غني يقترح انتخابات مبكرة لحلّ المعضلة الأفغانية

24 مارس 2021
سيقدّم غني المقترح أثناء مؤتمر إسطنبول المزمع انعقاده في شهر إبريل (الأناضول)
+ الخط -

أفادت وسائل إعلام أفغانية، استناداً إلى مصادر في القصر الرئاسي، بأنّ الرئيس أشرف غني أعدّ مقترحاً لحلّ المعضلة الأفغانية، من أبرز معالمها الانتخابات المبكرة، تشارك فيها حركة "طالبان" مع أطراف أفغانية أخرى عدا الرئيس ونائبيه، ويقدّم المقترح أثناء مؤتمر إسطنبول المزمع انعقاده في شهر إبريل/ نيسان المقبل.

في هذا الصدد، ذكرت "بي بي سي" البشتوية، على موقعها، أنّ مصادر في القصر الرئاسي الأفغاني أفادت لها بأنّ غني سيقدم هذا المقترح للأطراف الأفغانية والدولية، ومن ضمنه الانتخابات المبكرة، مقابل موافقة "طالبان" على وقف إطلاق للنار لمدة ستة أشهر.

وأفادت المصادر بأنّ من ضمن بنود المقترح أنه بعد ستة أشهر من إبرام الاتفاق بين الطرفين تجرى الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، ويكون ضمن الاتفاق بين الطرفين تشكيل لجنة الانتخابات الجديدة.

وينصّ المقترح، بحسب المصادر أيضاً، على ألا يشارك الرئيس الأفغاني أشرف غني ونائباه أمر الله صالح والدكتور سرور دانش في الانتخابات، وذلك من أجل ضمان الشفافية والنزاهة. ويؤكّد كذلك إشراك "طالبان" في الحكومة الحالية حتى إجراء الانتخابات المبكرة، وتقاسم الحكومة والمناصب المهمة معها، شرط الوصول إلى اتفاق مع الحركة، كما سيتم تعيين نواب منها في البرلمان ومجلس الشيوخ.

وذكرت المصادر أنّ الرئيس الأفغاني سلّم المقترح إلى الجانب الأميركي، وهو لن يوافق على تشكيل حكومة انتقالية أو مؤقتة كالتي أشير إليها في المقترح الأميركي لحلّ المعضلة الأفغانية، موضحة أنّ الرئيس الأفغاني يعتقد أنّ الحكومة الانتقالية لن تكون حلاً للمشكلة، بل يخشى أن تدفع البلاد صوب أتون حرب داخلية.

وفي الردّ على المقترح، قال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في تصريح صحافي له، إنّ الحركة، بالنظر إلى التجارب السابقة، "لن تخوض انتخابات كما أشير إليه في مقترح الحكومة الأفغانية"، لافتاً إلى أنّ "عملية الانتخابات تكرّرت في البلاد عدة مرات بعد دخول القوات الأميركية إلى أفغانستان، وفي كل مرة كانت عملية فاشلة، استغلّت من خلالها أصوات الشعب الأفغاني، وهي كانت عمليات مزورة ملفقة، ومن هنا لن تعتمد الحركة في أي حالة على عملية الانتخابات، ولن تشارك فيها لأنها تجربة فاشلة لا يمكن تكرارها".

 

في غضون ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب إنّ الحكومة الأفغانية مستعدة للتنازل إلى أبعد الحدود شرط الوصول إلى حلّ ما مع الحركة.

وأكد، في حوار له مع معهد "هدسون" الأميركي، أمس الثلاثاء، أنّ الحكومة الأفغانية مستعدة لإشراك "طالبان" في الحكومة الحالية، ولكن المعضلة لن تنتهي عند هذا الحدّ، "لأنّ الشعب الأفغاني يريد الآن نظاماً مستقراً في البلاد"، وكأنه أشار بذلك إلى عقد الانتخابات.

وأكد محب أن ّالحكومة الأفغانية ترحّب بأي خطوة ومقترح يأتي بالأمن للبلاد مع الحفاظ على ما أحرزته خلال عقدين ماضيين، تحديداً بخصوص المرأة الأفغانية والأقليات.

وأشار محب كذلك إلى أنّ الحكومة "تدعم أي مصالحة من شأنها الحفاظ على كرامة أبناء الشعب الأفغاني"، مشيراً إلى وجود فجوة كبيرة بين رؤية "طالبان" والحكومة الأفغانية، خصوصاً في ما يتعلق بحقوق المرأة وحقوق الأقليات، "لذا المعضلة لن تنتهي بتقاسم السلطة"، بحسب رأيه.

وأكد أن حركة "طالبان" لا يمكنها أن ترغم الشعب الأفغاني على قبول أيديولوجيتها، ولكن بإمكانها الانضمام إلى المنظومة السياسية، لافتاً إلى أنّ المعلومات الموجودة لدى الحكومة الأفغانية تؤكد أنّ "طالبان" لم تقطع علاقاتها مع تنظيم "القاعدة"، بينما ينصّ اتفاق الدوحة بين واشنطن وطالبان المبرم في فبراير/ شباط من العام الماضي على أن تقطع "طالبان" علاقاتها بتنظيم "القاعدة".

وسبق أن اتّهم مسؤولون أميركيون أيضاً الحركة لعلاقاتها مع "القاعدة"، لكن الحركة من طرفها نفت تلك الادعاءات، مؤكدة أنّ التنظيم لا وجود له في أفغانستان حالياً.

ولم تعلّق "طالبان" لحدّ الآن على تصريحات محب.

 

عبد الله يأمل بإحراز تقدّم ملموس في مؤتمر إسطنبول

في سياق آخر، أعرب رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبد الله عبد الله عن أمله إحراز "تقدم ملموس" خلال "مؤتمر إسطنبول" للسلام، المقرر عقده في إبريل/ نيسان المقبل.

وقال، في مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، "كان هناك الكثير من المناقشات بين الجانبين في الأشهر القليلة الماضية في الدوحة، وستستمر الفترة الجارية"، مشدداً على "ضرورة الاستفادة من وجود صنّاع القرار خلال اجتماع إسطنبول، لدفع عملية المفاوضات في أفغانستان إلى الأمام وإحراز "تقدم ملموس".

وتابع: "سيستغرق آخر اتفاق نهائي بالطبع بعض الوقت، لكن يجب أن نتفق على الأقل على بعض المبادئ، وسيكون (عقد) اتفاق على وقف إطلاق النار في غاية الأهمية".

وأكد عبد الله أنّ الوقت حان للسعي لإبرام اتفاق مباشر بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" وتجاوز اتفاق الدوحة الذي ينصّ على انسحاب القوات الأميركية من بلاده بحلول الأول من مايو/ أيار المقبل. وأضاف: "يجب أن يكون هناك اتفاق شامل بيننا، هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، لكن في النهاية نحتاج إلى أن نتفق واستعداد طالبان لذلك لم يتضح بعد".

وشدد على أن كابول مستعدة للتوصل إلى اتفاق مباشر مع "طالبان"، مضيفاً أن استعداد الأخيرة للمضي قدماً سيتضح خلال الأيام المقبلة.

المساهمون