غوتيريس: غزة المكان الأخطر في العالم لإيصال المساعدات الإنسانية

28 سبتمبر 2024
غوتيريس يتحدث أمام مجلس الأمن عن الوضع في غزة، 27 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصريحات غوتيريس ومجلس الأمن: أكد أنطونيو غوتيريس أن العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني غير مبرر، مشيراً إلى القصف الإسرائيلي ونزوح سكان غزة، ودعا إلى التحقيق في مقتل موظفي الأمم المتحدة وتقييد وسائل الإعلام.

- مداخلات القادة الدوليين: تحدث محمد مصطفى عن الجرائم الإسرائيلية والمعايير المزدوجة، ودعا إلى خطة دولية للاعتراف بدولة فلسطين. أشار أحمد عطاف إلى التصعيد الإسرائيلي، وشدد سيرغي لافروف على ضرورة حل القضية الفلسطينية.

- مواقف الدول العربية: أكد أيمن الصفدي على مأساة غزة والضفة الغربية، مشيراً إلى مخطط إسرائيلي لدفع الضفة إلى الانفجار، وحذر من خطر حرب إقليمية، مطالباً بفرض حظر على تزويد إسرائيل بالسلاح.

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إنه "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني". وجاءت تصريحاته خلال إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعاً، الجمعة، على مستوى وزراء الخارجية لنقاش الوضع في غزة، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في نيويورك. وترأس الجلسة رئيس وزراء سلوفينيا، روبرت غولوب، حيث تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر. كذلك حضره رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى وعدد من وزراء الخارجية لدول ليست أعضاءً في مجلس الأمن، بمن فيهم وزراء خارجية السعودية ومصر والاتحاد الأوروبي ولبنان والأردن ومصر وإيران والنرويج.

وقال غوتيريس: "إنه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل والأعمال العدائية إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال. كذلك أُصيب عدد لا يُحصى من الفلسطينيين الآخرين، وتشوهوا، وتعرضوا لصدمات نفسية مدى الحياة". وقال إنه لم يرَ "خلال ولايته بصفته أميناً عاماً للأمم المتحدة حجماً مشابهاً من القتل والدمار في أي صراع لما يحدث في غزة".

وتحدث عن نزوح جميع سكان غزة والكثير منهم أكثر من مرة "ولم يعد لديهم مكان آمن يذهبون إليه، ونصف المشردين من الأطفال. ويعيش الجميع في ظروف مروعة مع وصول محدود للغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية". وأضاف: "وفي مواجهة هذا الدمار، أصبح القانون الإنساني الدولي في حالة يُرثى لها". وأشار إلى فتوى محكمة العدل الدولية وقرارات الجمعية العامة وإلى ضرورة أن تنفذها إسرائيل. كذلك تحدث عن تقييد ومنع وسائل الإعلام الدولية من تغطية الحرب على غزة ودخولها إلى القطاع.

وتوقف كذلك عند الوضع في لبنان وقصف إسرائيل لبيروت و"المقر الرئيسي لحزب الله". وحذر غوتيريس من أن "الحرب في لبنان قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد الذي قد يشمل قوى خارجية". وعبّر عن تأييده للاقتراح الداعي إلى وقف إطلاق نار مؤقت، ما يسمح بتسليم المساعدات الإنسانية وتمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات الجادة من أجل تحقيق سلام دائم عبر الخط الأزرق.

ووصف غوتيريس غزة بالمكان "الأكثر خطورة في العالم في ما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية". وتحدث عن "مقتل 225 من موظفي الأمم المتحدة في غزة، أغلبهم من الفلسطينيين". وشدد على ضرورة التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن القتل. وتطرق كذلك "إلى الحملة والمعلومات المضللة ضد مسؤولي الأمم المتحدة وكياناتها".

من جهته، تحدث رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، عن الوضع في الضفة وغزة والقتل والمجازر المرتكبة. وأشار إلى أن مجلس الأمن لم يقرّ الإجراءات التي من شأنها "كبح جماح الحكومة الإسرائيلية والتي ترى في الحرب والعدوان استراتيجية سياسية للبقاء في الحكم". ثم توقف عند الجرائم الإسرائيلية في لبنان، وقال: "وبعدما نكلت بالشعب الفلسطيني نراها اليوم تفتح نيرانها على الشعب اللبناني الشقيق".

وتحدث مصطفى عن المعايير المزدوجة في تنفيذ القرارات الدولية. وأشار في الوقت ذاته إلى التضامن الكبير الذي لمسه خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى مع الشعب الفلسطيني. وتساءل عما إذا كان مجلس الأمن سيكتفي بالتنديد والمطالبة فقط، مطالباً المجلس بتفعيل أدواته التي "تجبر إسرائيل على الامتثال لحفظ وصون الأمن والسلم الدوليين". وأضاف: "إلى متى سيكون الفصل السابع محرماً على إسرائيل؟ هل تنتظرون كارثة أكبر أو حرباً أوسع، أم تنتظرون مدنيين أكثر جدارة بالحياة؟".

وشدد على ضرورة صياغة خطة واضحة المعالم ودولية تشمل إجراءات جذرية لتغيير الواقع على الأرض بما فيها "الاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها في الأمم المتحدة وتطبيق فتوى محكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة ذات الصلة، الذي يطالب بأن تنهي إسرائيل احتلالها خلال 12 شهراً". وشدد أيضاً على ضرورة دعم "التعاون الدولي لإنهاء الاحتلال الذي أُعلن يوم الخميس من أجل تحقيق حل الدولتين".

إلى ذلك، قال رئيس وزراء سلوفينيا، روبرت غولوب، إن بلاده تعمل على مشروع قرار في مجلس الأمن حول المساعدات الإنسانية، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. فيما قال وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، إن بلاده طلبت عقد الاجتماع لتسليط الضوء على ما تشهده غزة "والتصعيد الإسرائيلي الخطير الذي ينذر بنشوب حرب إقليمية شاملة قد تعصف بأمن الجميع". وتحدث عن المسؤولية الدولية وعدم القبول بالذرائع المتعلقة بالجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين. كذلك تطرّق إلى اجتماع المجلس عشرات المرات، لكنها لم تسفر إلا عن اعتماد قرارين يطالبان بوقف إطلاق النار. وقال إن الاحتلال "لم يُعِر لهما أي اعتبار أو تقدير أو احترام، بل استمر في حربه وانتهاكاته دون أي ردع دولي حاسم أو إدانة صريحة".  

أما وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فاستهل حديثه بالإشارة إلى تداعيات التصعيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مناطق أخرى، مشدداً على أن السبب الرئيسي للأزمة هو "الاستمرار بعدم حل القضية الفلسطينية". وتحدث عن "مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني أغلبهم من المدنيين خلال عام واحد فقط". وتوقف عند الوضع في لبنان و"مقتل أكثر من 500 شخص خلال يومين منهم خمسون طفلاً". وقال إن إسرائيل تنتهك سيادة لبنان وأدان ما تقوم به. ودعا في الوقت ذاته إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية. وشدد على ضرورة أن يستخدم مجلس الأمن الآليات المتاحة لديه لتنفيذ قراراته.

بدوره، قدم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، مداخلة بلاده أمام مجلس الأمن، وتحدث فيها بداية عن مأساة غزة والضفة الغربية. وقال إن إسرائيل "دمرت غزة لجعلها مكاناً بارداً لأهلها غير قابل للحياة". وتحدث عن مخطط إسرائيلي مشابه في الضفة الغربية يهدف إلى "دفعها إلى الانفجار لتبرير شنّ حرب جديدة تستهدف إلغاء الوجود الفلسطيني فيها وتهجير أهلها منها". وأضاف: "تلك جريمة حرب ولن نسمح بتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي إلى وطننا".

وأشار إلى ما قاله ملك الأردن، عبد الله الثاني، خلال خطابه أمام الجمعية العامة، ومفاده أن الأردن "لن يكون وطناً بديلاً لوطن الفلسطينيين المحتل الذي سيتحرر ويصبح دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس المحتلة، ولو بعد حين". كذلك أشار الصفدي إلى أن إسرائيل تقوم بكل هذا بما في ذلك استباحة لبنان "لأن العالم سمح لها بذلك. وتخرق الحكومة الإسرائيلية القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لأنها لا تواجه عواقب انتهاكها لهما وترتكب جرائم الحرب لأنها لا تحاسب عليها. تتحدى مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة وأحكام محكمة العدل الدولية لأن القانون الدولي يطبَّق انتقائياً".

وتحدث الصفدي عن عدم استخدام مجلس الأمن الدولي لأدواته ووقفها. وأضاف: "الاحتلال هو الشر كله، وهو سبب كل المآسي التي عاشتها وتعيشها المنطقة، وهو الذي يدفعها نحو الهاوية وهو الخطر الأكبر". وشدد على أن "حكومة تجذر الكراهية والعنصرية في مجتمعها، لا تريد السلام". وتطرّق إلى موافقة الدول العربية والمبادرة العربية "لحل الدولتين". وأضاف: "لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت السلام واختارت الحرب وقتلت من الأطفال ما لم تقتل أي حرب منذ عقود، فدخلت قائمة الأمم المتحدة السوداء، وسجلت رقماً قياسياً في قتل موظفي الأمم المتحدة وعاملي الإغاثة الإنسانية. ولأن المجرم يخشى الحقيقة، قتلت الصحافيين ومنعت الإعلام الدولي من دخول غزة التي أحالتها ساحة أكبر جريمة حرب في التاريخ الحديث".

وحذر من خطر سقوط المنطقة في حرب إقليمية، مشدداً على أن الخطر يتفاقم ويجب وقفه قبل فوات الأوان. وأضاف: "في جعبتكم من الأدوات القانونية والسياسية والعملاتية ما يستطيع وقفه"، مطالباً المجلس بفرض حظر على تزويد إسرائيل بالسلاح وفرض عقوبات عليها.

المساهمون