أستراليا تشتري غواصات أميركية بدفع نووي في أكبر استثمار عسكري بتاريخها: ما علاقة الصين؟

14 مارس 2023
بايدن ورئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي (جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -

تتجه أستراليا إلى شراء ما يصل إلى خمس غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي، كما ستتعاون في مرحلة لاحقة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لبناء جيل جديد من الغواصات لتعزيز الحضور العسكري الغربي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مواجهة صعود النفوذ الصيني، في خطوة وصفها رئيس وزرائها بأنها "أكبر استثمار" عسكري في تاريخ البلاد.

وجاء إعلان الاتفاق في اجتماع استضافه الرئيس الأميركي جو بايدن، والتقى خلاله رئيسي وزراء أستراليا وبريطانيا أنتوني ألبانيزي وريشي سوناك في قاعدة سان دييغو البحرية في ولاية كاليفورنيا.

وقال بايدن إن الولايات المتحدة "ضمنت الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على مدى عقود"، مشيرا إلى أن اتفاق الغواصات من شأنه تعزيز "آفاق السلام لعقود مقبلة".

ووصف ألبانيزي شراء بلاده غواصات أميركية تعمل بالدفع النووي وانخراطها في مشروع لبناء جيل جديد من الغواصات بأنه "أكبر استثمار" في القدرات الدفاعية لأستراليا في تاريخها.

وأستراليا التي انضمّت قبل 18 شهرا إلى تحالف أوكوس (AUKUS) مع واشنطن ولندن، لن تتلقى أسلحة نووية، لكنّها ستحوز غواصات تعمل بالدفع النووي، ما سيحدث تحوّلا في دورها في مشروع بقيادة الولايات المتحدة لحفظ ميزان القوى القائم منذ عقود في منطقة الهادئ.

وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان، في مؤتمر صحافي، إن مشروع الغواصات يجسّد تعهّد واشنطن على المدى الطويل بـ"حماية السلم والاستقرار" في منطقة آسيا المحيط الهادئ.

وأشار إلى أن الشراكة مع أستراليا، والتي تتضمن تشارك تكنولوجيا نووية سرية لم يسبق أن تم تشاركها إلا مع بريطانيا، هي "التزام سيمتد عقودا وربما قرنا من الزمن".

وأوضح أن هذه الغواصات ستحمل تسمية "أس أس أن-أوكوس"، وستعمل بالدفع النووي، وستكون مجهّزة بأسلحة تقليدية. وأعلن أنها ستبنى استنادا إلى تصميم بريطاني وبتكنولوجيا أميركية، وستتطلّب "استثمارات كبرى" في البلدان الثلاثة.

زيادة الإنفاق العسكري

في مواجهة التحديات الصينية المتزايدة والغزو الروسي لأوكرانيا المؤيدة للغرب، تتحرّك بريطانيا أيضا لتعزيز قدراتها العسكرية.

وأفادت الحكومة البريطانية، الاثنين، بأن تمويلا إضافيا بقيمة أكثر من ستة مليارات دولار في العامين المقبلين "سيملأ ويعزز مخزونات الذخيرة الحيوية ويحدّث المنشآت النووية البريطانية ويموّل المرحلة التالية من برنامج أوكوس للغواصات".

ومقارنة بالغواصات من فئة "كولينز" التي ستتخلى عنها أستراليا، فإن تلك التي هي من فئة "فيرجينيا" أطول بمرّتين ويمكنها حمل 132 شخصا من أفراد الطاقم بدلا من 48.

لكن الأمر سيتستغرق وقتا طويلا. وقال مسؤول أميركي رفيع طالبا عدم كشف هويته إن البحرية البريطانية ستتلقى الغواصات في أواخر ثلاثينيات القرن الواحد والعشرين، فيما سيتعين على أستراليا أن تنتظر حتى أواخر أربعينيات القرن الحالي.

في الأثناء، سيتدرّب البحارة والمهندسون وأفراد الطواقم الأستراليون مع نظرائهم الأميركيين والبريطانيين لاكتساب الخبرات.

وحذّرت الصين من أن "أوكوس" قد يؤدي إلى إشعال سباق تسلّح، واتّهمت الدول الثلاث بالتسبب بانتكاسة في جهود منع الانتشار النووي.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ لصحافيين في بكين: "نحض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا على التخلي عن عقلية الحرب الباردة والإيفاء بالالتزامات الدولية بنية سليمة والقيام بمزيد من الأمور المواتية للسلم والاستقرار الإقليميين".

والأسبوع الماضي، اتّهم الرئيس الصيني شي جين بينغ الولايات المتحدة بقيادة الجهود الغربية باتّجاه "الاحتواء والتطويق والكبت الكامل للصين".

لكن واشنطن تشير إلى أن بكين تثير مخاوف بلدان في منطقة آسيا والهادئ عبر تهديداتها بغزو تايوان، إضافة إلى تشديدها على التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية المسلحة نوويا.

وقال المسؤول الأميركي: "ما نشهده هو سلسلة خطوات استفزازية تتّخذها الصين بقيادة شي جين بينغ في السنوات الخمس إلى العشر الأخيرة"، مشددا على أن الاتفاق هو محاولة للدفاع عن النظام القائم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وحمايته.

(فرانس برس)

المساهمون