غوتيريس: الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط تتحول بسرعة إلى جحيم

02 أكتوبر 2024
غوتيريس خلال جلسة مجلس الأمن حول أوضاع الشرق الأوسط، 2 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، دعا لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة، محذرًا من تصاعد التوترات على الخط الأزرق بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، ومطالبًا بسيطرة الدولة اللبنانية على أراضيها.

- في اجتماع مجلس الأمن، اتهمت السفيرة الأميركية إيران وحزب الله بالتصعيد، بينما أدان المندوب الروسي الهجمات الإسرائيلية، داعيًا لوقف العمليات. مندوب الجزائر حذر من انفجار إقليمي.

- مندوب إسرائيل طالب بتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، بينما دعا مندوب لبنان للعودة للحلول السياسية. مندوب إيران أكد على الدفاع عن النفس واتهم إسرائيل بدفع المنطقة نحو الكارثة.

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الأربعاء، إن "الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط تتحول بسرعة إلى جحيم". وطالب بوقف إطلاق النار في لبنان وغزة وكسر دائرة التصعيد والعنف المتبادل، محذرا إن الوقت ينفد. وجاءت تصريحات غوتيريس خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعا طارئا بطلب من فرنسا لنقاش تطورات الوضع في الشرق الأوسط وتحديدا لبنان. 

وأشار غوتيريس إلى أن "الخط الأزرق شهد توترات لسنوات. ولكن منذ أكتوبر/تشرين الأول الفائت، اتسع نطاق تبادل إطلاق النار وعمقه وكثافته. وذكرت أن تبادل إطلاق النار شبه اليومي من جانب حزب الله وغيره من الجماعات المسلحة غير الحكومية في لبنان والقوات الإسرائيلية يشكل انتهاكاً متكرراً لقرار مجلس الأمن رقم 1701". وقال إن "الاستخدام اليومي للأسلحة من قبل الجماعات المسلحة غير الحكومية يشكل انتهاكاً لقراري مجلس الأمن 1559 و1701". وشدد على ضرورة أن تسيطر الدولة اللبنانية على جميع أنحاء البلاد والسلاح فيها.  

وحول التصعيد الذي شهدته الأيام الماضية تساءل "عما تبقى من الإطار الذي أنشأه هذا المجلس بموجب القرار 1701. لقد شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية متواصلة في مختلف أنحاء لبنان ـ بما في ذلك بيروت. وقد اقترحت الولايات المتحدة وفرنسا ـ بدعم من عدة بلدان أخرى ـ وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار يسمح باستئناف المفاوضات. ولكن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح وكثفت من ضرباتها، بما في ذلك قصف مقر حزب الله حيث قُتل زعيمه. كما واصل حزب الله إطلاق الصواريخ والقذائف على إسرائيل. وأمس، نفذت القوات الإسرائيلية ما وصفته بأنه "توغلات محدودة" في جنوب لبنان".

وتحدث غوتيريس عن اليونيفيل وقال "إن قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل لا تزال في مواقعها، ولا يزال علم الأمم المتحدة يرفرف على الرغم من طلب إسرائيل نقله". وشدد على ضرورة "ضمان سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة". وأشار إلى "مقتل 1700 شخص في لبنان نتيجة للهجمات الإسرائيلية، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من بينهم مئة طفل"، كما تحدث عن تقديرات تشير إلى نزوح قرابة مليون شخص في لبنان. وأشار إلى مقتل 49 شخصا في إسرائيل نتيجة لهجمات حزب الله.

وتحدث عن إطلاق إيران ما يقرب من 200 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل. وأشار إلى تصريحات إيران بأن ذلك جاء كرد على "مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وقائد الحرس الثوري الإسلامي، عباس نيلفوروشان، وقائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو/تموز". وأدان غوتيريس "بشدة مرة أخرى الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران على إسرائيل بالأمس". وشدد في ختام مداخلته على ضرورة التوصل لإطلاق النار. 

إلى ذلك، حملت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إيران وحزب الله المسؤولية عن التصعيد. وقالت إن "إيران فشلت بتحقيق أهدافها بسبب التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل". وطالبت مجلس الأمن بإدانة الهجمات الإيرانية، دون أن تتطرق للهجمات الإسرائيلية على لبنان أو تدينها. وقالت إن بلادها وجهت تحذيرات لإيران منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واعتبرت المندوبة الأميركية إيران "متواطئة في هجمات السابع من أكتوبر على إسرائيل من خلال تمويلها وتدريبها ودعمها للجناح العسكري لحركة حماس". وأضافت أن بلادها وبعد السابع من أكتوبر "بعثت رسالة واضحة إلى إيران: لا تستغلوا الموقف بطرق من شأنها أن تخاطر بدفع المنطقة إلى حرب أوسع نطاقا". واعتبرت أن إيران متواطئة من خلال دعمها للحوثيين والجماعات المسلحة في سورية والعراق، ومن خلال تسليح وتشجيع حزب الله، بحسب السفيرة الأميركية. وعبرت عن دعم بلادها لإسرائيل وتحدثت عن أن ذلك يأتي كأفعال دفاعية. ودعت إلى فرض المزيد من العقوبات على الحرس الثوري الإيراني.

من جهته، أدان المندوب الروسي، فاسيلي نيبنزيا، الهجمات الإسرائيلية على لبنان. ووصف موقف الولايات المتحدة بأنه يشل مجلس الأمن ويحول دون تحركه. وقال إن إيران دخلت إلى المعادلة بعدما أظهرت ضبط النفس لشهرين. ودعا السلطات الإسرائيلية إلى وقف عملياتها في لبنان وسحب قواتها. وأعرب عن تضامن بلاده مع لبنان وشعبه. وأدان اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد وتبعاته. وقال نيبنزيا: "على مجلس الأمن أن يجبر إسرائيل على وقف الأعمال العدائية فورا". ولاحظ "الإشارة من طهران أنها لا ترغب بتصعيد الوضع بشكل أكبر". وفي ما يخص المفاوضات حول وقف إطلاق النار، قال "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أدلى ببيان عسكري من منصة الجمعية العامة في نيويورك (الأسبوع الماضي)، ثم أمر بتنفيذ الضربة العسكرية ضد حزب الله (واغتيال نصر الله)". وانتقد الجانب الأميركي والانفراد بـ "المفاوضات" التي تجريها "واشنطن على ما يبدو مع نفسها". كما انتقد دعم واشنطن الدبلوماسي والعسكري غير المشروط لإسرائيل.

وقال السفير الروسي: "أصبح من الواضح أن خطط القيادة الإسرائيلية تتمثل بدفع أي ثمن من أجل إشعال فتيل صراع بين خصمها الإقليمي الرئيسي، إيران، والولايات المتحدة". وأضاف: "من الصعب القول ما إذا كانت واشنطن تدرك هذا، ولكن فإن هذا السيناريو مستمر وفقًا للنص الإسرائيلي...". وحذر من الاستمرار في ذلك، حيث قد "يصل الصراع إلى مستوى لا يمكن تصوره من التصعيد وسيهدد ليس فقط الشرق الأوسط، ولكن العالم بأسره. نحن مقتنعون بأنه من مصلحتنا منع مثل هذا السيناريو". وعبر عن أمله أن يدرك الأميركان ذلك ويتحملون المسؤولية كأعضاء دائمين في مجلس الأمن.

ومن جهته، عبر مندوب الجزائر، عمار بن جامع، عن تضامن بلاده مع الأمين العام للأمم المتحدة بعد القرار "غير المعقول الذي صدر عن سلطات الاحتلال الإسرائيلية واعتبار الأمين العام كشخصية غير مرغوب بها. وهذا يعكس عدم احترام السلطات الإسرائيلية للمنظمة وأمينها". وحذر من "انفجار إقليمي وتدهور متزايد للأوضاع". وأشار إلى استهداف إسرائيل لأجهزة الاتصال المدنية والقصف العشوائي والاجتياح البري  في لبنان مشددا على أن ذلك يعكس عدم احترام القانون الدولي.

وعبر عن أسفه لعجز مجلس الأمن للتحرك ووقف إطلاق النار. وأشار إلى قتل اللبنانيين ونزوح قرابة مليون شخص، مشددا على أن عدم المساءلة منح إسرائيل ضوء اخضر لتستمر في تدميرها لغزة والضفة والتصعيد ضد لبنان. وقال إنه من غير المقبول أن يتم تجاهل قرارات مجلس الأمن "إسرائيل ليست فوق القانون ويجب أن تخضع للمساءلة". وشدد على "ضرورة عدم نسيان محنة غزة ووقف الهجوم الوحشي على غزة، أي تهدئة يجب أن تبدأ بوقف إطلاق النار في غزة".

إلى ذلك، طالب مندوب إسرائيل، داني دانون، بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية وفرض عقوبات فورية على إيران. وأضاف: "كيف يمكن أن تطالبوا بوقف التصعيد في ظل دفاع إسرائيل عن نفسها". وحذر إيران من "عواقب ستكون أكبر مما يمكن أن تتخيله"، مشيرا إلى أن بلاده "سترد بقوة".

ومن جهته، قال القائم بأعمال المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم "إن لبنان ليس بخير، ولا غزة بخير، والحشود الإسرائيلية العسكرية، وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان". ولفت الانتباه إلى إقرار الحكومة الإسرائيلية لاجتياح لبنان بريا، مؤكدا أنه من غير الصحيح ما تقوله إسرائيل عن "عمليات عسكرية جراحية ومحدودة حيث أن الأضرار في صفوف المدنيين هائلة كما على البنى التحتية".

وقال هاشم إن الاجتياح الإسرائيلي سيكون بمثابة "هزيمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل في لبنان". وشدد على ضرورة العودة إلى الحلول السياسية المبنية على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وأشار إلى موقف حكومة بلاده والذي يشمل دعم والالتزام بالنداء الصادر عن فرنسا والولايات المتحدة حول وقف إطلاق النار بغية البحث في العودة وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 وبشكل كامل. وتحدث كذلك عن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة والحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية.

أما مندوب إيران للأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، فشدد على أن بلاده استهدفت المنشأة العسكرية الإسرائيلية بما يتماشى مع حقها بالدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وأتى كرد مباشر "على العدوان الإسرائيلي المتكرر بما فيه انتهاك سيادة إيران وسلامة أراضيها". وحذر "من شن إسرائيل أي عدوان آخر ضد أمننا الوطني... سنتحرك بلاد تردد".

وقال إن "إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة حيث فشلت الدبلوماسية لأنها لا تنظر لضبط النفس كمبادرة جيدة بل تنظر إليه كضعف يمكن استغلاله". واتهم إسرائيل بدفع المنطقة إلى حافة الكارثة ولا نية "لديها للسعي لوقف إطلاق النار". كما أدان الموقف الأميركي والذي رأى فيه أنه يشجع "الأعمال الإجرامية الإسرائيلية من خلال دعمها العسكري والدبلوماسي". وشدد على ضرورة أن يتحرك مجلس الأمن.