "العربي الجديد" في حينه أنه قد تم سحب الحراسات من اللواء الطيراوي.

وأكدت المصادر أن هذه القرارات جاءت على خلفية خلافات حادة بين الطيراوي وعضو مركزية فتح حسين الشيخ، بعد تسريبات صوتية (نفى صحتها الطيراوي) طاولت الشيخ وعضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب.

وقال الطيراوي، في بيان صحافي قبيل القرار: "إنني كنت وما زلت على الدوام فخوراً بأخوتي في اللجنة المركزية، وفي القيادة، وفي الحركة، وفي فصائل العمل الوطني، ومدافعاً عنهم في كل محفل حتى لو اختلفت في الرأي معهم، وإنني أحتفظ برسائل مسجلة لدي من مشبوهين وخفافيش ليل مفادها أنهم سيعملون على تشويه علاقتي بإخوة لي في اللجنة المركزية، وتحديداً أخي جبريل الرجوب وأخي محمود العالول وأخي عزام الأحمد وأخي حسين الشيخ".

من جانب آخر، علم "العربي الجديد" من مصادره أنّ حسين الشيخ يغادر الليلة إلى الولايات المتحدة الأميركية للقاء وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن.

وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال الاجتماع، إنه في خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، إذ أكد أنّ الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، هما اللتان تتحملان المسؤولية التاريخية لما يعانيه شعبنا منذ وعد بلفور إلى يومنا هذا، حيث يحاول الاحتلال الإسرائيلي تكريس احتلاله لأرض دولة فلسطين في ظل صمت وعجز دولي عن محاسبته على جرائمه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

وتطرق عباس، إلى استضافة الجزائر لحوار الفصائل الفلسطينية، حيث تم إرسال وفد حركة فتح للاستماع إلى الأشقاء في الجزائر، مؤكداً أنّ هناك قراراً مركزياً في حركة "فتح" بالتجاوب مع جهود المصالحة المبذولة من قبل مصر والأشقاء العرب، والعمل على إنجاحها لتحقيق المصالحة الفلسطينية المستندة لقرارات الشرعية الدولية، والإقرار بأنّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.

في شأن آخر، شدد عباس على أهمية فرض سيادة القانون على الجميع دون استثناء، والعمل الجاد على توفير الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني.

في هذه الأثناء، أكدت اللجنة المركزية لحركة فتح دعمها لخطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي حدد فيه الخطوات السياسية الفلسطينية المقبلة، والمطلوب فلسطينياً من أجل حماية حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم صموده على أرضه أمام الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، كما شددت على ضرورة تحويل خطاب الرئيس عباس أمام الجمعية العامة إلى خطة عمل.

وأدانت مركزية فتح، التصعيد الإسرائيلي الخطير والمتواصل ضد الشعب الفلسطيني، سواء في مدينة القدس أو جنين أو نابلس وغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.

وأشارت اللجنة إلى أن هذا التصعيد المستمر واستباحة الدم الفلسطيني، ليكون سلعة في سوق الانتخابات الإسرائيلية غير مقبول.

وقالت اللجنة، إننا "لن نسمح باستمراره، وأن شعبنا سيبقى صامداً متمسكاً بأرضه ومقدساته ولن يركع أو يلين مهما كان الثمن، وأن على هذا الاحتلال أن يفهم جيداً أن هذا العدوان والقتل والتدمير وتدنيس المقدسات وغيرها من الإجراءات لن تجلب له الأمن والاستقرار".

في هذه الأثناء، أكد وفد مركزية فتح الذي زار الجزائر مؤخراً بدعوة من الجزائر، على نتائج لقاءاته الخاصة بتحقيق المصالحة الفلسطينية هناك، ورؤية الحركة لإنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن، حيث أكدوا على حرص الحركة وقيادتها على إنجاح هذه الجهود الكريمة بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ويسهم في تحقيق وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الوطنية.

وأكد الوفد أن الاحتلال الإسرائيلي وبعض القوى الإقليمية والدولية لا تريد تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي، لأن استمرار هذا الانقسام يصب في مصلحتها ويعرقل المساعي الفلسطينية الرامية لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشددت "المركزية" على أهمية متابعة تنفيذ جميع النقاط الواردة في خطاب الرئيس، والعمل على تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلسين المركزي والثوري.

كما أكدت أيضاً على أهمية تمتين الجبهة الداخلية وتعزيزها بما يسهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتوفير الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، ودعمهم الكامل لتطبيق سيادة القانون وحفظ كرامة المواطن، ومحاربة كل ما يضر بالنسيج الوطني والاجتماعي الفلسطيني.

وعلى الصعيد الداخلي لحركة "فتح"؛ ناقشت اللجنة المركزية الجهود المبذولة لعقد المؤتمر الثامن للحركة، والتحضيرات الجارية من أجل إنجاحه بما يصب في تقوية وتعزيز أطر الحركة، الأمر الذي يعود بالنفع على المشروع الوطني الفلسطيني.

المساهمون